تبقى لهم الحقوق السّتة من السّلام واتباع الجنائز، فهل هذا صحيح؟
أقول: السّلام حق للمسلم على المسلم، وإذا سلّم عليك أصبح واجبًا الرد، إلا في حال إذا أردت بيان حاله للناس حتى يحذروا ما هو عليه، إذا كان لك تأثير في الناس إذا رأوْك صنعت ما صنعت فانزجروا فنعم، فحينئذٍ لا تُسلّم عليهم لأن في ذلك مصلحة شرعية عظيمة جدًا ألا وهي زجر الناس عن ارتكاب البدعة التي ارتكبوها, وهجر أهل الأهواء والبدع على التأبيد حتى يتوبوا, قد نقل على هذا الإجماع علماء السنة - رحمهم الله تعالى-, كالبغوي وابن عبد البر وغيرهم, أما إذا كانت بدعتهم غليظة مكفرة كالجهمية فلا يرد عليهم السلام, بل ولا يُجابوا إن سلموا مثلهم الروافض فما قال أحمد -رحمه الله- حينما سُئل عن من كان له جار رافضي يسلم عليه, قال لا ولا ترد عليه إن سلمَ, والرد أوجب من الابتداء, فإن الابتداء سنة والرد واجب, فمن كانت بدعتهم كهؤلاء فلا يرد عليهم, نعم.