جديد الموقع

8883445

السؤال: 

هذا سائل يقول: أنا جِئتُ إلىٰ الجامعة لطلب العلم عند المشايخ السَّلفيين وهُناك من الطُّلاب من يقول لي جالس كُل أحد واقرأ لكلِّ أحد، وهُناك من يقول لي لا تُجالس إلَّا من عرفت أنَّه سلفي وبعيدًا عن الانحراف، علمًا أن بعض جُلسائي مسجونين في قضايا إرهابية وأنا ما كنتُ أعرفهم؛ فما نصيحتكم؟

الجواب: 

الحمدُ لله أنتَ تكاد تُجيب علىٰ نفسِكَ في هذا السؤال بجوابك،

أقول: أمَّا من قال لك اجلس إلىٰ كلِّ أحد فقد غشَّكَ وكَذَب فلا تَجلِس إلَّا إلىٰ من عرفتَ دينَهُ وهذا مُتقرِّرٌ عندَ أسلافنا – رحمهم الله تعالىٰ ورضيَ عنهم – كيف؟

"إنَّ هذا العِلم دين فانظروا عمَّن تأخذونَ دينكم"، هذا العلم دين ولا شك أنَّ الواجب علىٰ الإنسان أن يحرِصَ علىٰ دينِه، أرأيت لو قيلَ لك مطلوب منك أن تبنيَ بيتًا تذهب إلىٰ من؟ تذهب إلىٰ المهندس المِعماري وإلَّا تذهب إلىٰ مهندس السيَّارات؟ تذهب إلىٰ المهندس المعماري لأنَّ هذا اختصاصه، وإذا قيلَ لك أنَّ هذا الذهب مغشوش تذهب إلىٰ من؟ إلىٰ الصَّاغة ولا تذهب إلىٰ الذين يقطعون الطوب والبلُك وعُمَّال الخلطة؟ تذهب إلىٰ الصَّاغة، فإذا كانَ هذا في أمرِ دُنياك فكيف بدينك؟!، "هذا العلم دين فانظروا عمَّن تأخذونَ دينكم"، والسَّلف – رحمهم الله تعالىٰ –  كانوا ينظرون إِلىٰ الرَّجل وإلىٰ هديِهِ ودلِّهِ وسمتِه وصلاتِه؛ فإن رأؤْهُ علىٰ السُّنة أخذوا عنه وإن رأوْه علىٰ خِلافها تركوه، فهذا الذي قالَ لك هُو أحد رجليْن:

إمّا جاهل والجاهل لا يُعَوَّل عليه, وإما أن يكون عندهُ شيءٌ من العلم فهو غاشٌّ كذّاب, فأنت لا تستمع له, وعليك بأهل الدين المستقيمين علىٰ شرعِ الله - جلَّ و عَلَا -, فإنّك تسلم بمجاورة هؤلاء, ((الْمَرْءُ عَلَىٰ دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ))، وأوثق عُرىٰ الإيمان الحب في الله والبُغْضُ في الله - تبارك و تعالىٰ -, فإذا جالستَ كلَّ أحَدٍ, معناه حتىٰ المبتدعة سيدخلون, هذا غير صحيح, هذا كلام باطل لا يقوله من شمَّ رائحةِ العلمِ, وأنتَ ترىٰ بنفسك تقول: إنَّ بعض جلسائِكَ مسجونين مع اللإرهابيين بسببِ ماذا؟ هؤلاء الغالب عليهم أنهم من جلساءِ وتلاميذِ الإرهابيين - أهل الأهواء,

عَنِ المَرْءِ لا تَسْأَل وأَبْصِر قَرِينَه    فكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِ

و((الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ)) يقول النبي - صلىٰ الله عليه وسلم - : ((الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ))

فَيَا أيُّها السائِل لا تأخذ العِلم ولا تجلس إلّا عند من تُذَكِّرُك باللهِ رُؤيَتُه, أَو تدُلُّكَ علىٰ اللهَ كَلِمَتُه.

 
الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي