يقولُ السائل: ما رأيُ فضيلتكم في من يقول: بأَنَّ خيرَ دعاء في أوَّلِ العام ما علّمه النبي- صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لشدَّادِ بن أوس – رضِيَ الله عنه - قال: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ..)) إِلَىٰ آخر الحديث.
نحنُ نقول: القاعدة الأصولية أَنَّ ما أطلقهُ الشَّارِع يَبْقَىٰ علىٰ إِطلاقِه, فهٰذا الحديث مُطلق, وأنا لم أتعرَّف عليه من حيث الصِّحة والضَّعف, لكن علىٰ القول بأَنَّهُ صحيح مُطلق, فكيف تقيِّده أنت؟ هذا أوَّلًا.
وثانيًّا: النَّبي- صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَّم خَلقًا لَا يُحْصَون من الأدعية, فمن أين لك أن تختار دعاءً علىٰ دُعاء؟!
نعم صَحَّ عنه- صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)), هٰذا صَحَّ، وكانَ - عليهِ الصَّلاة والسَّلام - يدعو بجوامعِ الدُّعاء ويَدَعُ ما سِواها, والمقصود أَنَّه لا يسوغُ لأحدٍ أَن يقيِّدَ ما أطلقهُ الشَّارع؛ يبقىٰ علىٰ إطلاقه, حتَّىٰ يقيّده الشَّارع نفسه.