جديد الموقع

8883647

السؤال: 

أحسن الله إليكم وبارك فيكم ونفعنا بما قلتم هذا سائل يسأل عن أنواع المحبة وهل كل محبةٍ للكفار يكفر بها صاحبها كمن يحب زوجته الكافرة أو أباه الكافر أويحب رجُلًا لأمر دنيا، فهل هذا كله يدخلُ في الكفر والعياذ بالله أم لا ؟ آمُل توجيهي جزاكم الله خيرا.

الجواب: 
المحبةُ قسمان:
الأولى: محبةُ عبادة: وهذه هي التي تقتضي الإجلال والتعظيم وهذه لله – عزوجل- ومقتضاها محبة أحباب الله وأوليائه وأعلاهم الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام-، وأتباعهم لأنهم دانوا لله – عز وجل- بدين الحق.                                
الثاني: محبة عادة ؛ اعتادها الناس فيما بينهم، أقول وهذه المحبة لا يدخل فيها الكفار، فلا يحب الكفار لله أبدا، لأنهم ليسوا على ما يرضاه الله، وهذه التي توقع المرء في الكفر إذا أحب كافر لله نعم، فقد أعطاه ما جعله الله خاصًا بأهل الإيمان به.
الثاني: محبة عادة اعتادها الناس بينهم، وهذه أقسام:                                           
أحدها: محبة الجِبِلَّة والطبيعة ؛ كمحبة الرجل زوجه للاستمتاع منها وهذا تدخل فيه اليهودية والنصرانية (الكتابية) لأن غير الكتابية لا يحل نكاحها للمسلم، أما المرأة المؤمنة فزوجها يحبها لله، فمقتضى محبتُه إياها لله، ومحبتِها إياه لله، هذا يجعل كل واحد منهما يوفي الآخر حقه، تدينا لله – عز وجل- وتكريما لصاحبه ، واحتراما له ، ولهذا أوصى الشارع ، قال: ((إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ))الحديث. وفي رواية ((ترضون دينه وأمانته))، وهو صحيح بمجموع طرقه.                              
الثالثة: محبة الإشفاق وهذه تكون بين الأهل، يشفق المرء على زوجه، وهي كذلك تشفق عليه فتتألم لآلامه، إذا مرض تعبت في خدمته، وهو كذلك من جانبه إذا مرضت قام عليها وتولى أمرها، فكل منهما يتألم لألم الآخر، وكذلك يدخل في هذا بر الرجل ذوي رحمه من الكفار، كالأب والأم والعم والعمة والخال والخالة ويشفق عليهم أن يموتوا على الكفر، ولكن لا يمحضهم محبة أهل الإيمان، يحب لهم، يعني هو يحب لهم الهداية ويشفق عليهم.                                                            
الرابع: محبة الإلف وهذه عادة تكون بين الحرف ، بين أهل الحرف والمصالح، فتجد مثلا المهندسين يتتبعون بعضهم، والطلاب كل واحد يتتبع زميله ماذا عندك ماذا أنت صانع في كذا ، والتجار كذلك كل أصحاب مهنة تجارية ، تجدهم يميل بعضهم إلى بعض ، هذه كلها مصالح وهذه المحبة تنقطع بانقطاع رابطتها.
الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري