السؤال:
وهذا آخر يسأل عن حكم سب الدين وهل فيه تفصيل أم لا؟
الجواب:
سبُ الدين أوسب الله أو سب النبي - صلى الله عليه وسلم - كفر لا مرية فيه، لأن هذا يعارض الكتاب والسنة والإجماع وكلها متضافرة على إجلال الله وإجلال دينه وإجلال نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا ليس إجلالًا بل فيه تعدٍ على الذات العلية المقدسة وتعدٍ على دين الإسلام الذي ما رضي الله للعبادِ ولا للبلادِ دينًا سواه وتعدٍ على مقام النبوة والرسالة، وسابُ دينه، أوربه، أونبيه كافر، واحتجاجُ بعضُ الناس أنه يحدثُ منهم ذلك جراء غضب هذه حجةٌ داحضة وعلةٌ عليلة بل ميتة، أمَا يجدوا من الأشياء ما يسبه إلا ربه، أودينه، أونبيه، فإذا غضب على زوجته مثلًا لأنها أخرت أمرًا يحتاجه سب دينها، هذا كفر فيجب التوبة والاستغفار.
وأما المعين فقد عرفتم حكمه قدمناه البارحة ولعلنا ذكرناه قبلها، فإذا تقرر هذا فمن وقع منه هذا وهو بكامل قواه كفر، فوجب عليه التوبة وأن يتبرأ مما صدر منه من سب ربه ، أودينه ، أونبيه - صلى الله عليه وسلم -.
نعم هناك حالة: إذا غضب على رجل أو امرأة فأراد أن يسب أب الذي غضب عليه أراد أن يلعن أباه فيقول لزوجه وإن كان هذا جُرمًا لكن نذكره مِثالًا، يريد أن يقول لعن الله أباكِ لعن الله ديدنكِ هذا، فزل لسانه فقال لعن الله ربكِ لعن الله دينك، تملكه الغضب الذي لا يعي ما يقوله معه، فهذا معذور وبرهان ذلك أنه إذا رجع إلى صوابه وقرت حاله يحلف أنه لم يقل هذا أو أنه لا يدري عن هذا، فهذا يستغفر الله - عزوجل - وهو معذور -إن شاء الله تعالى -.
أقول إكمالًا للإجابة: هناك حالة في شأن سب الدين ذكرها العلماء وهو أن من كان تدينه رديئًا يُصلي لا يبالي صلى ما صلى، توضأ ما توضأ ربما صلى صلوات بلا وضوء تدينه رديء ، إذا نام عن صلاة لم يقضيها، قالوا من سب دينه يعني الذي هو عليه من العمل ولا يعني الإسلام قالوا هذا لا يكفر، لأن هذا تدين رديء أما دينُ الإسلام وهذا له حظُ منه فقد تقدم القولُ فيه.
الشيخ:
عبيد بن عبد الله الجابري