جديد الموقع

8883673

السؤال: 

بارك الله فيكم وهذا السؤال الثاني من الإمارات يقول السائل:
هل أهل الكبائر مخلدون في النار إذا لم يتوبوا وما هو الدليل؟

الجواب: 

 أجمع أهل السنة على أن الفاسق الملي الذي هو على التوحيد على التفريق بين حكمه الدنيوي والأخروي، فهو عندهم في الدنيا مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ويقولون أحيانًا مؤمن ناقص الإيمان وأما حكمه الأخروي فهو تحت مشيئة الله، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ومن الأحاديث المتواترة التي تدل على أن الفاسق الملي لا يُخلد في النار إذا دخلها حديث الشفاعة، فقد جاء فيه، أو في بعض طرقه ((أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ دينار ثم قال نصف دينار ربع دينار ثم قال من كان في قلبه مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ)) وخالف في هذا الخوارج والمعتزلة ، فالمعتزلة حُكمهم على الفاسق الملي في الدنيا بأنه في منزلةٍ بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر، أو لا مسلم ولا كافر، والخوارج يخالفونه في الحكم الدنيوي يقولون هو كافر حلال الدم والمال وفي الآخرة اتفقت الخوارج والمعتزلة على أن من لقيَّ الله على كبيرة كان خالدًا مخلدًا في النار وماذكرناه من الأدلة ذكرنا آية النساء وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ما دون ذلك ، يعني ما دون الكفر والشرك من كبائر الذنوب كالزنا والسرقة وشرب المسكر وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وغيره.

وأخرج مسلم عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((قال مَنْ مَاتَ ، لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ومَنْ مَاتَ ، يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ، دَخَلَ النَّارَ))  وأخرج البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كلمة وقلتُ أُخرى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا ، دَخَلَ النَّارَ وَأَنَا أَقُولُ: [وقلتُ أنا يعني ابن مسعود] مَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ)) والحاصل أن أهل السنة مجمعون على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، وأنبه هنا على أن أهل التوحيد الذين يلقون الله عليه هما قسمان:
الأول: قسمٌ آمن من دخول النار وهذا من لقي الله موحدًا غير مصرٍ على كبيرة سالمًا من المعاصي كلها.
الثاني: من كان آمنًا من الخلود في النار غير آمن من دخولها وهو من لقي الله موحدًا مصرًّا على كبيرة.
الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري