بارك الله فيكم وهذا السؤال الثاني من الإمارات يقول السائل:
هل أهل الكبائر مخلدون في النار إذا لم يتوبوا وما هو الدليل؟
أجمع أهل السنة على أن الفاسق الملي الذي هو على التوحيد على التفريق بين حكمه الدنيوي والأخروي، فهو عندهم في الدنيا مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ويقولون أحيانًا مؤمن ناقص الإيمان وأما حكمه الأخروي فهو تحت مشيئة الله، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ومن الأحاديث المتواترة التي تدل على أن الفاسق الملي لا يُخلد في النار إذا دخلها حديث الشفاعة، فقد جاء فيه، أو في بعض طرقه ((أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ دينار ثم قال نصف دينار ربع دينار ثم قال من كان في قلبه مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ)) وخالف في هذا الخوارج والمعتزلة ، فالمعتزلة حُكمهم على الفاسق الملي في الدنيا بأنه في منزلةٍ بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر، أو لا مسلم ولا كافر، والخوارج يخالفونه في الحكم الدنيوي يقولون هو كافر حلال الدم والمال وفي الآخرة اتفقت الخوارج والمعتزلة على أن من لقيَّ الله على كبيرة كان خالدًا مخلدًا في النار وماذكرناه من الأدلة ذكرنا آية النساء وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ما دون ذلك ، يعني ما دون الكفر والشرك من كبائر الذنوب كالزنا والسرقة وشرب المسكر وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وغيره.