جديد الموقع

8883724

السؤال: 

بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الرابع عشر من تونس تقول السائلة:
ما هي الطريقة الشرعية لإقناع الناس أن التسابيح الجماعية في التراويح بدعة على الرغم أننا حاولنا إقناعهم وتوضيح الأمر ولكن يحتجون بأن الأمر فيه خلاف بارك الله فيكم؟

الجواب: 
أولًا: يا بنتي لا تنصبي نفسكِ لهداية جميع الناس فإن الله لم يكلفك بهذا وهذا فيه عسرٌ ومشقة، يعجزُ عنه جهابزة الأئِمة من الرجال فكيف بامرأة.
ثانيًا: سددي وقاربي من تستطعين تحديثها وبيان السنة لها من أخواتك في الله من جاراتك اللاتي يجتمعنَّ معكِ في المسجد بالدليل الشرعي فمن قبلت فبها ونعمت ومن أصرت وأبت فلا عليكِ منها  فإن الهداية بيد الله وتذكروا هذه الآية ﴿لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾ إلى أمثالها من آيات التنزيل الكريم، والمقصود بالهداية هنا هي هداية التوفيق والقبول لا هداية الدلالة والإرشاد وقد قمتِ أنتِ بهذا الثانية.
الأمر الثالث: أئِمة العلم والإيمان والدين مجمعون على هذا أنه بدعة فهو لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - مع المسلمين ولم يفعله الصحابة لا الخلفاء الأربعة ولاسائر الصحابة ولم يفعله الأئِمة ولا إخوانهم من التابعين ولا من بعدهم، وإنما حدث في الكوفة من بعد التابعين في إمارة ابن مسعود عليها - رضي الله عنه - والقصة في سنن الدارمي، وقلنا في المقدمة أخبره أبو موسى - رضي الله عنه – أنه رأى قومًا حِلقًا وعلى كل حلقة رجل يقول سبحوا مئة فيسبحون مئة هللوا مئة فيهللون مئة فمشى ابن مسعود - رضي الله عنه - حتى وقف عليها على حلقة منها " فقال ويحكم ما الذي تصنعون يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم والله ما أنتم إلا على ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعدُ به التسبيح ثم قالوا والله ما أردنا إلا خيرا قال كم من مريد للخير لا يصيبه " اقرأي هذا الحديث أنا ذكرته بالمعنى مختصرًا فارجعي له يا بنتي في المصدر سنن الدارمي في المقدمة تجدين هذا الأثر فاقرأيه على من مكنتكِ من القراءة عليها فإن قبلت فبها ونعمت وإن لم تقبل فدعيها.
الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري