السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الثاني والعشرون يقول السائل من المغرب يقول: نحبكم في الله يا شيخ والسؤال هو امرأة أفطرت بعضًا من شهر رمضان الماضي بسبب الولادة والآن لحقها رمضان الحالي فما يجب عليها يا شيخ؟
الجواب:
يفتي كثير من أهل العلم ولعلهم الجمهور بأن عليها لكن هنا أقول أولا هل هذه المرأة أخرت قضاءها حتى أدركها رمضان الآخر كان بعذر كالرضاعة المجهدة أو الحمل المجهد أو كان بغير عذر؟
فإن كان بعذر فلا شيء عليها إن شاء الله تعالى والظاهر أنه بالاتفاق.
والحالة الثانية: أخرت قضاءها تفريطًا وكسلًا ففتوى كثير من أهل العلم لعلهم الجمهور أنه عليها القضاء مع إطعام مسكين عن كل يوم فيكون عليها القضاء والفدية، وأفتى بعضهم أنه لا شيء عليها وإنما عليها القضاء فقط واستدل أهل هذا المذهب بقوله-تعالى-: ﴿فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾فهذه الأيام الأخر مطلقة والأصل أنما أطلقه الشارع يبقى على إطلاقه واستدل الأولون بما صح عن عائشة – رضي الله عنها – قالت:(( كان يكون علي صيام ( في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم) فلا أصوم إلا في شعبان لكثرة ما يصوم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم – )) ،( قالوا يعني وجه الدلالة ولو أمكنها التأخير عن شعبان لفعلت) ولكن يجاب عن هذا أن حديث عائشة – رضي الله عنها – نص بتأخير قضائها ما أفطرته في رمضان إلى شعبان للعلة المذكورة وأما ما عدا ذلك يعني تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان فهو مسكوت عنه فلم تؤخر حتى نقول أقرها النبي – صلى الله عليه وسلم – أو نقول أنكر عليها النبي – صلى الله عليه وسلم – تأخيرها فهو مسكوت عنه وليس فيه حجة والراجح عندنا هو القول بأن من أخر قضاءه ما أفطره من رمضان حتى يدركه رمضان الآخر ليس عليه إلا القضاء فقط في كلا الحالين مع أننا ندعو المسلمين والمسلمات إلى المسارعة في القضاء، لأنه دين والمسارعة في قضاء الديون واجبة ودين الله أحق بالقضاء كما صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم- نعم وبالله التوفيق.
الشيخ:
عبيد بن عبد الله الجابري