السؤال:
هذا يقول إذا دخلت إلى المسجد وصليت مباشرة دون أن أسأل عن اتجاه القبلة، ثم بعد الصلاة قيل لي إن القبلة بالاتجاه المعاكس. فما الحكم؟
الجواب:
صلاتك باطلة وتعيدها؛ لأن الناس أمامك وإن كنت لا تعرفها الواجب عليك أن تسأل.
وأمَّا أن يفرق بين النافلة والفريضة؟
يفرق بين النافلة والفريضة إذا كنت تتنفل على ظهر الدابة؛ أما إذا كنت في الأرض فلابد من استقبال القبلة؛ وإنما يخفف عن المسافر إذا كان على ظهر الراحلة،
فمثلًا كان سفره للأردن من المدينة القبلة في ظهره فيتجه إلى القبلة فيكبر تكبيرة الإحرام ثم يدع راحلته إلى القبله، أو كانت رحلته إلى الإحساء في المنطقة الشرقية يتجه إلى القبلة ويحرم -يُكبر بتكبيرة الإحرام- ثم يدع دابته إلى الشرق ويصلي هذا في النافلة توسعة من الله -جلَّ وعلا- علي عباده؛ أمَّا إذا كانت هذه النافلة و أنت في الأرض فلا تصح إلا أن تستقبل لها القبلة.
وللمسافر صح فعل النافلة *** لأي وجه فوق ظهر الراحلة
لكن مع الإحرام فليستقبل *** كما روي فعل النبي المرسلِ
يعني: فليستقبل القبلة التي أشار إليها في قوله :
يستقبل القبلة من لها اهتدي *** و تائـهٌ عليه أن يجتهـدا
وحيث بان مخطًا فليستـدر *** و ليمضي في صلاته كما أثر.
فهذا الذي يدخل ما اجتهد؛ يدخل يرى الناس و هو بين يديه في المسجد ولا يسألهم أين القبلة إن كان لا يعلم! هذا ما اجتهد فحينئذٍ صلاته باطلة.
الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي