السؤال:
أحسن الله إليكم , وهذا سائل يقول: هل فعل حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - يعد من مظاهرة المشركين ومعاونتهم ؟
الجواب:
سبحانك يا رب هذه بهتان عظيم , أنبه أبنائي وبناتي إلى أن الصحابة - رضي الله عنهم- لهم من وجوب الاحترام والتوقير والكف عما شجر بينهم ما ليس لغيرهم, هذا هو الذي قرره أئمتنا , قال - صلى الله عليه وسلم -: (( إذا ذكر أصحابي فامسكوا ))وقال- صلى الله عليه وسلم-: ((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ)) يعني نصفه.
ومشى أئمتنا بدءًا بالصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم على هذا , وما أحسن ما قاله أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي- رحمه الله -: " يا أيوب احفظ عني أربعًا: لا تقل في القرآن برأيك, وإياك والقدر يعني لا تخاصم ولا تجادل في أحاديثه, وإذا ذكر أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فأمسك, ولا تمكن أهل الأهواء من سمعك فيقروا فيه ما شاؤوا أو قال ينبذوا فيه ما شاؤوا "
فإذا تقرر هذه فذلكم الصحابي عذره النبي- صلى الله عليه وسلم - قبل عذره وقال:((وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)).
فاعلموا أن الخوض في هذه القضية وأمثالها مما له تعلق بالصحابة هو من الصفصطة، ويورد مورد الهلكة والعطب ويجرئ أهل الأهواء على النيل من الصحابة - رضي الله عنهم - وهم سادة هذه الأمة نعم.
الشيخ:
عبيد بن عبد الله الجابري