هذا سائل يقول: بلغنا - أيضا نفسه من ليبيا -، يقول: بلغنا توجيه المشائخ بالابتعاد عن الفتن الواقعة في ليبيا وأن نكون أحلاس بيوتنا، ولدينا عدد من طلبة العلم يريدون إلقاء الدُّروس في المساجد، فهل هذا يتوافق مع هذا التَّوجيه، علما بأنَّ إدارة هذه المساجد سلفيَّة ولا يوجد توجيه معيَّن تجاه هؤلاء الطَّلبة من الحكومة؟
أنا لا أدري أيِّ حكومة الآن في ليبيا؟ على حدِّ قول هذا الأخ، إنَّما هم متغالبون، ما توجد حكومة قائمة لها الطّاعة الكاملة الآن الَّتي تُعطى لها، فهذا يقاتل وهذا يقاتل، لكن أقول: إنَّ المراد بأن تلزموا بيوتكم، المراد به البعد عن الفتن، والمشاركة فيها، فإذا رأيتم الفرصة لدعوة النّاس وتعليمهم الخير وتوجيههم وإرشادهم، ورأيتم هذا الأمر متسهِّل لكم، متيسِّر لكم فإنَّكم تقومون بذلك، لاسيما مع حاجة النّاس، والنّاس في هذا الوقت في حاجة، فتعلِّمونهم مايجب عليهم ممّا يحتاجون إليه من أمور دينهم، وتبتعدون عن الخوض فيما يتعلَّق بهذه الفتنة القائمة، وهي القتال للاستيلاء على ملك وإزالة ملك.