السؤال:
السؤال الثاني يقول: نرجو من فضيلتكم الترجيح في مسألة القيام بثلاث عشرة أو إحدى عشرة أو ثلاث وعشرين؟
الجواب:
ثلاث وعشرين حديثها ضعيف، والثلاث عشرة والإحدى عشرة حديثاها صحيحان، ولكن إن صليت خلف من يقوم بثلاث وعشرين فصلِ خلفه عملًا بالحديث الآخر(( مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ)) فخذ بهذا وحينئذ تكون آخذًا بجميع الأحاديث الصحيحة، حديث عائشة إحدى عشرة، وحديث ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - في هذا ثلاث عشرة وأما حديث الثلاث والعشرين فهو ضعيف، وإن عمل به أئمة الحرمين، هو ضعيف، الحق أحق أن يتبع لكن نصلي وراءهم تطبيقًا لحديث (( مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ )) ويا ليتهم يعودون إلى ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والإنكار في الحديث الضعيف وارد إذ كيف يترك الأحاديث الصحيحة ويترك ما ورد فيها عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- مما يحكونه من فعله - صلى الله عليه وسلم - ويؤخذ بالحديث الضعيف هذا شيء، ولكنهم مما يخفف الإنكار أنهم جنحوا إلى العموم صلاة الليل مثنى مثنى، فهذا الذي يخفف الإنكار والإغلاظ فيه، فينبغي للإنسان أن يكون فقيهًا أن يعلم قبل أن يعمل، نحن نحب والله أن يقوم المسجدان بإحدى عشرة أو بثلاث عشرة لأنه أرفق بالناس، وأخف عليهم ويقرأون قراءة معقولة ليست بالطويلة التي تتعب الناس وليست بالقصيرة التي أيضًا تخف معها الصلاة والتخفيف في القراءة أيضًا مطلوب إذا كان وراءك الضعيف، لكن الإشكال والأشكل منه ما نراه أحيانًا وفي المسجدين من بعض الأئمة فيهما لا تركع إلا وقد، رفع ولا تسجد إلا وقد جلس، ولا تجلس إلا وقد سجد، ولا تسجد إلا وقد قام، هذا عليهم أن يتقوا الله - جل وعلا - والخطاب لأئمة الحرمين ولأئمة المساجد جميعًا، دين الله واحد والحكم واحد، البارحة والله في المسجد النبوي، مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ما نركع إلا وقد قام، ما نسجد إلا وقد جلس، نقطع، سبحان الله، فالشاهد على الإنسان أن يأتي بالأركان ، القراءة هي سنة لغير الفاتحة، سنة، أما أن يخل بالركوع والسجود والاطمئنان، فصرنا مثل الحنفية، مثل أهل الرأي، يعني نقر للصلاة كنقر الديكة، يطال في القراءة التي هي سنة، وما تسجد إلا وقد قعد، وما تكاد تركع إلا وقد قام، هذا التخفيف هذا ما هو التخفيف المطلوب، التخفيف المطلوب محسوم ومحكوم بالشرع فينبغي لأئمة المساجد أن يراقبوا الله - جل وعلا - في صلاة المسلمين لأن المقصود من هذه الصلاة إتمامها وإحسانها حتى تكون مقبولة عند الله - تبارك وتعالى - والنبي- صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))ثلاث مرات، للمسيء صلاته ثم أمره في ذلك بما تعلمون قال:((ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا )) ونحن الآن والله ما نركع إلا وقد قام ، ندرك تسبيحة واحدة ،في الحرمين تسبيحة واحدة وفي الزحام في السجود لا تكاد تصل الأرض إلا وقد جلس، فعلى الأئمة أن ينظروا إلى المأمومين، الإمام يصلي في محل عرضه ثلاثة متر ما يحس بالزحام ولا يحسب حساب الزحام للناس خلفه أو ينساه فعليه أن يحسب حساب الناس الذين وراءه يصلي بهم صلاة تصح فلا تفوتهم الركوعات لا تفوتهم السجدات، يتقون الله - جل وعلا- في عباد الله - سبحانه وتعالى - وهكذا جميع المساجد التي يكون فيه زحام فعلى الأئمة أن يراقبوا ذلك ، نسال الله - جل وعلا - التوفيق للجميع .
الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي