السؤال:
يقول: شخص يقول إن أخته كانت متزوجة من رجل مشرك، نحن نجيب على ما نُسأل عنه، وهي الآن مطلقة وهي لا تصلي يعني صارت مثله، وكلما حدثتها عن الصلاة ووجوب تعلمها أصول الدين فإنها لا تهتم، فما العمل يا شيخ -بارك الله فيكم- علما أنها مقيمة ببريطانيا.
الجواب:
هذه ثمرة الإقامة بديار الكفار، هذه الثمرة، مسلمون بالاسم يصبحون بعد ذلك، تجدهم أخس من الكفار الأصليين في أشكالهم وأعمالهم يبارونهم ويزيدون عليهم ويكونون فتنة لهم أيضًا، يقول ها انظر هؤلاء المسلمين يقولون الخمر حرام هؤلاء المسلمين عندنا عيالهم يشربون الخمر، الزنا حرام هذا عيالهم عندنا يفعلونه، وهكذا فهذه هي نتيجة الإقامة ببلاد الكفر - عياذًا بالله من ذلك - هذا أولًا.
وثانيًا: إذا كان هو مشرك وهي لا تصلي فكلاهما سواء، قد جمعهما الكفر، لقول النبي - صلى الله عيله وسلم – ((بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاةِ)) ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ , فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ))
فهي مثله حينئذ مشرك بمشركة متزوج لا إشكال، لا إشكال، لكن الشق الثاني من الجواب إن كان لك عليها ولاية وقوة فعليك أن تأطرها على الحق، وإن كنت لا تستطيع وهذا هو الظاهر لأنها في بلاد الكفار، والكفار يشجعون إخوانهم الكفار وهم مثلهم، نعم ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا﴾ ها؟، فهؤلاء يسعون في إضلالنا - نسأل الله العافية والسلامة - كما قال الله -جل وعلا- :﴿ وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴿٢٧﴾ يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾﴾ فهؤلاء ما يريدون إلا هذا ﴿ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ فالشاهد هؤلاء هذا الذي يريدونه وقد ظفروا به من هذه المرأة وزوجها -ونسأل الله العافية والسلامة -.
الظاهر هو هذا معشر الإخوان، بهذه المناسبة الإقامة في بلد الكفر خطيرة جدًا، ويخشى على أصحابها الزيغ والانحلال والانحراف، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أنا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ ظَهْرَيِّ الْمُشْرِكِينَ ، لَا تُرَاءَى نَارَاهُمَا))
يعني لو كنت أنت وإياه في أرض صحراء فلا، فابتعد إلى أن تصل حيث لو أشعل ناره لا تراه أنت، ولو أشعلت نارك لا يراها هو يكون بينك وبينه فاصل حتى لا ترى وجهه فَتَرِقَ له أو تعاطف معه أو تلين له أو تساهل معه ثم بعد ذلك يصبح الأمر عاديًا، وهكذا المسلم إذا سافر لبلاد الكفر أول ما يسافر ينكر كثيرا فإذا أقام أياما خفَّ الإنكار فإذا أقام شهورا قل وضعف الإنكار ثم يزول الإنكار وربما بعد ذلك ينتقل إلى ما عليه الكفار كهؤلاء.
ومن هنا نصيحة نوجهها لإخواننا الذين يسكنون من المسلمين في بلاد الكفار أن يتقوا الله - جل وعلا - في أنفسهم وفي أولادهم من الذكور والإناث، لأن الولد هناك الذكر أو الأنثى إذا بلغ ثماني عشرة فليس لوالده عليه ولاية، فالبنت تأفك وتخرج وتفعل ما تشاء، تزني لا شيء عليها لا سلطان لك عليها لو كلمتها وأنت أبوها رفعتك إلى الحكومة والحكومات هناك شالوك حطوك في السجن بس انتهينا، وهكذا ابنك يفجر يعهر، لو أخذت على يديه شالوك حطوك في السجن، فما الفائدة من الإقامة في تلك البلاد، والواجب على المسلمين أن يسعوا إلى الهجرة إلى بلاد أهل الإسلام ما أمكن، كثير من الناس يبغى المملكة نقول هذا طيب لو حصل لك، لكن إذا ما حصل، أي بلد من بلاد المسلمين خير لك من أن تبقى في بلدان الكافرين، وللأسف هناك شيء آخر ومفهوم مغلوط في هذا العصر يسمون الذاهبين إلى بلاد الكفار مهاجرين كما نسمع في الأخبار، انقلب قارب في شمال الساحل الإفريقي محمل بالمهاجرين وهو ذاهب إلى إيطاليا فماتوا بالأمس يقولون ألقوا تسعين أو أربعين جثة ماتوا وهم مهاجرون، هؤلاء هم مهاجرون؟!
الهجرة هي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ما هو من بلد الإسلام إلى بلد الشرك هذا مغلوط هجرة إنما هي من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، فهؤلاء ليسوا مهاجرين، هؤلاء هاجرين لدينهم وذاهبين إلى بلاد الكفر ،
والشيء الآخر أكثر هؤلاء ما يذهبون لغرض شرعي صحيح كتعلم علم لابد منه لا يوجد في بلاد المسلمين، أو استشفاء لمرض لا يوجد دواء له في بلاد المسلمين، أو تجارة ضرورة توجب عليه أن يسافر، لا،يذهبون ليحصلوا ما يمنونهم به من رغد العيش في دول الاتحاد الأوروبي أو في أمريكا.
ومن الدجل الذي يحث الناس على هذا الإعلانات في هذا وفي الشبكات تطب الزر يطلع مبروك كسبت إقامة في الولايات المتحدة اتصل بكذا ليسرقوك وهكذا، فعلى إخواننا أن يتقوا الله - جل وعلا - ولا يقيموا في بلدان الكافرين إلا لضرورة ، والضرورة تقدر بقدرها ، فإذا زالت الضرورة لم يجز لهم البقاء حينئذ، فنحن نقول لهذا الأخ السائل هذا هو نتيجة الإقامة في بلاد المشركين - عياذا بالله من ذلك - وإذا كنت لا تستطيع ولا ولاية لك عليها وبقيت على هذه الحال فإنها إن ماتت ماتت على غير الإسلام - عياذا بالله من ذلك -.
الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي