جديد الموقع

8883987

الجواب: 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

 

أمَّا بعد ..

 

فبمناسبة قرب انتهاء العام الدراسي معشر الأحبة؛ وسيذهب كثيرٌ منا إلى بلدانهم، أو يتجَوَّل في الدعوة إلى الله – تبارك وتعالى-، أو ينقلب لطلبِ علمٍ يواصل المسيرة في تحصيله؛ في الدروس والدورات العلمية؛ دروس المساجد والدورات العلمية.

بهذه المناسبة؛ أوصي أبنائي جميعًا، وجميع من يسمع ويبلغه كلامنا، أوصيهم جميعًا ونفسي بتقوى الله – جلَّ وعلا-، وسلوك سبيل رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم-، وخلفائه الراشدين وذلك بالتمسك بسُنَّته – عليه الصلاة والسلام-، وسُنَّة خلفائه الراشدين المَهْدِيِين، والسَّير على طريق الصحابة – رضي الله عنهم-، والتابعين الذين أَخَذوا عنهم، وساروا على طريقهم، والاقتداء بأئمة الدين؛ أئمة الحديث والسُّنة؛ الذين هم أعلم الناس برسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقياس الناس جميعًا ومقالاتهم بالكتابِ والسُّنة والإجماع، فما وافقَ الكتابَ والسُّنة والإجماع فهذا هو المقبول، وما خالفَ الكتابَ والسُّنة والإجماع رُدَّ على قائله؛

فأمَّا الكتاب؛ فلقوله – جلَّ وعلا-: ﴿إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾،نَكَّره: ﴿أَجْرًا كَبِيرًا، لا يحصيه إلَّا الله – جلَّ وعلا- والآيات في هذا كثيرة، والمقام لا يَتَّسِعُ لِسَرْدِها.

وأمَّا السُّنة؛ فلقوله - عليه الصلاة والسلام-: ((إنَّهُ مَن يعِشْ منْكم فسيَرى اختِلافًا كثيرًا فعليكُم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المَهديِّينَ تمسَّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنَّواجذِ وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعة...)) الحديث.

وأمَّا الإجماع؛ فلقوله – جلَّ وعلا-: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا، ولأنّ الله - جلَّ وعلا- لا يَجمع أُمَّة محمَّدٍ على ضلالة، فما رآه المؤمنون حَسَنًا فهو عند الله حَسَن، وما رَأَوْهُ قبيحًا فهو عند الله قبيح.

والأدلَّة على هذه الأصول الثلاثة كثيرة؛ مبسوطةٌ في مواضعها من أصول الحديث وأصول الفقه، من أراد أن يراجعها فليراجعها، وهذه أشهر الأدلة في الأبواب الثلاثة.

والحاصل أنَّ من تَكَلَّم، أو دَرَّس، أو أَفْتَى، أو قال قولًا مُخالفًا للكتاب والسُّنة والإجماع؛ فهو رَدٌّ عليه، لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ))، ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ))، ((كُلُّ عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ))، مردودٌ على قائله كائنًا من كان.

ولأنَّه قد أجمع المسلمون على أَنَّه ما من أحد إلا ويؤخَذُ من قوله ويُترَك، ويُرد ويُرَدُّ عليه إلَّا رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فما جاء في كتاب الله على الرأس والعين، وما جاء في سُنَّة الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – على الرأس والعين، وما جاء عن الخلفاء الراشدين على الرأس والعين، وهكذا، ومن عدا ذلك يُستَدلُّ له ولا يُستدَلُّ به؛ إِنَّما الحُجَّة في كلام الله ورسوله.

الواجب علينا جميعًا أن نسلك مسلك الاتباع، وأن نحذر من الابتداع ولاسيما في هذه الآونة، فعليك بالحق وإن قلَّ السالكون، فالزم طريقه والزم أهله، وإياك والباطل وإن كَثر الهالكون، واعلم أنَّ العلم إِنَّما هو بحثٌ مُحَقَّق، أو نقلٌ مُوَثَّق، وما سِوَى ذاك فبَهْرَجٌ مُزَوَّق، وَزِن الناس بالقسطاس المستقيم؛ وهو الكتاب والسُّنة وما عليه سلف الأمة، فمن خالف الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة فقوله مردودٌ عليه كائِنًا من كان، لا يغرنَّكم البهرجة، ولا يُغَرنَّكم تزويق الكلام، ولا يُغَرنَّكم كثرة الجمع، وزِنُوا بهذا الميزان الذي لا يطيش، من وافق كلامه كلام الله – سبحانه – وكلام رسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وخلفائه الراشدين وأئمة الهدى؛ فهذا المقبول عندنا، وما خالف الكتاب والسنة وقول الخلفاء الراشدين وما عليه أئمة الهدى؛ فقوله مردودٌ عليه، لأنه يكون حينئذٍ مُحْدثًا، والإحداث مردودٌ على صاحبه، هذا الميزان استصحبوه معكم، تقيسون به الرجال، وتحكمون عليهم، في مقالاتهم، وفي فتاواهم، وفي دروسهم، لأن هذا الميزان لا يطيش، وإيَّاكم أن تنعكس عليكم القضية، فتَزِنُوا الحقَّ بالرجال ويغلب تعظيمكم للرجال على أن يُنْسِيَكم أخطاءهم إذا أخطئوا، فهذا لا يجوز، بل يخشى على قائله أن يكون من الذين قال الله فيهم: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ،فالواجب علينا جميعًا أن نحرص على هذا، نحرص على الاتَّباع، ونحذر المخالفة والابتداع، وكلُّ خير في اتباع من سَلَف، وكلُّ شر في ابتداع من خَلَف، والقول الحق عليه نور من الله – تبارك وتعالى – يدخل القلب بدون استئذان، والباطل عليه ظُلْمَة البدعة لا يَلِج القلوب بحالٍ من الأحوال، قلوب المُوَفَّقين لا يَلِجُها الباطل وإن زَخْرَفَهُ المُزخرفون، فهذا الذي أوصيكم به، عليكم بكتب السنة وكتب الاعتقاد التي تثبت الاعتقاد الصحيح في قلوبكم، فراجعوا ما كان محفوظًا لكم، واستحدثوا ما لم يكن بأن تقرؤوا فيه، راجعوا مثل: القواعد الأربع، والأصول الثلاثة، وكتاب التوحيد، والواسطية، والحَمَوية، والشروح عليها، ثم اقرؤوا كتب السنة المسندة؛ سنن العقائد كالسنة لأحمد، السنة لعبدالله بن أحمد، السنة لابن أبي عاصم، الشريعة للآجُرِّي، السنة للالكائي، الإبانة لابن بطة، وهكذا، اقرؤوا في هذه الكتب، والكتب التي متنت في اعتقاد السلف الصالح في هذا الباب، فإنها تُثَبِّتكم، ويتبين لكم من خلالها كيف أُوذِيَ أصحابها وصبروا، ولكن كتب الله الظهور لهم، وأخمد ذِكر من عاندهم وعاداهم وحاربهم وسعى في أذيتهم، فإن هذا مِمَّا يُثَبِّت، وإذا قرأتم هذه الكتب اقرؤوا في تراجم أصحابها، في تراجم السلف هؤلاء المذكورين، لتَرَوْا كيف كانوا، وكيف ابتلوا فَصَبَروا، وحفظ الله – سبحانه وتعالى - الدِّين بهم فوصلت إلينا سُنَّة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم - من طريقهم، وذلك لأن المرء إذا عَلِم عَمِل، وإذا عمل فَسَيَرى المُخالف، فإن دعا قاموا في وجهه، وإن خالفهم في قوله وفعله أنكروا عليه وقاموا في وجهه، فأمَّا إذا دعاهم وأنكر ما هم عليه من الباطل فهناك مقال للإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى –: "ينصبون له الحبائل ويبغون له الغوائل، والله حافظه وناصره مهما كان"، يقول الحافظ بن حجر – رحمه الله تعالى – في الفتح: "والصادق مع الله لا تضره الفتن، والله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج متعددة"، ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، فالنصر لمن؟ للرسل والذين آمنوا بهم وساروا على طريقهم، ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ﴿١٧١﴾ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ﴿١٧٢﴾ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ الآيات.

فالله الله معشر الأحبة والأبناء بالثبات على هذه الأصول ووزن الناس بها؛ فإنها هي الأصول وهي الموازين، بل وهي الميزان الذي لا يطيش، أسأل الله – سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُثبتنا وإياكم على القول الثابت في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما أسأله - جلَّ وعلا- أن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين دعاة صالحين مُصلحين، مُتفقهين ومُفَقِّهين في الِّدين غير ضالين ولا مُضِلِّين إنه جواد كريم، وصلّ اللهم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن .
 

السؤال:

هذا يسأل عن والدٍ فيقول: ما حكم الوالد الذي يتهاون بالصلاة، وعندما يُعصِّب يَسُبُّ الدين - أعوذ بالله من ذلك- ويُفطر في رمضان مع أن أبناءه ينصحونه ويضربون له الأمثال ويترفقون به.

الجواب:
الذي يتهاون في الصلاة في أَصَح القولين أنه كافر، لأن هذه الصلاة هي الفرق بين المسلم وبين الكافر، ((بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)) يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- ، ويقول: ((الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ))، و(الـ) في قوله بين الكفر والشرك في الحديث المتقدم في مُسند الامام أحمد للعهد؛ أي الشرك الأكبر المعهود، والكفر الأكبر المعهود الناقل عن المِلَّة فالذي يترك الصلاة عمدًا مُتهاونًا متعمِدًّا ذلك؛ هذا كافر في أصح القولين، ويزيد على ذلك ترك رمضان هذه عظيمة وجريمة جسيمة، وأعظم من الثنتين هاتين سَبُّ الدِّين فإن سب الدين رِدَّةٌ عن دين الله مُستقلَّة بمفردها، فمن سَبَّ دين الله فإنه مُرتد، وإذا كان ما يوجد من يقيم على هذا الحد فعلى هؤلاء أن يَتَبَرَّؤوا منه، قال - جلَّ وعلا-: ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ، فبدأ بالآباء لأنهم الأصل في وجودك وهم أعظم الناس حقًّا عليك، فبدأ بهم لتعلق القلب بهم، فحقُّ الله أعظم من حَقِّهم، فمثل هذا يجب منابذته وعدم موالاته لأنه مُحَادٌّ لله ولرسوله، وليس له ولاية على بنته المؤمنة، لأن الله – جلَّ وعلا – لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، ويكون أولياؤها إِخْوَتها. نعم.

 

السؤال:

هذا يقول: السلام عليكم أحبك في الله يا شيخ، بارك الله فيك ونفع بك.

سؤالي هو: أني أواجه جِدَالٌ من أهلي على الدراسة، وأنا أواجه مشكلة الاختلاط، أفيدوني.

الجواب:

نسأل الله أن يبارك في الجميع، وينفع بالجميع، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه، وجعلنا الله وإيَّاك من المتحابين فيه.

أقول: لا تدرس مع النساء في الأماكن المختلطة، والمدارس المختلطة، لا تدرس فيها، وابحث، والله – جلَّ وعلا – سيجعل لك فَرَجًا ومَخْرجًا.

أمَّا أن تدرس أنت والبنت من جنبك من هنا ومن هنا؛ هذا لا يجوز، حرام، وعليك أن تَتَقِّيَ الله؛ ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾، ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا، فَتَتَيَسَّر - إن شاء الله- الأمور، إذا تَرَكْتَ ذلك امتثالًا لأمرِ الله فأَبْشِر بالخير - بإذن الله-.

 

السؤال:

يقول: هذا شابٌّ سلفي يشتغل في مركز شرطة، ويُلزمونه بلبس الملابس الأفرنجية.

الجواب:

معروف السروال، البنطلون، والبدلة؛ لا بأس، هذه بدلة العمل، لكن وَسِّعها، خَيّطها مُوَسَّعة والحمد لله رأيْنا بعضًا من إخواننا - ولله الحمديلبسون ملابس الشُّرَط واسعة، بنطلونات واسعة، يُفَصِّلونها يُخَيِّطونها واسعة، تستر - والله الحمد-، ولا يضر .

 

السؤال:

وهذا يسأل، مُلَخَّص سؤاله أنه يريد اقتناء كُتُبَ أهل السنة التي تعد من مراجع في بابه ولكن عليها تعليقات لكُتَّاب غير معروفين، أو بعض الحِزْبيين؟

الجواب:

أمَّا غير المعروفين فهؤلاء مجاهيل، فإذا رأيت تعليقًا اعرض ما تَشُك فيه.

وأمَّا الحزبي فهذا - ولله الحمد- قد اتَّضح لكَ أمره ، فأنت تمشي معه في تعليقاته على وَجَل، وعلى حَذَر، فهؤلاء ما ترددت في شيء من كلامهم فأعرضه على البياطرة الخبيرين بطرائق هؤلاء الحزبيين، لأن هؤلاء لا يؤمنون من الدَّس في الحواشي، التحشية التي يُحَشُّونها فيها سم، وإنَّما يمشي السُّم إذا خلط بالعسل، فكتب السُّنة للأئمة السنة هي العسل المُصَفَّى، لكن هؤلاء يَدُسُّون السُّم في العسل، فعليك بالأطباء الحاذقين وهم علماء السنة؛ فاستشرهم في الكتب التي تريد أن تقتنيها في هذا الباب، والمُعَلِّق عليها حزبي حتى تجد الجواب في الكتاب المخصوص بعينيه، ونحن حينما تظهر مثل هذه الكتب لا نعرفها إلَّا من طريق هؤلاء نشتريها لأجل الكتاب؛ ما هو لأجل هذا المُعَلِّق، لأجل هذا الكتاب من كتب سلفنا الصالح، لكن الذي يُمَيِّز قليل وعلى الطالب إذا شك وتَرَدَّد أن يسأل أهل العلم في هذا .

 

وهذا السؤال نفسه نفس الكلام الذي تَقَدَّم على الكلام الأول، في السؤال الأول وهو الاختلاط، فالجواب عليه كالجواب على ذلك .

  

ما شاء الله هذه السؤالات كلها كاتبها واحد، خط يد واحدة، بقلم واحد، بلون واحد، في دفتر واحد .

 

السؤال:

هذا يقول: في هذه الأوقات في بلاده تدهورٌ وانفلاتٌ في الأمن، وكثرة في المجرمين - نعوذ بالله من ذلك - وكثرة للسلاح، وكثرة الخطف والسرقات فلو حدث أن أحد المجرمين حاول خطف امرأة على الطريق أمام أعين الناس هل نمنعه حتى لو اضطررنا لضربه بالسلاح؟ علمًا بأنه مُسَلَّحٌ ومجرم.

الجواب:

إذا رأيتموه يخطف امرأة ليست من أهله يريد أن يأخذها؛ فلا تُمَكِّنوه من ذلك وأنتم تَرَوْن، وأحيطوه بكل ما تستطيعون حتى تفدوها منه وتخلصوها من هذا المجرم ما لم يكن عليكم ضرر، فإن خَشِيتم القتل فالله يعذركم، وقد أديتم الذي تستطيعون، لكن لا أظن عاقلًا إذا كان في جمع تعجزهم الحيلة - إن شاء الله- في تخليص هذه المرأة المسلمة الضعيفة من المجرم.

الشاهد أنكم ما استطعتم تخليصها فلا يجوز لكم أن تَدَعوها بين يَدَيْ هذا المُجْرِم. نعم.

 

السؤال:

وهذا يسأل عن ما ينقل فيما شجر بين الصحابة.

الجواب:

موقف أهل السُّنة جميعًا أن ما جَرَى بين الصحابة - رضي الله عنهم- الموقف فيه الكَفْ والسُّكوت عن ذلك، وعدم الخوض فيه، وكلهم مجتهد، وهم بين مصيب فله أجران أجر الاجتهاد والإصابة، وما بين مُخْطِئ فله أجر الاجتهاد وأجر الإصابة فائتٌ عليه، وكلهم مجتهدٌ مُثَابُ، هذا هو، فلا يخوض العبد في هذا الباب.

جاء رجلٌ إلى عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى ورَضِيَ عنه- ونالَ من معاوية، فقال له: يا هذا، إنَّ خَصْمَ معاوية كريم - يعني علي- ورَبُّ معاوية رحيم، وما دخلك بينهما، أنت ايش دخلك، أنتَ ما تحصد إلَّا السيئات - نعوذ بالله من ذلك-.

فالذي يجري بين الصحابة وجرى بينهم - رضي الله عنهم- يَجِبُ الكف عن الدخول فيه، لأنه بداية الزيغ ويورث الغِلَّ والدَّغل في القلوب على هذا الصف الفاضل الطَّاهر النَّقي من الناس بعد الأنبياء والرُّسل - عليهم الصلاة والسلام-، وأنا وإياكم جميعًا والمسلمون أُمِرنا بقول الله - جلَّ وعلا-﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ، فالواجب علينا جميعًا أن نقول هذا القول، وأن نَدَع التعرض لأصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومن خاضَ في هذا؛ فهو على طريقةِ أهل البدع.

 

السؤال:

هذا يسأل عن استخدام الصابون في الغُسْل.

الجواب:

لا بأس، ما فيه شيء، بل هو يُطَيِّب الجسم، ويُزيل الروائح الكريهة، ويأتي بريحٍ طَيَّبة، فلا بأس بذلك، بل هذا قد يكون مُسْتَحَبًّا.

أمَّا إن كانت الرائحة كريهة، فيجب عليك أن تزيلها، فيكون واجبًا في بعض المواطن.

 

السؤال:

وهذا يقول: ينقل عني أني أتكلم في الشيخ مقبل.

الجواب:

سبحانك هذا بهتانٌ عظيم، رحمةُ الله تعالى عليه.

 

السؤال:

هذا يقول: كيف يَتَحَصَّل طالب العلم بطريقة سهلة ومُيَسَّرة تكون له حصيلة طيبة في المفردات العربية؟

الجواب:

أقول بالقراءة في كتب اللغة العربية، وخاصةً أَكْثِر من القراءة في القاموس المحيط، فهذا من أيسر الكتب من أَيْسَرِها وأَخْصَرِها وأَجْمَعِها، القاموس المحيط كتابٌ عظيمٌ جدًا، والحمد لله قد تَيَسَّرت الطبعات الأخيرة الآن المُلَوَّنة، المضغوطة في جلدٍ واحد، بعد أن كان أربع مجلدات، فهذا من أجمع الكتب وأَحْسَنِها.

 

والله أعلم، وصَلَّى الله وسَلَّم وبارك على عبده ورسولهِ نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

 

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي