جديد الموقع

8884013

السؤال: 

مَتَى يَكُونُ وَاجِبًا التَّوَاصُل مَعَ الْأَقَارِبِ أَوْ الْأَقْرَبِين؟

الجواب: 

الْمـَرْءُ- بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ - مَأْمُورٌ كَمَا جَاءَتْ  بِهِ النُّصُوصُ مِنَ الْوَحْيَيْنِ بِتَوَاصُلِهِ وَصِلَةِ رَحِمِهِ، وَالرَّحِمُ- بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ - مَوْصُولَةٌ بِهِ -جَلَّ وَعَزَّ- وَتَدْعُو الَّلَه-عَزَّ وَجَلَّ-: ((اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي))، وَالنَّبِيُّ- صَلَّى الَّلُه عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ كَمَا فِي "الصَّحِيحَيْنِ": ((لاَ يَدْخُل الجَنَّةَ قَاطِعٌ)), قَالَ الرَّاوِي: "أَيْ: قَاطِعَ رَحِمٍ"، يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ وَصُولاً بِأَقَارِبِهِ وَأَرْحَامِهِ، وَذَوِي رَحِمِهِ، يَتَأَكَّدُ هَذَا طَبْعًا الْوَالِدَانِ، وَالْإِخْوَةِ، وَالْأَخَواتِ مِمَّنْ لَهُمْ عَلَاقَةُ وَطِيدَةٌ، وَكَذَا وَتُوَاصَلُ بِكَ، هَذَا التَّوَاصِلُ إِذَا مَا كُنْتَ بَعِيدًا عَنْهُمْ، أَقَّلَ الْأَحْوَالِ بَيْنَ الْفِينَةِ وَالْفِينَة، وَيَتَأَكَّدُ إِذَا مَا كَانَ نَزَلَ بِأَحَدِهِمْ نَازِلَةٌ، أَوْ حَصَلَتْ بِهِ ضَائِقَةٌ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، أَمَّا الْابْتِعَادَ وَالْقَطْع تَنْتَظِرُ نُزُولَ حَادِثٍ حَتَّى تَتَوَاصَلُ, لَا، لَكِنْ لَيْسَ ثَمَّةَ فَتْرَةٍ مُحَدَّدَةٍ  خَمْسُ أَيَّامٍ، يَوْمٌ، عَشَرَة ، إِلَى آخِرِهِ، التَّواصُل مَعَ الْأَقَارِبِ أَوْ الْأَرْحَامِ وَنَحْوِ ذَلِكَ عَلَى الدَّيْمُومَةِ, يَتَأَكَّدُ إِذَا مَا صَارَ ظَرْفٌ طَارِئٌ، أَوْ حَصَلَ أَمْرٌ يَسْتَوْجِبُ التَّوَاصُل، فَهُنَا يَتَأَكَّدُ وَيَتَوَجَّبُ أَكْثَر، لَكِنْ نَحْنُ نَقُولُ فِي الْجُمْلَةِ التَّواصُلُ مَعَهُمْ وَاجِبٌ، لَكِنَّ الْوَقْتَ لَيْسَ ثَمَّةَ وَقْتٌ مُحَدَّدٌ، يُحَدَّدُ بِأَيَّامٍ مَخْصُوصَةٍ.

 هَلْ لَابُدَّ مِنَ الذَّهَابِ؟، إِذَا كُنْتَ فِي بَلَدٍ وَهُمْ مَعَكَ تَوَاصَلَ مَعَهُمْ، وَزُرْهُمْ، وَتَوَاصَلْ، هَذَا لَا شَكَّ أَقْرَبُ وَآكَدُ، وَأَضْعَفُ الْإيْمَانِ وَأَقَلُّهُ التَّوَاصُلُ عَبْرَ الْهَاتِفِ، خَلِّ عَنْكَ هَذِهِ الْمـَهْزَلَة الَّتِي تَحْصُلُ بِالتِّلِفُونَاتِ الْآنْ، يَقُولُونَ: وَاتْسَبْ، وَمَا أَدْرِي إِشْ، وَكَذَا، وَكَذا، اتْرُكْ هَذَا-بَارَكَ الَّلُه فِيكَ-، هَذَا الْجِهَازُ أَصْبَحَ مَعَ النَّاسِ يَعْنِي بَعِيدًا، قَرِيبًا ، الْمـَرْءُ الَّذِي لَا تَسْتَطيعُ أَنْ تَصِلَ  إِلَيْهِ حَتَّى بِالْاتِّصَالِ، هَذِهِ الْوَسِيلَةِ, بِرِسَالَةٍ أَرْسِلْ لَهُ، لَكِنْ تَجْعَلُهُ هَوُ الْوَسِيلَة الَّتِي تَتَوَاصَلُ بِهَا  غَلَطْ، هَذَا جَعَلَ الْبَعِيدُ قَرِيبٌ، وَالْقَرِيبُ بَعِيدٌ، يَجْلِسُ مَعَكَ وَهُوَ فِي غُرْفَتِكَ، وَإِلاَّ فِي مَكَانِكَ، وَإِلاَّ فِي مَحَلِّكَ بِجَسَدِهِ، قَلْبِهِ وَرُوحَهُ تَمْشِي الدُّنْيَا تَجُوب، صَحِيحِ؟، جَالِسْ مَرَّةً يَتَبَسَّم، مَرَّةً يَتَضَجَّر، مَرَّةً يَتَأَفَّف، عَجَائِبَبَارَكَ الَّله فِيكَ-, فَالْإِنْسَانُ لَا يَزَيدُ بَارَكَ الَّله فِيكَ- يَعْنِي كَمَا قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: "الْعِلْمُ كَثِيرٌ، وَالْعُمُرُ قَصِيرٌ"، فَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ كَثِيرٌ وَالْعُمُرُ قَصِيرٌ، كَيْفَ تَفْعَلُ؟، تُضَيِّعُ هَذَا الْعُمُرَ الْقَصِيرَ أَيْضًا فِي هَذَا؛ فِي الْمـُتَابَعَاتِ وَالْكِتَابَاتِ، إِذًا اسْتَغِلَّ الْوَقْتَ فِيمَا يَنْفَعُكَ، لِذَا الْإِنْسَانُ الْحَصِيفُ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْسَنُهُ، إِذَا رَأَى نَفْسَهُ أَنَّهُ يَسْتَرْسِلُ وَيَخْرُجُ عَنِ الْجَادَةِ، يَتْرُك وَيَحْذِف، يَعْنِي مَا يُمْكِنْ يِعِيش إِنْسَان مِنْ غَيْرِ وَاتْسَبْ، مُمْكِنْ يَعِيش, يُمْكِنْ, وَإِلَّا لَابُدْ؟، تَعِيشُ النَّاسُ وَالْحَمْدُ لَّلِه فِي عَافِيَةٍ، كَثِيرٌ مِنْهُمْ مَا عِنْدَهُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ، هَذَا التِّلِفُونَ رَبَّنَا أَعْطَاكَ إِيَّاهُ، وَرَزَقَكَ لَهُ، هُوَ نِعْمَةٌ، خَلَاصَ اسْتَخْدِمْهَا، وَتَواصَلْ بِالتِّلِفُونِ مَعَهُمْ، فَمَنْ كَانَ فِي بَلَدِكَ تَوَاصَلْ مَعَهُ بِزِيَارَةٍ، مَنْ كَانَ بَعِيدًا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَّصِلَ بِهِ، اتَّصِلْ بِهِ، لَا تَسْتَطِيعُ الْاتِّصَالَ الْوَسِيلَةِ هَذِهِ اسْتَخْدِمْهَا، كُلٌّ بِحَسَبِهِ.

الشيخ: 
 عبد الله بن عبد الرحيم البخاري