جديد الموقع

8884019

السؤال: 

يقول السائل من ألمانيا:
أنا أعمل في إحدى الشركات ولا يمكنني أداء صلاة الجمعة كلّ أسبوع، ولكن كلّ ثاني أسبوع يمكنني الذهاب؛ فما حكم ذلك؟

الجواب: 

أولًا: أطمئنك بقول الله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، وقوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وبقوله – صلى الله عليه وسلّم – ((وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتم))، وقال - صلى الله عليه وسلّم – لعمران بن حصين – رضي الله عنه – حين أصابته بواسير: ((صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)) وفي رواية ((على جَنبك)).

الأوامر معفوٌّ عن المرء ما عجز عنه منها، بخلاف النّواهي، فهي عزم من الله، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلّم – في الحديث السّابق ((ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه))، بارك الله فيك.

هناك أمرٌ أيضًا أنبّهك إليه، هل في محل الشركة هذا للعمال المسلمين مسجد يمكن أن يُصلّوا الجمعة فيه؟

فإن كان الجواب نعم، فسَدِّدوا وقاربوا، لو تكون الجمعة بينكم يا معشر المسلمين بالتناوب، هذا أولًا.

وثانيًا: هل المساجد التي تحبّ أن تذهب للصلاة فيها، هل يمكنك سماع الأذان منها؟ أو هي بعيدة تحتاج إلى سيارة؟ فإن كان الجواب الأول، فكما قلت لكم سدِّدوا وقاربوا، ما دمتم تسمعون النداء- الأذان- فاستعينوا بالله، ولو يذهب كلّ أسبوع طائفة منكم.

وإن كنتم لا تسمعون ذلك، ولا يمكنكم الوصول إلا بمشقة واستخدام سيارة؛ فالأمر فيه سَعَة ولله الحمد.

 اعزموا على النيّة الصادقة، وأنّه لو تيسّر لكم صلاة الجمعة مع المسلمين لأدّيتموها، وابشروا، قال - صلى الله عليه وسلّم –: ((ما من مسلمٍ كان له عمل، فسافر أو مرض، إلا كتب الله له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا))، وقال - صلى الله عليه وسلّم – في رجالٍ تخلّفوا عنه غزوة تبوك، وهي في السنة التاسعة من الهجرة، قال: )) إن رجالًا خلفنا بالمدينة ما قطعتم واديًا، ولا سلكتم شعبًا إلا كانوا معكم)) صحيح البخاري رقم ( 2839) وفي رواية حبسهم المرض. فالحمد لله الذي جعل لنا من أمرنا يسرا فلم يكلفنا ما لا نطيق.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري