وهذا السؤال الحادي عشر من الجزائر، الأخ السائل له سؤالان يقول في السؤال الأول:
امرأة أصابها صداع الرأس وتعلم أنها إذا شربت الدواء يسقط الجنين فشربته وسقط الجنين؛ فما الحكم وما عليها؟ أحسن الله إليكم.
أولا: هل الجنين نُفخت فيه الروح أم لا؟ فإن كان لم تنفخ فيه الروح بأن كان عمره شهرين ثلاثة، أقل من أربعة أشهر، لأن ظاهر الحديث التي وقفت عليها أنَّ نفخ الروح يكون بعد مئة وعشرين يومًا، أربعة أشهر، ونحو عشرة أيام أو عشرين، إذا قلنا صار عشرين يوما؛ أي في هذه الحدود، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ في ذلك عَلَقَةً مِثْلَ ذلك – قطعة دم- ثُمَّ يَكُونُ في ذلك مُضْغَةً مِثْلَ ذلك - قطعة لحم- ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ)) إلى آخر الحديث.
هذه مئة وعشرون يوما، ثلاث مراحل، هذا الذي يظهر لي من الحديث أن وقت نفخ الروح في الجنين عن طريق دِرْع المرأة - جَيْبها يعني- هو هذا العدد، فإن كان قبل ذلك كان أربع أشهر مثلا، إن كان قبل ذلك مثلا تسعين يومًا أو مئة يوم، فأرجو أنه لا بأس بذلك - إن شاء الله- هذا الذي ظهر لي من النص الذي وقفت عليه، وأرجو من المستمعين إذا وجدوا نصًّا صريحا صحيحًا، أن يزوّدا به الموقع - أبا زياد- ثم يصلني - إن شاء الله تعالى- في الحلقات القادمة، وأنا أنظر فيه لا كما بعض العلماء عندهم تساهل، بعض العلماء قد يُصَحِّح لشواهد غير موجودة مفقودة، عنده صحيح، لكن نحن نعمل على ما نقف عليه، ولهذا أنا أعتقد في الألباني - رحمه الله- أنه مُحَدِّث هذا العصر بلا منازع ولكن أخالفه في أحاديث صححها أراها ضعيفة عندي، عندي أهلية ولله الحمد، لم أقل أني عالم، ولكن عندي أهلية أتمكن خلالها من دراسة سند الحديث؛ حتى أقف على ما يمكنني الوقوف عليه من هذه الدراسة، وأستعين بحكم الأئمة القدامى؛ فإن ثبت عندي صحة هذا الحديث الذي صحّحه الألباني أو غيره رجعت، أشهد الله وإياكم ومن حضر من ملائكته الكرام، أشهد ربي أولا ثم من حضر من الملائكة ثم أشهدكم أني راجع - بإذن الله تعالى-، وقد أوصيت طلابي وأسمعت طالباتي أَنّي على هذا، وقد وكلت تصحيح - بعد رحيلي - هناك رجال يعنون بالرسائل الواردة إليّ ويصحِّحون، وبهذا أقول لكم - إن شاء الله- أنه خلت عُهدتي، فالأمر إليكِ يا بُنَيّتي وعلامة نفخ الروح هو تحرّك جنينك في بطنك، فبهذه الحال لابد لك أيضًا من الرجوع إلى الطبيب الاستشاري في هذا التخصّص في القلب هل تتحملين هذا الدواء أو لا، الطبيب المتخصص في هذا، فإذا هؤلاء الأطباء أجمعوا لكِ على إسقاط الجنين، وأنه خطر على صحتك إذا لم تسقطيه ستموتين أنتِ، فأرجو أنه لا بأس عليك لو أسقطته حتى لو نفخت فيه الروح، يكون شافعًا لكما – إن شاء الله- أنتِ وأبوه، والله أعلم.