جديد الموقع

8884050

السؤال: 

السؤال السابع عشر:تقول السائلة من تنزانيا: هل يجوز تنظيم النَّسلِ لأنَّ الأب لا يعمل، وبسبب خوف الزوجة أن لا يكفيهم ما عندهم؟
- وأخرى تسأل: عن تنظيم النسل في فترة حولي الرضاعة؟

الجواب: 

تنظيم النَّسل من أجل - يعني الإجهاد- وما يعتري المرأة من سرعة حمل وولادة ما يرهقها، ويحصل معه أيضًا بعض الأمراض الخاصة بالحوامل؛ مثل تقَيُّؤ، غثيان، دوار يعني دوخة، هنا سريعة الولادة فهذا لا بأس به التنظيم لمدة حولين أو ثلاثة، بحيث أنَّ المولود الأول يرفع نفسه شيئًا عنها، ولو أنه في الحقيقة لا يستغني عنها، بل لعلَّهُ يصل للتمييز وهو ما استغنى عنها، وهي تصون ملابسه وتغسلها له وتهيئ له طعامه وشرابه، لا يستغني الولد عن أمه أبدًا، نعم إذا بلغ مبلغ الرجال قد يخدمها، ما يمكنها من خدمته في كل شيء، مع أنها هي من حنانها لا ترضى، لا يأتي من عمل أو أي شيء إلا وهيأت له -بارك الله فيها، وجزاها الله خيرًا- طعامه وشرابه وتغسل ثيابه، وكثيرًا ما تغافله إذا كان من البررة، تغافله هو لا يدري، فهذا أقول لا بأس به لما ذكرنا من التفصيل، كونها سريعة الحمل والولادة، وهذا يا بناتي لا يتبيَّن من الطفل الأول، فقد تحمل وتلد في خلال أشهر، وأنا أعرف كثيرًا منهن ولدت قبل السنة قبل إكمال سنة، فالولادة الأولى تبيِّن وتعرف بها أنها سريعة الحمل والولادة أو لا، أمَّا من دخولها على زوجها لا تعرف هي، حتى ينال منها زوجها يدخل الدخول المعروف، ثُمَّ بعد ذلك يتبيَّن، فتستعدُّ للتنظيم من ذلك الحين بعدما تلد المولود الأول تستعد للتنظيم باستعمال منظمات، ولا بدَّ من طبيب مسلم استشاري أو فوقه، لأنَّ ليس كل منظم يصلح، قد يصلح لبعض النساء ولا يصلح لبعضهنَّ، التجارب في المسائل الطبية خطأ وخطر، هذا ما عرفناه عن حُذَّاق الأطباء، فلا بدَّ من طبيب استشاري في أمراض النساء والولادة، وإن حصلت طبيبة فهذا أفضل.

وأمَّا سؤالها الآخر: كونها تنظِّم النَّسل من أجل أنَّ أباه فقير ولا يعمل فهذا ليس بحُجَّة.

أولًا: لأنَّه ما من نَفْسٍ إلا وتمرُّ بهذه الأطوار؛ نطفة، ثُمَّ العلقة، ثُمَّ المُضغة، ثُمَّ بعد ذلك نفخُ الروح، ويُؤمر الملك بكتب هذه الكلماترزقهُ، وأجلُهُ، وسعيدٌ أم شقيٌّ، الأرزاق مُقَدَّرةٌ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة يا بناتي، من خلقي وخلقك وخلق فلان وفلانٌ وفلانة، وما يحصل للإنسان في عمرهِ من شقاء وسعادة، أو تغيُّر يكون شقيًّا ثُمَّ يُيسّر الله له السعادة لأنه من أهلها، ويكون سعيدًا ثُمَّ بعد ذلك يتحول للشقاوة لأنه ليس من أهل السعادة، والأحاديث في هذا كثيرة، لكن يُجْبر الرجل على العمل، يُجْبَرُ على العمل، يكتسب الرزق، وإن كان عاجزًا به شلل أو مرض آخر يمنعه من الاستمرار، يمنعه من العمل مثل مرض القلب، أو غير ذلك من الأمراض التي يعرفها الأطباء فالدولة لا تقصر -إن شاء الله تعالى- مع هؤلاء، ممَّا يُعينهم على مستلزماتهم الضرورية، والله أعلم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري