بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الثالث، يقول السائل: ما قولكم حفظكم الله فيمن يقول "إن السمع والبصر صفتان فعليتان"، ويصف هذا بأنه معتقد أهل السنة والجماعة؟
أقول أولًا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فهذا خطأٌ فاحش، وكذب على أهل السنة والجماعة، فالسمع والبصر من صفات الله -سبحانه وتعالى- الذاتية، ومقتضى هذا القول أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يسمع متى شاء، ويبصر متى شاء، ولا يسمع متى شاء ولا يبصر متى شاء، وهذا لم يقل به أحد من أئمة أهل السنة والجماعة بدءً من الصَّحابة إلى هذا الوقت، والقائل هو تلميذنا صالح بن عبد العزيز السندي، أستاذٌ في الجامعة الإسلامية، ونحن نطالب الأخ صالح بالدليل على ما قال، فإن أتى به -وأنَّى له ذلك- وبينه وبين الدليل الذي يُسَوِّغ ما قال "خرط القتاد" كما يُقال، وإلا فوجب عليه التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، فإنَّهُ أخطأ أولًا: على الله -سبحانه وتعالى-، فإنَّهُ يسمع ويُبصر هكذا على العموم.
وثانيًا: أخطأ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ لم يقل غير ذلك.
وثالثًا: أخطأ على أهل السنة والجماعة، إذ نسب عليهم ما ليس لهم بقول ولا معتقد، وإن أتى بالدليل عن إمام يقتدى به من أهل السنة والجماعة والدليل صريح من كتاب الله -جلَّ وعلا-، أو من سنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- الصحيحة فنحن معه، ولكن أقول بينه وبين ذلك خرط القتاد.