جديد الموقع

8884057

السؤال: 

جزاكم الله خيرًا شيخنا، وهذا السؤال الرابع: يسأل عن حكم شرب الدخان.

الجواب: 

الدخان ويقال التبغ والتنباك، ويقال كذلك التتن، العلماء المعتبرون من علمائنا الذين نحسب أنهم ماتوا على هدى وسبيلٍ وسُنَّةٍ مُطبقون على تحريمه، وأنبه ههنا إلى قاعدة من قواعد أهل السُنة التي هي من أصولهم، وتلك القاعدة "أنَّ أهل السُنة يعرضون ما يرد إليهم ما يرد عليهم ويفد إليهم من أقوال الناس وأعمالهم على ميزانين، وهما النَّص والإجماع"، فالنص الكتاب الكريم والسنة الصحيحة، فبالصحيحة تخرج السنة الضعيفة التي لم تصح إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، والإجماع معروف، وحدُّهُ معروف عند كل من ينصب نفسه للتحقيق والنظر في المسائل العلمية، وبالعرض على ذينكم الميزانين كما ذكرنا يتبيَّن لكل ذي بصر وبصيرة، حازم في أمره، حريصٌ على نفسه وغيره أنَّ الدُّخان مُحرَّم لأربعة أمور:

الأول: أنَّهُ ضار، وهو سبب لكثرة الوفَيات في كل عام بحسبه، وهذا منشور في المجلات المتخصصة في البحوث الطبية، والإحصاءات للوفيات وغيرها من أمور الشعوب.

الثاني: نتن الرائحة، فرائحته نتنة عفنة، فمن جالسك وهو حديث عهدٍ بشربه فظهور الرائحة الكريهة التي تنبعث من فمه واضح، يتأذَّى به كل من لم يكن شارب دخان، فلا ينكر ذلك أحد أبدًا، وفي الحديث قد صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النَّهي عن أكل البصل والثوم والكُراث وقال: ((فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بنو آدمَ)) أو قال: ((بنو الإنسان)) أو قال: ((الإنسان))، ومن المتفق عليه أنَّ أذية الإنسان محرَّمة، ولم يقل مسلم ولا كافر غير ذلك.

الرابع: أنَّهُ إسراف وتبذيرٌ في المال، وهذا حدَّثَ به كثيرٌ ممن كانوا مبتلين به ثُمَّ عافاهم الله منه، تُنفق فيه الأموال الطائلة، ولم يقل أحدٌ أنَّ الدخان يحتوي على مادة غذائية معينة، بل العكس هو المتفق عليه من أهل النظر والبحث من أطبَّاء وغيرهم، والإسراف محرمٌ، ولا يحل لمسلم أن يُنفق ماله فيما هو محرم، أو فيما لا فائدة فيه، قال-تعالى-: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) }[الإسراء:26-27]؛ وهذا أعني قوله ((إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)) الآية، صيغة نهيٍ فرعية، والأصل في النَّهي التحريم، وسنوافيكم- إن شاء الله -عبر الموقع بنصٍّ مكتوب في هذا محرَّر، وأرجو أن يكون ذلك قريبًا إن شاء الله تعالى، والله أعلم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري