بارك فيكم شيخنا، تقول السائلة شيخنا ما الأفضل في صلاة التراويح للمرأة هل تصلي في بيتها أم في مسجد الحي؟
الأصل أن تصلي المرأة في بيتها هذا أفضل لها وأسلم، وقد يكون واجبًا وهي إذا كان الطريق بينها وبين المسجد غير مأمون، تخشى على نفسها أو لمصالِح بيتها من زوجها وأوليائها ما يتعلق بها ولو خرجت للمسجد لفسدت هذه المصالِح، كأن تكون تطبخ طبخة لضيوف أو لأهل بيتها فإذا غابت فسدت أو تعرضت للعبث لمن لا يُحسن، أو بأن تتأخر الطبخة عن الموعد مثلًا عنده ضيوف أو هو مستعجل والوقت مداهمٌ للجميع، يريدون السفر كذلك تصلي في البيت والصلاة في هذه الحال واجبة، وهذه الحال الأولى.
الثانية: إذا كان الطريق مأمونًا ولا تخشى فيه على نفسها وكانت محتشمة بما فرض الله عليها من الحجاب فذهابها للمسجد سُنة، سواء كانت من الصلوات الخمس أو من الجمعة أو من العيد، الصلاة في بيتها هي الأصل وذهابها إلى المسجد في هذه الحال سُنة، لكن عليها إن كانت متزوجة أن تستأذن زوجها، وإن كانت غير متزوجة فلتستأذن وليها إن كان من محارمها شافهته، وإن كان من غير محارمها أن يكون وليها ابن عمها أو ابن خالها وهكذا من ذوي المكانة عندها، فهو وليها ولا ولي لها غيره، كذلك تستأذنه عن طريق من هي محرمٌ له كزوجه وبنته وغير ذلك.
قال-صلى الله عليه وسلم-((إذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمْ امْرَأَتُهُ فليأذن لها))، وفي رواية ((لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ)).
فهو يأذن لها فيما هو واجب من صلاة جمعة وجماعة، هذه صلاة جمعة وصلاة جماعة هذه واجبة على الرجال، لكن على النساء هي سنة، لكن على التفصيل السابق الذي في الحالة الأولى إذا كان الطريق مأمون أو غير مأمون فليُتَفَطَن إلى هذا، وإذا حضرت الجماعة سواءً جماعة التراويح أو الجمعة أو الصلوات الأخرى المفروضة فإنها لها أجر الرجل، والله أعلم.