هذا يقول: عندهم في بلدهم يقوم بعض الناس بإحضار التمر واللبن ونحو ذلك تبرع به للمسجد في شهر رمضان ويقوم القيّم على المسجد وبعض الأخوة على اعداد سفرة للإفطار، وأنكر عليهم بعض الشباب أن هذا ليس من عمل السلف وأنه بدعة فنرجو توضيح هذا وحكم هذا العمل وجزاكم الله خيرًا.
هذا غير صحيح لم يزل أهل الاسلام من القدم وهم يوقفون على المساجد إفطار الصائمين ولم يعلم عن أحد من العلماء أنه قال أن هذا الوقف غير صحيح لأنه بدعي، هذا غير صحيح، والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد رغب في تفطير الصائمين (فقالوا له ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال عليه الصلاة والسلام – يعطي الله ذلك لمن فطر صائمًا ولو على شربة ماء).
(ليس كل منا يجد ما يفطر الصائم) هذا هو الشاهد فتفطير الصائم هذا بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمسابقة إلى تفطير الصائمين النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ عليه، فكيف يقول هذا.
لكن الفهوم هبة من الله تبارك وتعالى وأيضًا الحفظ للأدلة توفيق من الله تبارك وتعالى فقد أخطاء هذا الأخ أو هؤلاء الأخوة فيما قالوا، وقد أحسن إخوانك هؤلاء الذين ذكرتهم في أنهم يعدون هذا للصائمين في المسجد، وخصوصًا للفقراء والضيوف والغرباء، يعني أنا الآن أذكر لكم مرة من المرات ذهبت إلى المسجد الحرام في رمضان بمكة جئنا نحرَ الأذان لا فيه محلات مفتوحة نحن قد دخلنا وسط المعمعة نريد الدخول إلى المسجد إلى الداخل لنأخذ كوب من زمزم وإذا بشخص يقول تعالوا هذا معد لكم هو يدري عنا أننا جئنا بهذا الوقت؟ وإلا معد للصائمين؟ معد، (ولا ينقص ذلك من أجر الصائم شيء) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأجر من عدة نواحي:
أولاً: نحن نكاد نهلك من شدة العطش.
ثانيًا: الزحام لا نستطيع الرجوع إلى الوراء، نحن في وسط المسجد.
ثالثًا: ليس بأيدينا شيء المال معنا لكن لا ينفعنا.
رابعًا: أن هذا قد أعده سواء من قبل نفسه أو مع من أوصاه أعده للصائمين فله أجره فيه في رمضان وفي البلد الحرام وفي المسجد الحرام بجوار الكعبة المعظمة فهو مأجور وأنت لا ينقص من أجرك شيءٌ بإذن الله تبارك وتعالى، فالقول بأن هذا بدعة هذا من أغرب ما سمعت، لعله هو البدعة.