هذا يقول حياكم الله شيخنا ونفع بكم وسدد خطاكم.
ونقول حياك الله ونفع بالجميع وسددنا وإياكم جميعًا في أقوالنا وأفعالنا.
قال إذا كان النهي عن الأكل والشرب والجماع فما هو الدليل على فساد صوم من أخذ شيئًا يغني عن الأكل والشرب والجماع من غير منفذٍ المعتاد وليس هو أكلًا أو شربًا؟
نقول نحن قد ذكرناه عدة مرات في تكرار الكلام قلنا هو بمعنى الأكل والشرب؛ لأنه يحافظ على صحة الإنسان، شُف الآن أنت اضرب على الطعام كالذين تسمعونهم في الأخبار أضربوا عن الطعام أليست بعد مدة تهزل أجسامهم وربما ماتوا؟ إذا لم يجبروا على الأكل أو يحولوا إلى المستشفى فينعشونهم قليلًا قليلًا لا يعطوهم الطعام دفعةً واحدة والشراب، لكنهم يأخذونهم قليلًا قليلًا بما يحفظ عليهم بقاء الصحة من الموت، ثم يرفعونهم إلى أعلى إلى أعلى إلى أعلى بالدواء بهذه الطريقة حتى يصل إلى الاستعداد إلى أخذ الطعام قليلًا قليلًا فهؤلاء يحافظ عليهم بهذا الدواء الذي هو في معنى الأكل والشرب وذلك لأن الصيام يحصل منه الجوع والعطش وهما مطلوبان محبوبان لله جل وعلا من الصائم في حال صومه حتى إنه ليتغير فم الصائم من خلو المعدة من الطعام أليس كذلك؟
قال جل وعلا { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم } ثم قال : { ثم أتموا الصيام إلى الليل } فالله -جل وعلا- نهانا عن الأكل والشرب امتثالًا لأمره جل وعلا تعبدًا له سبحانه وتعالى فهذا الطعام الذي خلت منه المعدة ينشأ عنه خلوف فم الصائم فهو محبوب لله جل وعلا بسبب ذهاب الطعام فلو استمر الإنسان في الصبر على هذا أيامًا هلك، لكن إذا كان في المستشفى ولا يأكل ولا يشرب من فمه وتعذّر أيضًا عن طريق الأنف يعطى الإبر المغذية، أو يعطى المحلول في المحلول، فهذا في الحقيقة وإن لم يكن أكلًا أو شربًا أنت ترى جرمه ويكون من المنفذ المعتاد إلا أنه قائم مقام الأكل والشرب، إذ هذه المواد حافظة لصحة الإنسان في هذا المحلول فهي قائمة مقام الطعام والشراب، في الإبر أيضًا فهي قائمة مقام الطعام والشراب فحينئذ يتقوى بها الإنسان.
اضرب لك مثال آخر النبي صلى الله عليه وسلم قال « ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» فعدم الأكل والشرب يضعف الشهوة وإلا لا؟ نعم. طيب.
إذا ضعفت الشهوة حتى مع الأكل والشرب أليس هناك أبر تستخدم الآن لتقوية الشهوة، فهي أزيد من الأكل والشرب، أليس كذلك؟
الآن الآن هناك أبر تحقن في الإنسان عن طريق العضل، وهو يأكل ويشرب وشهوته ضعيفة، الانتصاب عنده ضعيف مثلًا، فإذا كان كذلك مع الأكل والشرب وهو ضعيف، فيعطى هذه الإبر فإنه إذا أعطيها عادة إليه قوة أيش؟ الرغبة في الجماع وانتصب وجاءت الشهوة، فهي قائمة في مقام الأكل والشرب وزيادة وإلا لا؟ اسألكم، نعم. قائمة مقام الأكل والشرب في تغذية الشهوة وزيادة وإلا لا؟ أليس كذلك؟
بلى، فإذًا هذه الإبر منها ما هو غذاء يعني يحافظ على الإنسان فلا يهلك فهو في معنى الأكل والشرب.