هذا يسأل يقول: أنا في بريطانيا في بلدي لا يجوز الجهرُ بالأذان؟
الشيخ: طبعًا بلاد النصارى، أتريد الأذان يُرفعَ بجوار كنائِس الصلبان؟! ما يُمكِن، هذا ليس بمُستَغرَب.
يقول: لا يجوز الجهر بالأذان ولا تأديب الأولاد والزوجات على وجه ٍشرعي، وتعدد الزوجات ممنوع أو صعبٌ، لا يجوز، وصعبٌ جدًّا أن يُصلي الرجل العامل في المسجد، والمرأة أحقّ بأولادها ولو تزوجت رجل آخر بعد الطلاق، فهل يجبُ عليّ الانتقال إلى بلد المُسلمين، ولو لم يرضَ أبَوَاي، ولم يُريدا أن ينتقلا معي؟ وإذا بقيتُ مع القُدرة؛ هل أقعُ في الإثم؟
أقول إن الإقامة في بلاد الكفر لغيرِ حاجةٍ وضرورة لا تجوز، إلا بشرطٍ واحِد وهو إظهار الدّين، وأين إظهار الدِّين هنا ومسبّة الشرك وأهلهُ، وإظهار العداوة لهم؟ هذا غير مُتَأَتي، والآن إذا قُلت كَلِمة في هذا قالوا هذا يدعو إلى إثارة الطائفيّة، وإثارة الخِلاف بين أبناء المُجتَمع الواحِد، لابدَّ أن يكون الجميع عندهُ سواء، فأيُّ شرٍّ أَعْظّم من هذا الشّر، وكما ذكرت كيف سَتُربّي الأولاد على الدّين وهناك الوضع كما نعلمهُ نحن وإيّاكَ جميعًا.
فعلى المُسلِم أن يُحاوِل بقدر استطاعتهِ أن ينتقل إلى بلاد الإسلام التي لا يُعْتَرضُ عليه فيها بالقيامِ بأمور دينه وشؤون أهلهِ وأُسرته على وفق القانون الرباني، وسُنّة النّبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وأمَّا الوالِدان فإذا كانا مسلمين فحاوِل فيهما وادعوا الله - جلَّ وعلا- عسى الله أن يهديهما، فإنَّ أَبّوا ورفضوا؛ فانظر إن كان لهم من يقوم بهم وأنتَ مُستقل فهاجِر، وإن كان لا يوجد من يقومُ بهم وهم في حاجة، فاصبر وحاول قدر الإستطاعة فيهم، عسى الله أن يُكسِبَك رضاهُم، وتصلح الأمور- إن شاء الله تعالى-.