8884130

النبي صلى الله عليه وسلم قال «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» فالمتابعة بينهما المراد به اتباع هذه بهذه في موسم الحج تحج دائمًا، وهكذا في مواسم الاعتمار خاصة في رمضان وإذا حصل لك بتكرارها كل شهرين أو ثلاثة أشهر إذا حمم الرأس كما قال الإمام أحمد، فإنهما ينفيان الذنوب هذا ظاهر، وينفيان الفقر وذلك بأن المال الذي تنفقه في طاعة الله جل وعلا لا يذهب عند الله بل هو محفوظ لك في أجره ويعوضك الله جلا وعلا خيرا منه، والمراد بذلك حث الناس الذين قد يتطرق إليهم أن تكاليف الحج والعمرة تنقص أموالهم ، فالحج والعمرة في الحقيقة إنما هما سببان من أسباب زيادة الرزق والبركة في الرزق كما أن الزكاة النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنها زيادة في المال وليس نقصًا مع أنك في المحسوس المشاهد أنت تنقص من مالك وتخرج كان عندك ألف فتخرج منها زكاةً خمس وعشرين، لكن هذه الخمسة والعشرين أولًا لم تنقص من المال لأنها عند الله جل وعلا «ما عندكم ينفد وما عند الله باق » إنما عند الله يُنمى يضاعفه لك إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا هو نمى مالك نمت حسناتك عند الله جل وعلا ويخلف الله عليك بخير منها وذلك لأن نفسك جادت فيجود الله عليك لأن الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي : (يا ابن آدم أنفق يُنفَق عليك) فأما الذي يكنز بخلًا فالله جل وعلا لا يبارك له ويمحق ماله ويوفي ربه يوم القيامة وهو معرضٌ للوعيد .