جديد الموقع

8884133

السؤال: 

هذا يقول أحسن الله إليكم وبارك فيكم.

نقول أحسن إليك وبارك فيك.

أخذت بحديث عائشة قالت: (ما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على إحدى عشر في رمضان ولا في غيره)، ولكن ضميري يؤنبني عندما أرى الناس يصلون في المسجد النبوي ثلاث وعشرين ركعة وأقول في نفسي فوت على نفسي خيرا كثيرا.

الجواب: 

إي والله، فوتَ على نفسك خيرا كثيرا، إي والله صدقتَ، وتأنيب نفسك لك في محله، والذي أنصحك به هو بما أنبتك نفسك به، وهو أنك فوت على نفسك خيرا كثيرا، فصلِ مع الناس، فإن حديث عائشة تخبر ما زاد ولم تقُل لا تزيدوا، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لنا لا تزيدوا على إحدى عشرة ركعة، وإنما قال لنا (من صلى مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، وكم من الناس محرومون بسوء فهمهم.

هؤلاء محرومون بسوء فهمهم للحديث، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم بمجرده لا يدل على الوجوب، لا يدل على الوجوب، وعائشة حكت فعله رضي الله تعالى عنها، والنبي صلى الله عليه وسلم قد جاء عنه من قوله: (من صلى مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، قاله لمن؟ لأصحابه حينما قالوا له لو نفلّتنا بقية ليلتنا فقوله عليه الصلاة والسلام: "من صلى معه إمامه حتى ينصرف" دل هذا الحديث أن الانصراف إكمال الصلاة، أو خروج إمام أو دخول إمام؟
إكمال الصلاة، بدلالة قول السائل:
"لو نفلتنا بقية ليلتنا" يعني الصلاة توقفت، انتهت، وهؤلاء يخرجون ويقولون الإمام انصرف، هذا فقه ولا مغالطة؟
هذا مغالطة صريحة كجبل أحد واقف يراه كل أحد، والذي لا يراه تمشي به عنده تقوله هذا جبل أحد يلمسه، هذه مغالطة صريحة!
ينصرفون والإمام يصلي، يقولون انصرف. هذا ما انصرف، هذا ما انصرف، الصلاة لم تنتهي كما هو في الحديث:
" لو نفلتنا بقية ليلتنا" يعني استمررت في القراءة في الصلاة فهنا الصلاة لم تنتهِ وهي مستمرة.
فالذي يجب عليك في مثل هذا ألا تحرم نفسك من الأجر، فقم معهم. ثلاث وعشرين الحديث يشمله، عشرا الحديث يشمله، فإذا كان يصلي عشرا و يوتر بثلاث وانصرف، انصرفت معه شملك الحديث.
يصلي ثمان ويوتر بثلاث، وانصرفت بإحدى عشرة، شملك الحديث.
صليت مع من يصلي، ثلاثا وعشرين شملك الحديث.
أو على ما يذهب إليه مالك: ست و ثلاثين  شملك الحديث، إذا انصرف انصرفت شملك الحديث، المهم أنك لا تنصرف والصلاة قائمة، لأن الصلاة حينما تكون قائمة، ما في وجه لقولك نفلنا بقية ليلتنا.
فيا أخي الكريم ينبغي لك أن يحرص على الصلاة مع الجماعة، سواء صلوا ثلاث عشرة أو إحدى عشرة، أو ثلاثا وعشرين، الذي تصلي معه من الأئمة ابقَ معه حتى يفرغ من صلاته فيحصل لك الأجر ولا يفوتك ذلك.

 

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي