جديد الموقع

888414

السؤال: 

هذه سائِلةٌ تقول: فضيلة الشيخ أحسن اللهُ إليكم - وإليكِ أيتها البنتُ السائِلة- تقول: والدتي تكرهُ المطاوعة - يعني أهل العلِم والخير والدّين-، كما تُسمي كل من تظهر عليه الاستقامة، وبناءً عليه أُواجهُ صعوبة في الإلتزام بالحِجاب الشرعي حيثُ تأمرُني بكشف وجهي بدعوى أنَّ سَتْرهُ ليس من الدّين بل تَشدد؛ فهل يجوزُ لي كشف وجهي عند خروجي معها، وتغطيتهُ عندما أكونُ مع غيرها؟ كما أنها تمنعني من حضور مجالِس العلِم، فهل لي أن أحضرها من غيرِ علمها ورِضاها؟ أفيدوني؟

الجواب: 

أمّا ما ذكرتي عن والدتك فلا يضرُّ - بإذن الله- المطاوعة كما تقول ولا أهل الخير والاستقامة شيئا، وإنّما ضررهُ عائِدٌ عليها، لأنَّ أوثق عُرى الإيمان الحبُّ في الله والبُغض في الله وأهل الاستقامة كما قلتي أيتها البنتُ الكريمة السائِلة يجبُ محبتهم ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [ التوبة 71-72]، فهذه صفات من يرحمهم الله، فيجب أن يُحَبُّوا، فإذا لم تُحب هؤلاء حُرِمَت الرحمة، ونزعَت نفسها من بين هؤلاء المرحومين، ولن تضرَّ إلا نفسها، ولن تضرَّ أهل الخير شيئا.

وأما ما ذكرتي من الحجاب فلا يجوزُ لكِ أن تطيعيها، لأنَّ الطاعَةَ إنّما هي في المعروف (لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ) عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مَع الولاة السّمع وَالطَّاعَةُ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، وهكذا مع غيرِهِم، فإن أُمِر بمعصية فلا سَمعَ ولا طاعة، طاعةُ الله ورسولهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقْدَم مِن طاعة النّاس فلا تُطيعيها.

وأما حُضور دروس العلِم فإنه إن وُجِدَ معكِ وليٌّ يخرُج ويأتي بكِ إلى هنا وإلا يكفي إن شاء الله تسمعي هذه الدرس وأنتِ في مكانِك عبر ما يُنْقَل من الوسائِل التي تُنقَل بها هذه الدروس ولا تخرجي والزمي البيت.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي