هذا يقول: تعلمون أنهم قد أخروا صلاة العشاء ساعة تقريبا لكي يتسنى للناس الفطر وإدراك العشاء والتراويح، سؤالي هل للمرأة في البيت وغيرهم، ممن لا تجب عليهم صلاة الجماعة، أن يصلوا في وقتها الأصلي أي قبل الزيادة عليها، أفتونا مأجورين؟
نعم، إذا دخل وقت العِشاء جاز للمسلم أن يُصلي، ووقت العِشاء أولُّها مغيب الشَّفق الأحمر، هذا هو أول وقت العشاء، إذا ذهبت الحُمرة، وجاء سواد الليل، فإنك يجوزُ لك أن تصلي العِشاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن المواقيت، وذكر أن وقت العِشاء بغياب الشَّفق الأحمر كما في حديث جبريل، قال شيخ شيوخنا –رحمهُ الله-:
وبالغروب مغرب قد دخلا ... ووقتها يبقى امتداده إلى
غيبوبة الحمرة وهو أول ... وقت العشا وفي اختيار نقلوا
تأخيرها لثلث ليل وإلى ... نصف وكل في الصحيح نقلا
فأنت الآن إذا صلَّيت في أول وقتها فالحمد لله، والناس في هذه الأيام يؤخرون هنا عندنا ساعتين، بناءً على توقيت مكَّة شرَّفها الله؛ لأن الناس في المسجد الحرام، وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يعودون إلى دورهم، ويعودون إلى فنادقهم، وأمكنة إقاماتهم، ويتعشَّون ليتقوَّوا على الصلاة، وهذا لا يكفيه أن يكون على الوقت الأول قرابة خمس وأربعين دقيقة، أو أربعين دقيقة، أو نحو ذلك، بعض الأحيان خمس وثلاثين دقيقة ويغيب الشَّفق، فيحتاجون إلى أن يكون الوقت أوسع، فزادوا ساعة، فهم في أول ثلث الليل الأول، ولله الحمد يُصلُّون، فأنت إذا كان الأمر كذلك صلَّيت مع الجماعة، ومن لم تجب عليهم الجماعة كالنساء يُصلِّين بدخول وقت العِشاء، ويجوز لهنَّ ذلك، بغيبوبة الشَّفق.