جديد الموقع

8884143

السؤال: 

هل قراءة القرآن في رمضان أحيانًا من فوق، وأحيانًا من النصف، حتى النفس لا تمل؟

الجواب: 

القرآن النفس لا تملُّهُ كلُّه، لا من أوَّله، ولا من وسطه، ولا من آخره، لا تملُّهُ النفس، هذا التلفيق جائز أم لا؟

يجوز لك أن تقرأ من أي شيء، لكن هذا التَّعليل يا أخي، أقول لك لا يجوز لك أن تُطلقهُ، وأقول: لا يجوز؛ لأن كلام الله لا يُمل أبدًا، ما تملَّ النفس، وما تعافه، ولا تضجر منه، فسبقت لسانك بمثل هذا ولم تتنبَّه، وإلا أنا على يقين، أنك إن شاء الله لو تدبّرت هذا الكلام، ما كتبتهُ، فأقول لك: لك أن تقرأ من الأوَّل من البقرة، ولك أن تقرأ من النصف، من الكهف فما بعد، ولك أن تقرأ مما قبل النصف، من ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ﴾ [ يوسف: 53] فما بعد، ولك أن تقرأ من ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ٰ ﴾[ العنكبوت: 46] فما بعد، ولك أن تقرأ من الزُّمر فما بعد، ولك أن تقرأ من الأحقاف فما بعد، كلُّ ذلك واسِع.

لكن القراءة أن تكون على نسق، تقرأ من أول المصحف حتى تختم، وأحسن الختم وأسهله على الناس في هذه الأيام عشرة أيام، فيختم في الشهر ثلاث ختمات من غير مشقَّة على نفسه، كل يوم يأخذ ثلاثة أجزاء، فلا يُحسُّ بشيءٍ من التعب، فثلاث ختمات خيرٌ عظيم، وبركة، وإذا لم تختم ختمات متعدّدة في رمضان، ما أدري متى ستختم؟!، فضلًا عن الختمة الواحدة، هذا شهر المنافسة، نسأل الله التوفيق للجميع.
 

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي