جديد الموقع

8884151

السؤال: 

بعض الطلبة يقول السائل هنا بعض الطلبة لحرصهم ومحبتهم للعلماء يكثرون ويحاولون اللقاء ببعض العلماء مع كبر سن هذا العالم وتعبه وضيق وقته ويأتون إليه ولو تم الاعتذار عن الزيارة بتوجيه من ذلك العالم فما التوجيه والنصيحة لهؤلاء الطلاب؟

الجواب: 

تعظيمك للعالم حبك له رغبتك في لقائه هذه أمور طيبة وفضيلة ومنقبة، لكن من تعظيمه ومحبته وإجلاله إعذاره، ومعرفة أوقاته الحسنة التي يستقبل أو يعتذر، فلا تكثر حتى لا يصل الأمر إلى الضجر والتأفف.

الإمام عبدالله بن المبارك هذا الإمام الحبر العالم كما في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع وغيره كان طلاب العلم يحبون الجلوس عنده ويريدون السماع منه فأكثروا عليه وأتعبوه وأشقوا عليه فقال قالوا له لما رأوا الضجر والتعب قالوا "يا أبا عبدالرحمن تؤجر" يعني اصبر علينا -إن شاء الله- تؤجر أما هكذا يقول الكثير الأجر الأجر احتسب احتسب هكذا يقولون يا أبا عبدالرحمن تؤجر فبماذا أجاب؟ قال رحمه الله "الأجر كثير" وأبو عبدالرحمن وحده ترفقوا «ما كان الرفق في شي إلا زانه ولا نزع من شي إلا شانه» المحبة لا يعني الضجر والتضجير والتأفيف إنما التعظيم والتقدير وهكذا.

بارك الله فيكم بعض الأخوة لا يشك في محبتهم للمشايخ وأهل العلم، لكن ثمة داء يجب أن يعالج المرء نفسه وهو داء خفي، لكن لابد أن يظهر ذلك على فلتات ألسنتهم وما يكتبه بنانهم الكل أو الكثير منهم أو الأكثر أو الغالب أو غير ذلك يريد أن يأتي فيقول "سألت فقال لي" هكذا لا شك أن اللقاء العالمي والسماع منه ولو تيسر السؤال المؤدب المهم هذا جيد لكن إن لم يتيسر هل تبقى هذه شهوة!! "سألت فقال لي"! ما ينبغي مثل هذا، حتى يقال وحتى ينشر فيكتبون، الآن صار هو في المجلس بين يديك ما كمل الشيخ كلامه أرسل للأمة كلها صحيح وأرسل ما فهم أحيانًا لا ما سمع فالرفق -بارك الله فيكم- تعظيم العلماء مطلوب وهو واجب شرعي احترامهم مطلب شرعي سني، وقاعدة سنية مطردة مؤصلة لكن يجب أن يعرف كيف يحفظ هذا المقام وكيف يراعى.

احرصوا على هذا بارك الله فيكم وانتبهوا منه فنسأل الله للجميع التوفيق والسداد والهدى والرشاد

 

الشيخ: 
 عبد الله بن عبد الرحيم البخاري