بارك الله فيكم شيخنا، السؤال التاسع، يقول السائل: لي أخٌ في الله مُحِبّ للدّين وَصَاحب عَاطِفَة جيّاشة، لما يَمر بهِ الإسلام والمسلمين من الفِتن، وأنا أُناصِحه دائمًا إلى الرجوع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسبيل المؤمنين ابتداءً من التوحيد، وهو يقول: إلى متى نبقى ندعو إلى التوحيد؟ يقول: لابُد أن نبحث ونعمل لإقامة نظامٍ إسلامي، ثُمَّ الدعوة إلى التوحيد يأتي تِباعا، فما هي نصيحتكم لنا وله؟ جزاكم الله خيرا.
أقول: هذا مدخول؛ وليس صادقًا فيما يدَّعيه من محبة الإسلام والمسلمين، ويدلُّ على أنه مدخول ومفتون بل أقول: وأعوج وأهوج قوله: "إلى متى ندعو إلى التوحيد"؟ فنصيحتي لك أن تتركه، فإن كان فيه خير فسيهديه الله، وإن لم يَكُن فيهِ خير نسألُ الله أن يكفينا ويكفيكم شرّه.
الظّاهر أنّهُ إخْوَاني ينطلق مِن قَاعدة المَعْذِرة والتعاون (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه) نظام إسلامي! ما النّظام الإسلامي الذي يَدعو إليه هذا؟ الظاهر إنه يريد تَسليس الدعوة! وإنه لاتُردُّ بدعة ولا يُنْكِر من البِدع إلا الكَبَائِر، وما أظنه إلا إنه مستعِدًّا إلى أن يتآخى مع الرافضة وغيرهم من الفرق الضآلة، نظام إسلامي!
هذا كقول القائل نريدها مَدَنِيّة، نريدها حضانة، وما أشبه قوله بقول القرضاوي الضآل المُضِل، المفتون، المقيم في قطر، طهّر الله قطر منه ومن أمثاله من أئمة الضلال، يقول: "إنه يُؤثر الحرية على مُجرد تطبيق الشريعة"، أقول: فوالله وبالله وتالله: لن يجتمع المسلمون اجتماعًا ينضمون بهِ تحت لواءِ التوحيد والسُّنة حُكّامهم ومحكموهم إلا بتطبيق الشريعة، التي أنزلها الله في كتابه على نبيه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وخَتَم برسالته الرسالات والنبوات.
والكلام يحتاج إلى مزيد بسط، ولعلَّ الله يُيَسِّر لقاءً تُبسط فيه هذه المسألة، وإن كنت قد قدَّمت في مجالس ما تَيَسَّر لنا، فَصاحِبُك هذا من دُعاة السوء فاحذره.