بارك الله فيكم شيخنا السؤال الثالث، يقول: عَمّي في كندا ارتدَّ عن الإسلام، فكيف نتعامل معه؟ هل نهجره أو نصل الرَّحِم؟
مادام أنه عمُّك، والظاهر أنه أخُ أبيك لأنَّ هذا هو المتبادر إلى الذهن عند الإطلاق وفق العربية، فتعاهده بالنُصح، نُصح المُحِب المشفق، مثل: يا عمي يا والد يا حبيبنا، واذكر له من النصوص ما تطمع أنه يُليِّن قلبه، وحذّره من الموت على كُفر، فإنّ كان يلين ويستجيب فواصِل معه، وإن قابل ذلك بالعناد والكبرياء والاستنكاف فلست منه وليس منك، ولا مانع أن تَبُلَّ رحمه بما تَيَسَّر مثل: زيارة مع النُّصح، هدية مع النُّصح وهكذا، فإذا أبى واستنكف بعد هذا، وصارَ يُظهِرُ العداوة والبغضاء لك ولدينك فاهجره ولا كرامة عين، ثم إن مات على هذا فلا تشهد له جنازة.
الشيخ عبد الله: شيخنا الله يحفظك.
الشيخ عبيد: تفضل.
الشيخ عبد الله: يعني –حبيبنا-، قد يفهم منه البعض يعني المحبة الشرعية طبعًا المراد بها المحبة الطبيعية أو الجِبّلية هكذا.
الشيخ عبيد: على كل حال نحن نخاطبه بما يُليّن قلبه، أحسنت يا شيخ عبد الله، ذكرتنا قوله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَلَا إِنَّ آلَ أبي فُلَانْ لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي، إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونْ)، ولهم علي صلة رحِم (وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا)، فهذا من البِلاَلْ، ولا يجوز أن تقصد المحبّة الشرعية محبة طَبَعية.