جديد الموقع

888431

السؤال: 

بارك الله فيكم شيخنا، السؤال الخامس: يقول: والدي يشاهد في التلفاز بعض المبتدعة، وعندما لا أجلس معه للمشاهدة، فإنه يغضبُ؛ فما العمل؟

الجواب: 

أولًا بلِّغه مِنّي السلام، ونصيحتنا له أن لا يسمع لهؤلاء المبتدعة، قال صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: (يكونُ في آخِرِ الزمانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسْمَعُوا أنتم ولا آباؤُكم) صحيح مسلم، وأجمع أئمة العلم والدين والإيمان، بالتحذير من ذلك، قال عُمَرَ رَضِيَ الَّلهُ عَنْهُ - : (إياكُم وأهلُ الرَّأيِ، أعْداءُ السُّنن؛ أَعْيَتْهُم أحَاديثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أن يَحْفَظُوها، فَقَالُوا بَالرَّأيِ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا)، وقال عَليّ رَضِيَ الَّلهُ عَنْهُ-: ( لَوْ كَانَ الدِّينُ بالرَّأيِ لَكَانَ بَاطنُ الخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاه)، وقَالَ ابنُ عَباس- رَضِيَ الَّلهُ عَنهُما-: (واللهِ مَا أظُنُّ أنَّ أَحَدًا أَحبُّ إلَى الشيْطَانِ هَلاَكًا مِنِّي اليَوْمِ، قيلَ: وكيف؟، قالَ: تَحْدثُ البِدْعةُ فِي المَشْرِقِ أو المَغربِ فيَحْمِلُها الرَّجلُ إليَّ، فإذا انْتَهت إلَيَّ، قَمَعْتُها بالسُّنَّة)؛ وقال مُصْعَبِ الزُّهْرِيِّ بنِ سَعْدٍ بن أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ الَّلهُ عَنْه-: (لَا تُجَالِس مفتونًا فإنَّهُ لنْ يُخطِئك منهُ إحدىَ اثنتَيْنِ، إمَّا أنْ يَفتِنكَ فتُتابِعه، وإمَّا أنْ يُؤذِيك قَبل أن يُفَارقَك)، وقَالَ ابنُ سيرين رحِمَهُ الَّلهُ-: (إنَّ هّذَا العلم دِينٌ، فانظُروا عمَّن تأخذونَ دينَكُم).

وهذه الوصايا الجامعة الثمينة من وصايا التابعين ومن بعدهم، وسلفهم أصحاب رسول الله - صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، وقد ذكرتُ لكم من أقوال الصحابة قول الفَاروق، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب وابن عباس- رَضِيَ الَّلهُ عنهُم أجْمَعينَ-، وذكرتُ لكم شيئًا من أقوال التابعين، فمن أحب الاستزادة فليقرأ على سبيل المثال: (شرح  أصول اعتقاد أهل السُّنة)، للالكائي رَحِمهُ اللهُ-، وكذلك (الإبَانة الكُبرى) لابن بَطَّة - رَحِمهُ اللهُ-، وغيرها من دواوين أهل الإسلام، من دواوين أهل السُّنة، الذين دَوّنوا فيها- رَحِمهُم الَّلهُ- الإسلام؛ أصوله وفروعه، وإيَّاكم يا معاشر المسلمين، والمسلمات أن تغتروا ببريق الكتب الفكرية، وزُخرف قول الحزبيين، فليس فيها إلا الضَّلال، فما تتلمذ عليها أحدٌ إلا ضلَّ وأَضلّ.

 وقد بَسَطت القول في هذه المسألةِ في مجالس عديدة، ومن أكثر مجالستي عَرَفَ ذلك مِنّي، فراجعوا تلك المجالس.

وأوصيكم أن ترتبطوا بفضلاء أهل العلم، علماء أهل السُّنة الراسخين، الناصحين للأُمة، ومنهم في زماننا الأَخَوَان الشيخان الفاضلان الصالحان الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ: صالح بن لحيدان، وفق الله الجميع.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري