إنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتوبُ إليه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلى اللهُ عَلَيهِ وَعَلى آلهِ وَأَصْحَابِه وأَتْبَاعِهِ بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بَعْد..
فتتمَّة لحديثنا الذي تقدَّم في لقائنا الماضي يوم الأربعاء، في الكلام على ما سمعتم في الرَّد على من كان على جادَّةٍ ثم انحرف، والاعتراض على من قام في ذلك مُحَذِّرًا من انحرافِه، وناصِحًا للنَّاس، والاعتراضِ عليه بأنّه لا ينبغي ذلك له، وأنَّ هذا له سابِقَة ونحو ذلك من الأعذارِ التي في الحقيقة هي تثبيطٌ لأهل الحقّ،ِ ودعوة إلى إضلال الخَلْق، إذ بالسُّكوتِ عن الباطل ولاسِيَّما إذا كان ممن يُنْظَر إليه، أو يُقتدى به ونحوِ ذلك؛ يِستلزمُ هذا أنْ يسرِيَ الباطل، والسُّكوتُ عليه وعدم الإنكار له، يُشْعِرُ بأنَّ ما قاله ذلك المُبْطِل حقًّا، وهذا في الحقيقة شرٌّ عظيمٌ وبلاءٌ جسيم، إِذْ يترتَّب على هذه المقولة التي يُعْتَذرُ بها لمن رَكِبَ الباطِل بعد أنْ كان على حقٍّ وخيرٍ واستقامةٍ؛ يترتَّبُ عليها أمورٌ عظيمةٌ، ويترتب عليها نتائجُ وخيمة، فمن ذلك:
-الغِشُّ للمسلمين؛ أول ما يترتب على السكوت على الباطِل في مقالاتِ المُبْطِلين، وعدم إنكارها، وبيان بُطْلانها لِلنَّاس، الغِشُّ للمسلمين، وهذا عكس ما أوجَبَهُ الله- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، وما أوجبه رَسُولُه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإنَّ الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ؛ كما ثبّتَ ذلك عن رَسُولهِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لجميع طبقاتِ المسلمين، حيثُ قال في ما نعلمه جميعاً من حديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: (الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ، ثلاثاً، قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ)، فأئمةُ المُسلمين يُنْصَحُ لهم ويُحَذَّرون ممن أرادَ بِهِم شرًّا، ومن أرادَ أنْ يأخُذَهم على غِرَّة أو بَيَّتَ لهم سوءً، كما بسَطَ ذلك عُلماء الإسلام في كُتب الأحكام السُّلطانية، وأحكام الإمارةِ والولاية، وما يجب في هذا الباب للحاكم المسلم على رعيَّتِهِ.
فإنه إذا عُلِمَ من يقوم بتَبْييتِ نيَّةِ السوء والغِشِّ لحُكَّام المسلمين وَيُرِيدُ أن يَنْتَثِرَعِقْدُ دولة الإسلام، وَجَبَ على من عَلِمَ ذلك أن يقومَ بتحذير الإمام، بتحذيرِ الإمام، بتحذير السُّلطان وإلَّا كانَ غاشًّا.
وهكذا إذا عُلِمَ مِن بعضِ عُمَّال ذلك السلطان من لم يؤدِّ أمر الولاية على الوجه المطلوب أو يظلِمَ الرَّعية، ولم يعلم بذلك الحاكِم ولم ينتهي إليه وأنت تعلَمُ به وجبَ عليك أن تقوم بحَقِّه الذي أوجبه الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عليك بالنَّصيحة له؛ بأنَّ هذا الوالي لا يصْلُح، فإنَّه يقوم في الرعية بالظُّلم ونحوِ ذلك، حتّى يُزيل السُّلطان المسلم هذا الظُّلم عن المسلمين، وإلا لم تكن ناصحًا له إذا عَلِمتَ ذلك وكتمْتَ.
وهكذا عامَّةُ المسلمين، فإنَّه إذا انتشر الباطِلُ، أو انتشرت الأهواء المُظِلَّة، أو جاء القولُ المُهَوِّنُ من الباطل، أو المُنْتَصِر لأهله، أو المُدافع عنهم، أو المُحَسِّنِ لحالهم، أو المُعْتَذِرِ لهم، فإنَّه يجب أن يُرَدُّ على ذلك، نصيحةً للأُمَّة وإظهارًا للحقِّ، وإشفاقًا على الخَلْقِ من أن يَضِلّوا، وخاصَّةً إذا كان ممن يُنْظَرُ إليه بمَنْظَرِ الإقتداء، محسوب على العِلْم أو على أهل العلم ونحوِ ذلك، فإنّه إذا وقع في الباطلِ وأظْهَرَهُ بين النَّاس وجبَ أنْ يُرَدَّ عليه نصيحةً لِلنَّاس، وإلا كُنتَ غاشًّا لِعامَّةِ المُسلمين.
فهذا من الآثارِ السَّيِئة المُتَرَتِّبة على هذه المَقولةِ، الغِشّ لعامَّة المسلمين بتركِ الباطل ينتشِرُ بينهم ولا يُحَذَّرون منه، وخصوصًا إذا اشتدَّ التِباسُه كما قلنا.
- الأمرُ الثاني: فيه تعْطيلٌ لشعيرةِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وشعيرة الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ التي هي ضدُّ المُنكَر، فإنه إذا انتشرت هذه المقالات الباطلة، وظهرتْ هذه الأقوالُ الفاسدة إذا لم تُنْكَر ظَنَّها النَّاسُ معروفًا، وخاصَّةً العامَّة الذين لا يدرون في هذا البابِ شَيْئًا، فيجِبُ على من عَلِم وكان من أَهْلِ المعرفةِ أن يقوم بِرَدِّ الباطل ودَحْضِه، ونصيحة النَّاسِ وتحذيرهم من هذا، والرَّد على من قال بِمِثْل هذه المَقالات الفاسِدة، لأنَّ هذا أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر، والمطالبَةِ بالسُّكوت عليه وهو يضُرُّ النَّاسَ في دِينِهم واعتقادهم ومنْهَاجِهم وسيْرِهم في طريقهم إلى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- والدّار الآخِرة، هذا إبقاءٌ لهذا المُنكر الذي ينْحَرِفونَ به عن سَبِيلِ الجادَّةِ، والقيامُ بِبيانِ هذا المُنكرِ والإنكارِ على صاحِبِه، هذا من أَعظم الواجِب، قال - جَلَّ وعَلاَ-: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران 110]، فالخيريةُ هذه في هذِهِ الأُمة بسبب الأمرِ بالمَعَروفِ والنَّهَي عَنْ المُنَّكَرِ، والإِيمَان باللهِ المُستَلزِم لِذلك، وفي هَذا مُخالفةٌ لمَنْ هَلَكَ قَبلنَا، مِنْ الأُممِ وهُم بنو إسرائِيل في سُكُوتِهم عن الباطِل وإقرارِهم لهُ حينما يظهرُ مِنْ عُلماءِهم وأحبَارِهِم؛ ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾[ال عمران 110]، لو آمنوا وقاموا بما يجِب عليهم لكان خيرًا لهم، فلا يجوز أن نكون مِثلهُم، (﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾، ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة 79-78] فحَلّتَ عليهم العُقوبة من الله بِعدمِ إنكارِهم للمُنكر، ونصيحتِهم للناس، فنعوذُ باللهِ من ذَلك.
- والثالث من الآثارِ المُترتبةِ على هذِهِ المَقالةِ الفاسِدةِ، (إضعاف جانِبِ الولاءِ والبراءَ بين أهلِ السُّنّة) فيُحدِثُ المُحدِثُ فيهم ولا يُنكِرون عليهِ، فإذا ما اعتذروا له فهذِهِ أشد، فإذا ما دافعوا عنه وهو على باطِلِه فهذِهِ أشدُّ من اللتّين قبلها، وذلك يُؤدِّي إلى إضعافِ الولاءِ والبراء في قُلوبِ أهلِ السُّنّةِ وعَسكرِ القُرآن والسُنّة، إذّ يستوي عندهم المُبطِل المُنحرف مع الصالِح المُستقيم المُتّبِع، وهذا بلاءٌ ما بعدهُ بلاء، إذا اختلط المُنحرفُ مع المُستقيم وصارا سويًّا بِمنزلةٍ واحِدة فهذِهِ هي المُصيبة - نسألُ الله العافية والسلامة-.
- الأمرُ الرابِع: (إضعافُ جانِب الحُبِ في الله والبُغضِ في الله)؛ فإن الحُب في الله والبُغض في الله يستوجِبان منكَ أن تُحِب الرّجلَ لاستِقامتِهِ وتُبغِضهُ إذا انحرف، أما أن تستدِيم محبتَه بعد انحرافِهِ عن السُّنّة كما لو كان قبلُ حينما كان على السُّنّة، فهذا مُخالِفٌ لطريق أهلِ السُّنّة، فإنَّ أوثّق عُرى الإيمان الحُبُّ في الله والبُغضُ في الله، فإذا أنتَ أحببتهُ في الله، وأحدث حدثًا فلم تُبغِضهُ عليهِ في الله، لم تكُن محبَّتُك لهُ أولاً في الله، كما قال ذلك سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ - رحِمهُ الله- حيثُ يقول: (إذا أحبّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في اللهِ، ثُم أَحَدَثَ حَدَثًا فَلم يُبغِضَهُ في اللهِ لم تكُن مَحبَتُهُ لهُ في اللهِ)، ولهذا جاءتَ عِباراتُ السلفِ في هذا مُتضافرة مُتكاثِرة في هذا الجانِب، لا يتّسِعُ لِذِكرِها المقام، وكُتبُ سُنن العقيدة طافِحة بِها يعلم ذلك من لهُ أدنى إلمامٍ بالإطلاعِ عليها.
- الأمرُ الخامِس: الذي يترتبُ على هذِهِ المقالةِ السيئة، "كِتمانُ الحق"، فإن كِتمان الحق بعدمِ إظهارِهِ وإذا ظهر الباطِلُ والانحراف، ولم يُصحَّحَ؛ سَادَ بين النّاس وانتشر، هذا الانحراف ولا سيما إذا ساعد على ذلك من يُنظر إليهِ بأنّهُ محلُّ الاقتداء، فحينئذٍ هذا أعظمُ مُساعِد على انتشارِ الجَهل وانتشار البِدع، ودُروسِ العِلمِ والسُّنة - نسألُ الله العافية والسلامة-، ويكونُ هذا من كِتمانِ الهُدى وتركِ الضلالِ والرَّدَى ينتشِرُ في أُمة محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والله-جَلَّ وعلا- يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة 159]، فلا يجوز أن يُسكتَ على الباطِل وهو ينتشِر، مُراعاةً لِخاطِر ذلكَ المُبطِل، حتى لا يُقال عنهُ أنهُ قد أحَدّث، أو لا يُقال عنك أنت أيُها المُنتقِد والمُبين للنَّاس، لا يُقال عنك إنكَ مُتشدِّد، أو لا يُقال عنك إنك تُفَرِّق الأمة، محمدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرقٌ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، والقُرآن كلامُ الله، سمَّاهُ اللهُ فُرْقَانًا لأنهُ فرّق بِهِ بين الحقِّ وَالْبَاطِلِ، وأولُ معركةٍ في الإسلام، سَمَّى اللهُ يومها يوم الفُرْقَان ، يوم بدر، لأنَّ الله فَرَّقَ بِها بين عَسكرِ القُرآن وجُندِ الشيطان، وعُمَرَ - رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُ- لُقِّب بِالفَاروق وهكذا، لا يَضِيرُك أيُها المُسلِم السُّني السّلفي الأثري أن يُقال فيك هذا، فإن واجِب النصيحةِ والبيان وإظهار العِلم إذا توجَّب عليك خاصةً يجِبُ عليك أن تقوم بِه، وذلك بأن لا يكون في البلدِ غيرُك، أو أن لا يكون أحدٌ في البلدِ أدرك مثل ما أدركت من هذا الباطل، ووقف عليه فإنهُ لا يسَعُك السُكوت والخلقُ يضِلّون في هذا الباب.
ومن الأثارِ أيضًا المُترتِبة على هذِهِ المقالةِ السيئةِ: "إضعافُ نورِ السُّنةِ في القلوب"، وذلكَ بِتكاثُرِ البِدعِ والأهواء، وظُهوُرِ أهلِها أو من يعتَذِرُ لهم، فيكثُرُ الانحِرافُ حينئذٍ، ويقِلُّ الإتِباع وهذا بِسبب السُّكوت عَن الباطِل بدعوى ما تقدّم، ولولا أن الله - جَلَّ وَعَلا- قد أبقى هذِهِ الطائِفةَ المنصورة والفِرقةَ الناجِية، لاندرست معالِمُ الدين، فهذِهِ الطائِفةُ المُباركة في كُلِّ زمانٍ ومكان، هي الطائِفةُ المنصورة، التي لَا يَضُرُّهُا مَنْ خَذَلَها وَلَا مَنْ خَالَفَها حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ - جَلَّ وَعلا- وقد فسَّرها أئمة الهدى بأنهم نقلة الآثار وحملة الحديث، أصحاب سُنّة رَسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-هم بياطرة هذا الباب، هم أطباؤه، هم نُقّاد البدع وإن خَفِيَت على كثيرٍ من الناس، هم الناصحون للأمة وإن قلَّ الناصحون فيهم، فهم قِلّة، طائفةٌ واحدة بين ثلاثٍ وسبعين، فهم قلّة ولكن لا تضرّهم هذه القلة.
تُعَيِّرُنَا أَنَّا قَلِيلٌ عَدِيدُنَا فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ الْكِرَامَ قَلِيلُ
وَمَا ضَرَّنَا أَنَّا قَلِيلٌ وَجَارُنَا عَزِيزٌ، وَجَارُ الْأَكْثَرِينَ ذَلِيلُ
والعزّة هنا عزّة أهل السُّنّة بالبيان وإقامة الأدلة والبُرهان على بطلان ما يقوله أهل الضلال والزيغ والبُهتان - عياذًا بالله- من ذلك.
فهذه بعض الآثار المُترتبة على هذا، بل ونزيد شيئًا:
سابعًا: ألا وهو ما يحصل من تلبيس إبليس في هذا الجانب بجعلِ السُّكوت على الباطلِ من أسبابِ الدّعوة، وطرائِق الدّعوة التي يُكتسب بها الناس، فَجَعلوا هذا طريقًا أو أسلوبًا من أساليب الدعوة، ألا وهو كسبُ النّاس، وذلك بالسكوتِ على الباطِل، وهذا خِلاف ما جاءت به النصوص، بل ربّما أدّى ذلك إلى انحراف الساكِت نفسه إذا لم يُقابِل صاحب البطلان بالنكير والهجران، فإنَّ هذا يترتب عليه آثار فاسدة، وربّما جرَّ ذلك إلى انحراف الساكتِ نفسه - نسأل الله العافية والسلامة-.
وكنتُ قد أشرتُ فيما سبق في لقائِنا إلى كلام سماحة شيخنا ووالدنا شيخ الإسلام في هذا الزمان الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- في هذا الصدد مما يحصل من الجفّوة بين بعض طلبةِ العلمِ وبعضِ مُعلّميهِم، إذا وقع الانحراف لدى بعض المعلمين، وها أنا اليوم جئتُ بالكتاب لأقرأه عليكم، والسبب في هذا لأنَّ بعض هؤلاء المُلبسين كما أشرت سابقًا يقولون دائمًا ويرددون هذه المقالة (هذا على خلاف طريقة شيخنا ابن باز)، (هذا خلاف منهج الشيخ ابن باز)، (هذا خلاف منهج الشيخ ابن عُثَيْمِين) وهكذا، وهذا فيه كذب على الشيخين يترتب عليه تغريرٌ بالعامّة، وخديعة لطلبة العلم القاصرين في هذا الجانب.
فهذا المجلد كما تَرَوْن السابع من فتاوى سماحة شيخنا - رحمه الله- في التوحيد وما يلحَقُ به، حيث سُئِل - رحمه الله تعالى- في هذا الجانب، قال: (نجد في هذا الزمان فجوة بين العلماء وبين طلاب العلم وعموم المجتمع، وهذه الفجوة تعتبر مشكلةً من المشكلات، فما هي الحلول التي تراها لهذه المشكلة؟)
اسمعوا الجواب؛ جواب العارِف الخبير والناقِد البصير، قال- رحمه الله-: (الفَجْوة تَنشأُ عَن انحرافِ الطالِب)، انحراف الطالب، طالب العلم ينحرف عن الطريقة التي عَلّمه إياها أستاذ السُّنّة، أستاذه في هذا الباب، يقول: (الفَجْوة تَنشأُ عَن انحرافِ الطالِب أو انْحراف العالِم الذي يُنسب إلى العلم)، إما أن ينحرف الطالب عن السُّنّة، تُريد الشيخ يسكت عليه؟ ما يجوز له، فلا بُدّ أن يُبِيِّنَ ذلك وهذا كثير، لكن العكس الجانبُ الآخر أو انحراف العالِم الذي يُنسبُ إلى العلِم، هذا قليلٌ مَن يتكلّم عليه، وذلك لخوفِ الطالِبِ وضعفهِ، ومُداهنة بعضُ من يُنسبُ إلى العلِم لذلك العالِم، لا يُريدُ أن يقولَ كلمةُ الحقّ، فكانَ الإضلالُ في هذه الصورةِ الثانية أعظّم وَأشد - اسمعوا بقية كلامه- يقول: (فإذا كانَ الطالِبُ رديئًا في الصلاة ونحنُ نذكر الذي لنا والذي علينا، ونُحيلُ على هذه الكُتب التي بين أيدينا، فمن وَقفَ على أنَّا كتمنا منها نصف حرفٍ واحد فليرفع ذلك)، يقول – رحمهُ الله-: (فإذا كانَ الطالِبُ رديئًا في الصّلاة، أو يتظاهر بالمعاصي أو بالعجلةِ والشدّة كَرههُ العلماء، وكرههُ الأخيار فلم يفرحوا بطلبه)، لأن هذا سُبّة على أهل العلِم، سيكونُ شؤمًا، وكذلك العالِمُ الفاسِق، والعالِمُ المُعرِض يكرههُ الطلبة الطيّبون، إذا أعرضَ عن السُّنّة، وذَهَبَ في ميدان البِدعة، أعرضَ عن الاستقامِة وذهبَ في ضدّها، كرههُ طلبة العلِم الطيّبون والمُجتهدون في الدّعوّةِ إلى الخير، والراغبونَ في الأجر فيكونُ بينهم فجوة.
أمَّا العُلماء الصَّالحون، والطُلاب الصالحون فليس بينهم فجوةٌ أبدا، بل بينهم التعاون الصادِق في كُلّ خير ولكنَّ الفجوةَ بين المنحرف الذي يدّعي العلِم وهو مع الفُسَّاقِ ومع المُدخنينَ وشُرّابِ الخمرِ ومع المنحرفين عن الصَّلاة وأشباهِ ذلك، فمن يُحبُّ هذا، ومن يقبلُ منه وهذه أخلاقه، فهو يحتاجُ إلى دعوةٍ ونصيحةٍ وعنايةٍ وصبرٍ ومُصابَرَة حتى يستقيم، فالفجوة جاءَت من جهتهِ هو الذي بَعُد بأقوالهِ وأعمالهِ عَن أهل العلِم، وسيرتهِم الحميدة.
والعالِم الذي لا يُمثّلُ علمهُ بالتقوى والسيرةُ الحميدة، بل هو مع الخُرافيين ومع عُبّاد القبور ومع الخَمَّارينَ ومع أشباههم ليسَ بعالِم، ولا يستحقُ التقدير، بل يستحقُّ أن يجفوهُ أهل العلم النافع، والطلبةُ الصالِحون حتى يرجعَ إلى الحقّ، ويستقيمَ مع أهل الحقّ، الذي يكون مع أهل الفِسق والفجور لا خيرَ فيهِ.
وهكذا الذي يكون مع الخُرافيين، مع أهل الأهواء والبِدع، مع الصوفية وأمثالِهِم المُخرّفين، وهكذا مع أهل الضلال من مُتَجّهمة ومُعتَزِلَة وغيرِهِم، وهكذا مع رؤوس الخوارِج، ومن دُعاة الخوارِج، ويمشي مع الإخوان المسلمين، ويمشي مع التبليغ أهل الضلال وأمثالِهِم كثير- لا كثرهُم الله- أهلُ البِدع كثير، صنوفٌ شتّى فكيفَ إذا كانَ يعتذرُ لهم ويهوِّنُ من شأنهم ويلتمسُ لهم المخارِج، هذا يجب على طلبتهِ أن يقوموا لهُ بحقّ الله من النصيحة، فإن قَبِل فالحمد لله، وإن لم يقبَل فهو هو الذي فعلَ بنفسهِ ذلك، فيستحقُ أن يجفوَهُ طلبة العلِم الصالِحون، حتى يَرْجِع إلى الحقّ ويَستقيمَ مع أهل الحقّ.
ثُمَّ قالَ-رحمهُ الله-: ( وَلا شَكّ أنَّ طلبة العلِم يمقتونهُ، ولا يفرحون بقُربهِ لِسوءِ سيرتهِ، بل تسرّهُم الفجوة التي تكونُ بينهم وبينه لعدمِ الفائدةِ منه ولضررهِ على المُجتمع، وعلى طلبة العلِم فهو بحاجةِ إلى أن يُدعى إلى الله ويُنصَح حتى ينفعهُ علمهُ، وحتى ينفع النّاس أيضا) إلخ.
فمَن أرادَ الحقّ فهذا هو كما سمعتم، وهكذا من يقومُ المقام الذي يضلُّ بهِ النّاس، يكون مع علماء السوء مع الجهميّة والمُعتَزِلَة وأشباهِهم، يتمَحّلُ لهم ونحوِ ذلك، هذا لابُدّ أن يوقَفَ منهُ الموقف الحقّ في هذا.
يقولُ فيهِ الشيخ - رحمهُ الله-في نفس الباب حينما سُئِل ما معنى قولِكَ-حَفِظَكَ الله- (على طالِب العلِم أن يجتهِد)، وهل كُلُّ واحدٍ منّا مُهيّأ لذلك؟ وما موقفنا من مذاهب الأئمة الأربعة التي انتشرت في البلاد وبين العباد وقَلدّها الكثيرُ في كُلِ مكانٍ وزمان؟
استمرّ في الجواب إلى أن قال: ( فطالِبُ العلِم يعرفُ قدرَ من قبلهُ) - يعني العلماء- (وما ألّفّوا وما جَمَعوا، ويَعرِف نُصحهم لله ولعبادهِ ويستفيدُ من كلامهم، وليسَ معناهُ أنّهُ يُقلِدهم في الحقّ والباطِل، بل يعرفُ الحقّ بدليلهِ، قالَ مالِكٌ - رحمهُ الله-ما منّا إلا رادّ ومردود عليه)، إلخ، (وقالَ الشافعي - رحمهُ الله-أجمعَ الناس على أنهُ مَن استبانت لهُ سُنةُ رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يَكُن لهُ أن يدعها لقولِ أحدٍ مِن النّاس)
وقال- رحمهُ الله-: ( إذا قُلتُ قولًا يُخالِفُ قول رسول الله فاضربوا بقولي عَرْضَ الحائِط) واستمرَ فيهِ هذا الكلام إلى أنَّ قال: (وهكذا قالَ غيرهم من الأئمة كُلُّهم نصحوا النّاسَ وأَوصوهم باتبّاعِ الأدلةِ الشرعيّة) إلى أن قال: ( هذا هو موقف العلماء المُعتبرين، وهذا هو موقف طالب العلِم منهم، حتى ينشأَ على أخلاقِهِم في تقديمِ قول الله، وقولِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وترجيحِ الراجِحِ بالأدلّة، واحترامِ العُلماء ومعرفةِ أقدارِهِم والتَرضي عنهُم والترحُم عليهم، أما عُلماء السوء من الجهميّةِ والمُعتَزِلةِ وأشباهِهم، فهولاءِ يجب أن يُمقتوا).
إنسان يكتب كتاب كامِل في الدفاع عن المُعتَزِلَة والجَهميّة ويُوصَف بأنهُ عالِم وعلم من أعلام السُّنة وهو يذّم علماء الحديث قاطبة ويمدحُ جَهْمًا ويعتذرُ له!
ويمْدح عمرو بن عُبيد ويعتذِرُ له في كتابهِ، ويُسْمِيه هكذا - بِكُلِ بجاحة- (تاريخُ الجهميّة والمُعْتَزِلَة)، وبعدُ ذلك يُعتَذرُ عن هذا ؟!
والله هذا هو الضلالِ المُبين، ولئِن سكتنا عنه فذلك هو الخُسران المُبين، ولئِن سكتنا عن صاحبهِ وقائِلِه فذلك هو الضلالُ المُبين، ولئِن سكتنا عمّن يُحسِّن له، أو يُبرّر له أو يُزينهُ للناس ويُظهرهُ في أعين النّاس بأنه عالِمٌ سُنِّي سلفيٌّ أثري قد ضللنا وما نحنُ إذن من المُهتدين، فيجب أن يُمقت هذا يقول الشيخ: ( يجب أن يُمقتُ ويُبغض في الله) هذا الأول تكرههُ، تُبغِضهُ في الله، تمقتهُ على صنيعهِ ، ( وأنّ يُحَذّر الناس من شَرّهِم وأعمالِهِم القبيحة، وعقائِدِهم الباطِلة نُصحًا لله ولعباده، وعملًا بواجِب الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكّر كما تقدّم ذكرهُ واللهُ الموفق)
فيا إخوةَ الإسلام لا يهولنّكم مثل هذه المقالات الفاسِدة الكاسِدة التي لم تُبنى على الوحي، ولم تُأصّل على أصول الإسلام الصحيح فإنَّ هذا مما يُنحَرفُ به، والأخلاق والهَشاشةُ والبَشَاشَةُ، إنّما تكونُ في وجوه أهل الإسلام والإيمان، وإنّما بذلُها لأهل الباطِل حتى تستروح القلوب إليهِم فهذا من مكايد الشيطان، والآن كثيرٌ ممن يقولُ هذه المقالَة يقول: (السّلفيون ما عندهم أخلاق) وسمعنا هذا كثيرًا، وما عَلِمَ المسكين الذي يُردّدُ هذه المقالة أنهُ قد صادَهُ إبليس في فِخاخهِ، بل وقعَ الكثير في هذه الفِخاخ - نسألُ الله العافيّة والسَلامة-.
متى ينزجِر المُبطِل إذا لم يُقابَل بوجهٍ عبوس، متى ينزجِر صاحب البِدعة ويعرِف أنهُ على بِدْعة إذا لم يُقابَل بوجهٍ عَبوس، متى يكفّ من ضلّ من أهل السُنّة واتبّعَ بعض أهل الأهواء إذا لم يُهجَر في هذا الباب، ويُقطّب في وجهِه، ويُرى أنهُ ليس على الجادّة فلذلك تركناه، متى يرعوي؟
ولقد أشارَ إلى هذا العلامّةُ ابن القيّم - رحمهُ الله- فأحببتُ أن أنقل قولهُ مُلخَّصًا إليكم، وإلا فهو موجودٌ في كلام السّلف وعباراتِهِم كثير، يقولُ - رحمهُ الله- في الإغاثة (ومن أنواعِ مكائدهِ) مكائد من؟ الشيطان (ومكرهِ أن يدعوَ العبدَ بِحُسنِ خُلُقهِ وطلاقتهِ وبشرهِ إلى أنواعٍ من الآثامِ والفجور، فيلقاهُ من لا يُخلّصهُ من شرّه إلا تجهمه والتعبيسُ في وجههِ والإعراضُ عنه)، هذا الذي يُريد بالأخلاق والآداب يُريدك أن تتبعهُ على الآثام والفجور، ما يُخلّصُكَ منه ومن شرِّه إلا أن تتجّهم في وجهه وتُعبّسَ فيه، وتُريه أنكّ عليهِ غضبان وتُعرِضَ عنه، قال ( فيُحسّنَ له العدو) يعني الشيطان ( أن يلقاهُ بِبِشر) يقول يا شيخ خليك حسن أخلاق حتى مع المُخالِف! الله أكبر!
إذا كانَ الخِلاف كما قال يونس الصدفي للإمام الشافعي (يا أبا عبدالله، ألا يسعنا وإن اختلفنا في مسألة أن نبقى إخوة؟) نعم، هذا نعم على الرأس والعين، هذا من الخلاف الجائز، وكل واحِد منهم يأخذ بيد الآخر فيما يسوغُ فيهِ الخِلاف.
أما أن تأتي تُدافِع عن من يدافع عن الجَهمية،ويُحسّن أمرهم ويعتذرُ لهم وتُريدني أن نَتَّقي أنا وأنت! لا والله، تأتي وتُدافِع عن المُعتَزِلَة أو من يُدافع عنهم، ويُحسّن حالهُم وتمدحهُ، وتُريدني أن نبقى أنا وأنت في المسألة سوى، لا والله، ما يُمكن.
وهكذا بقية أهل البِدع والبِدع كلها - نسأل الله العافية والسلامة-.
فهنا لا يُخلّصكَ من هذا إلا أن تلقاهُ بهذا، واحذر أن يدخل عليك العدّو إبليس فيقولُ لك إلقهُ بِبِشر وبطلاقةِ وجهٍ وحُسن كلام، فيتعلّقُ حينئذٍ بك، وتريد التخلص منه فتعجز، كما يقولُ - رحمهُ الله- قالَ: ( فلا يزالُ العدوّ) يعني إبليس (يسعى بينهما حتى يُصيبَ حاجتهُ) حاجتهُ ما هي؟ يُقرّب السُّني إلى البِدْعي بطلاقة الوجه وهذا الذي الآن تسمعونَ نوعًا من أنواعه وفردًا مِن أفرادِهِ، وهو مُخالطتهُ للمُنحرِف لأجلِ أن يدعوه، يصير أكيلهُ وشريبهُ وقعيدهُ وصاحبهُ، ويُسافِر معه، وفي المهجَع يسكُن معه بدعوة إيش؟ أنهُ يدعوه، وإذا بهِ بعد فترة وإذا به هو الذي قد دُعي، فانحرف - عياذًا بالله- من ذلك.
قالَ: ( فلا يزالُ العدو يَسعى بينهما حتى يُصيبَ حاجته، فيدخُلَ على العبد بكيدهِ من بابِ حُسن الخُلُق)، حتى لا يقولُوا ماعندهُ أخلاق، هذا سيء الخُلُق، الناس كُلُهُم يُبغِضونه ما ترَك أحد مِن الكلام، هذه دعاوى فجّة، لكن جيئوا لنا بمن تكلّم فيهم فننظر ما السبب الذي تكلّم لأجله، أما أن يُرسَلَ الكلام على عواهِنهِ، فهذا إنّما هو من باب التهويش على السلفيين، وصدّ النّاسِ عنهُم وعن طريقتهم ودعوتِهِم، وهنا يقولُ ابنُ القيّم: ( ومِن هاهنا وصّى أطباء القلوب- يعني أهل السُّنّة- بالإعراضِ عنْ أهل البدع وأن لا يُسلم عليهم ولا يُريهم طَلاقَة وجههِ، ولا يلقاهُم إلا بالعبوسِ والإعراض) إلخ الجواب في هذا الجانِب.
فالشاهِدُ معشَرَ الأحبّة هذا الباب الآن يخلطُ فيهِ كثيرٌ من النّاس، وبعضهم بجهل وأمّا الآخرون فبسوء قَصد، ويلتبسُ على كثيرٍ من النّاس وخاصّةً طلبة العلِم، والعامّة من بابِ أَوْلى فبعضهم بسبب الجهلِ بمثلِ هذه الأقوال عن سلفِ الأمة وعُلماءِ السُّنّة، وبعضهم بسببِ هوى لا يُريدُ أن يرى ولا يُريد أن يرجِع ولو ذُكّر.
وعلى كُلِّ حالٍ صَدَق ربُنا حينما قال: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55]
﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف 103]
﴿وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [ النمل 81]، إلى غيرِ ذلك من الآيات.
فيا معشر الأحبّة لنحذَر كُلّ الحَذَر من هذه المقالة الفاسِدة التي جرّت على السلفيين وعلى الدعوة السلفيّة شرًا كثيرًا، وبلاءً مُستَطيرا.
نسألُ الله - جَلَّ وَعلا- بأسمائِهِ الحُسنى وصفاتهِ العُلى أن يُثبتنا وإياكم جميعًا على الإسلام والسُّنّة حتى نلقاه، وأن يصرِفَ عنّا وعنكم وعن سائِر المُسلمين الفِتن ما ظهر منها وما بطن، كما نسألهُ - جَلَّ وَعلا- بأسمائِهِ الحُسنى وصِفاتهِ العُلى أن ينصُرَ دينه ويُعلِيَ كلمته ويُظهِر الحقّ وأهله، إنهُ جوادٍ كريم.
وصلى الله وسلم وبارَك على عبدهِ ورسولهِ نبينا مُحمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
ونعتذرُ عن قبولِ الأسئلة حتى لا يخرجَ بنا ذلك عن ما وعدنا عليهِ إخواننا في هذا المسجِد وقد أطلنا الليلةَ عليهم شيئًا قليلا فتحمّلونا جزاهم الله خيرا.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.