بارك الله فيكم شيخنا، لعله السؤال الثامن والأخير في هذا اللقاء، يقول: والدتي لا تُصَلِّي أبدًا، ووالديّ على قيد الحياة، ونصحناها كثيرًا؛ فما هو العمل؟ جزاكم الله خيرا.
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أقول: هذا كما يقول الشاعر:
وَظُلْمُ ذَوِي الْقُـرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةُ عَلَى الْنَفَسِّ مِنْ وَقْعِ الْحُسَامِ الْمُهَنَّدِ
أظن كذا بيت الشعر، فهذه بَليّة من البلايا، أقول: إن قَدِرت على البُعدِ عنها فابتعد، بشرطِ أن تكون قد أحسنت نُصحها، وبَيَّنت لها وتَبُلُّ قرابتها منها ببلالها، كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: ((إِنَّ آلَ أَبِي أَبِي فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ، إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ، وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا)).
الشيخ عبد الله عبد الرحيم البخاري: هذه المسألة - بارك الله فيكم- الله يحفظكم شيخنا كما ذكرتم، هي سئل الإمام أحمد - رحمه الله- قريبًا من هذا السؤال وقال له السائِل: إن لي أُمًّا لا تصلي أفأهجرها؟ فقال -رحمه الله - مجيبًا قال: "ادعُها لعلّها تُصلي" يعني استمر في نُصحها ولا تيأس.