جديد الموقع

888479

السؤال: 

وهذا سائل أيضًا من الجزائر يقول: الإختلاط منتشر في بلادنا إنتشار النار في الهشيم كما يُقال، و جميع محلات العمل والتدريس فيها اختلاطٌ فظيعٌ مع وجود التبرّج والسفور وهناك بعض الإخوة يعملون ويدرّسون في هذه الأماكن ويعتبرون بأن الإختلاط قد عمّت به البلوى ويتشبّثون ببعض أقوال أهل العلم في هذا.

الجواب: 

نقول الإختلاط هو بنفسه بلوى ومصيبة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر عن فتنة النساء ووضّح ذلك غاية الإيضاح؛ فأخبر - عليه الصلاة و السلام - أنّه ما ترك فتنةً هي أشدّ على أمته من فتنة النّساء وأن فتنة بني إسرائيل أوّل ما كانت من النساء فقال - عليه الصلاة و السلام -: ((فاتّقوا النّار و اتّقوا النساء))، و أخبر - صلى الله عليه و سلم - أن المرأة عورة وإذا خرجت استشرفها الشيطان ويقول عليه الصلاة و السلام ((إياكم والدخول على النساء))، و هذا عامّ؛ في بيوتهن أو في أماكن عملهنّ. فلا ينبغي للمرء أن يكون مُختلطًا بالنساء بحالٍ من الأحوال، و الكلام بأنّ هذا عمّ وطمّ و حينئذٍ نحن مبتلين به، نحن إذا ابتُلينا علينا أن نعالج وأن ندفع بما جاء في النصوص الشرعية عن رسول الله - صلى الله عليه و سلّم -، و قد جاءت النصوص مبيّنة هذا الأمر غاية البيان فلا ينبغي الإتكال على مثل هذه الحجج الواهية فعلى  الإنسان أن يطلب لنفسه النجاة فإذا كان النار عندك الآن -كما يقول هؤلاء لهذا الأخ- عمّت وانتشرت كانتشار النار في الهشيم، فإذا كانت عمت و انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم، أنت تأتي إلى النار وتحرق فيها؟! هذا غير صحيح، هذا ما يقوله عاقل، أبدا، العاقل يهرب يطلب لنفسه النجاة والسلامة وتجده إذا كان بيته قريب من بيت احترق يشارك في إطفاء البيت الأول أو يرش الماء على بيته و يحاول جعل الحواجز حتى لا يحترق بيته فهذا فعل العقلاء أما الكلام الأول فهو قول من لا يبالي.

فالشاهد أن هذا الإختلاط مصيبة نعم، و ابتُلي بها المسلمين نعم، ولكن إذا ابتلوا عليهم أن يعالجوا بالنصوص الشرعية. وأما أهل العلم الذين نعرفهم و تعرفونهم و نثق بعلمهم و دينهم فما يفتون بالإختلاط أبدًا بحالٍ من الأحوال. نعم علماء الإخوان المسلمين إن قيل عنهم علماء نعم، و أذنابهم عندنا نعم،  فما كان بالأمس محرم عندنا ومن الثوابت أصبح اليوم مشكَّك فيه في كلّ شيء وهؤلاء لا يُستغرب عليهم لأن الذَّنَب تبعٌ للرأس، و رؤوس الإخوان المسلمين في مصر كلما قالوا قولًا تبعهم أذنابهم أينما كانوا، فهؤلاء ليسوا بعلماء و إن قيل إن عند بعضهم علم فهم أهل فتنة نسأل الله العافية و السلامة.

فينبغي للإنسان أن يطلب لنفسه السلامة و أن يطلب لها النجاة، ما يزعم أن هذا انتشر انتشار النار في الهشيم ويذهب يرمي نفسه في هذه النار فيحرق و يذهب كما يحرق و يذهب الهشيم. و نسأل الله العافية السلامة و الله أعلم. و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله نبيّنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي