جديد الموقع

888542

السؤال: 

بارك الله فيكم شيخنا، السؤال الثالث عشر: يقول السائل: هل يجوز لطالب العلم المبتدئ أن يقتني كتب أهل البدع، بحجَّة أنه إذا أراد أن يُبيِّن لشخص مثلًا، لهم يريهم إياه من كتبهم مستدلًا بفعل بعض العلماء الذين يردُّون على أهل البدع؟

الجواب: 

أنت قلت أيها السائل مبتدِئ، والمبتدئ ليس عنده تمييز، وليس عنده أهلية، ليس عنده تمييز بين الغثِّ والسَّمين، وليست عندهُ أهلية بتحرير المسألة، ومن ذلكم الرد على المخالف، هذا تناقض وخطأ فاحش اقتناء كتب أهل البدع، الناس فيه ثلاث أقسام، بناءً على الكتب نفسها:

القسم الأول: كتب المبتدعة، التي ليس فيها إلا بدعة محض، فهذا لا يحِلُّ إلَّا لعالمٍ مُتمَكِّن، ويريد الردّ على المخالفين من كتبهم، من كتب علمائهم.
فمثلًا الرافضة وسائِر المبتدعة، لو نقلنا لهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رَحِمَهُ اللهُ- أو كلام تلميذهِ ابن القيم - رَحِمَهُ الله- أو كلام الإمام أحمد - رَحِمَهُ الله- لا يقبلون، لكن حينما يكون الردُّ من كُتُبهم التي سَطَّرها عُلماؤهم هذا يُفحمهم ويُلجِمهم ويخصِمه، ومن أمثلةِ هذا "الكافي"، و"أُصول الكُليمي" أحد أئمة الرافضة.

الثاني: ما كان خليطًا  فيهِ سُنة وبدعة، فلا يحِلُ اقتَنائُهُ إلا لعالمٍ كذلك مُتَمَكِّن يُمَيِّزُ بين الصحيح والسقيم، والغثِّ والسمين، فيُفيدُ مما هو مُفيدٌ فيه، ويدعُ الباقي، مثالُ ذلكم "الكشاف للزمخشري" هذا مُفيد في الصرف والبيان والبديع والمعاني، وعندهُ ما عندهُ من الحديث، لكن الرجل مُعتزلي ويدُسُّ اعتزاله، قال بعض أهل العِلم: (إنّا لنستخرج اعتزاليات الزمخشري بالمناقيش) فهل المبتدئ يستطيع أن يطلع على هذا ؟! لا يدري عن شيئ مبتدئ كيف هذا؟!

الثالث: ما كان صاحِبهُ مبتدعًا، لكن كُتبهُ لا يدُسُّ فيها شيء، كما يقولون مُتعيّش، يُحَقِّق كتاب في الفقه، في كذا، في التفسير، وما له شُغل، ينقُل النصوص ويُقابل كما هو متعارف عليه في عالم التحقيق، فهذا لا مانع من اقتنائِهِ، ولكن الاكتفاء بكُتُبِ أهل السُّنة ودواوينهم أَوْلى وأسلم، وبهذا تعلمون أن المبتدئ لا يحِلُّ له اقتناء كُتب المبتدعة.

وثَمَّة أمر آخر، هل يصحُّ نشرها؟ الجواب: لا يصحُّ نشرها، وقد ابتُلينا بدساسين ينقلون من كُتب المُخالفين ما فيه موافقة، مثل ينقلون من حِكم التعدد لسيد قطب، ينقلون أشياء مثل في برِّ الوالدين، في كذا في كذا، ويقولون هذا الرجل هذا علامة، والرجل عندهُ بلايا وطوام، عندهُ وحدة الوجود، وعندهُ التعطيل، وعندهُ النَّيْل من بعض الأنبياء تطاول على آدم - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتطاول على موسى - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في كُتبهِ، أعني في بعض كُتبه، وعندهُ القول بخلق القُرآن، كما هو في كِتاب الظلال والحقيقة هو ليس بظِلاَل هو ضلال، والقُرآن بريءُ منه، الشيخ عبد الله بن أحمد الدويش - رَحِمَهُ الله- استخرج من هذا الكِتاب، كتاب التفسير للرجل، إحدى وثمانين ومِائة خطيئة، في كتابٍ سَمَّاه "المورد العذب الزُّلال" فتفطَّنوا يا معاشِر أهل السُّنة، لا يَغْزُوَنَّكم مسلمون في ثيابِ مبتدعة.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري