جديد الموقع

888605

السؤال: 

هذا سائلٌ يسأل فيقول: بارك اللهُ فيكم - وفيك أيضًا أيها السائل

يقول: سلامٌ عليك أقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،

ما معنى قولهُ ( الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ)؟

الجواب: 

يقول في ذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ))، فالجندُ يتعارفون فيما بينهم، فلا يأوي الجُندي إلا إلى من يوافقهُ، وينفرُ من عدوِّهِ ويُحاربهُ، فهكذا النفوس، وهكذا الأرواح، إذا تلاقت في الإيمان والأخلاقِ والأعمال الصالحةِ، تقاربت الأبدان بالمُصاحبة، هذا معناه،

إن القلوب لأجناد مجندة ... قول الرسول فمن ذا فيه يختلف فما تعارف منها فهو مؤتلف ... وما تناكر منها فهو مختلف، يقول الأصمعي - رحمه الله تعالى- : "إذا تلاقت القلوب تقاربت القلوب في النسبة تلاقت الأبدان بالصحبة"

  إذا كان القلبُ صالحًا فلا يأوي إلا إلى الصالح، وإذا كان القلبُ طالحًا فلا يأوي إلا إلى الطالِح، فأصحابُ الفسقِ مُنجرٌّ بعضهم، ومنجذبٌ بعضهم إلى بعض، وأصحابُ الصلاحِ منجذبٌ بعضهم إلى بعض، وأصحابُ البدعِ والأهواءِ منجذبٌ بعضهم إلى بعض، وهكذا كُلُّ شيءٍ ينجذبُ إلى نظيرهِ، كُلُّ شيءٍ ينجذبُ إلى نظيرهِ،

             الضدُّ يُظهرُ حُسنهُ الضدُّ .. وبضدها تتميزُ الأشياءُ

فإذا بعدت عن أصحاب الشّر عُرِفَ أنك من أصحاب الخير، وإذا اقتربت من أصحاب الشّر عُرِفْت أنك من أصحاب الشرّ، ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ)) يقولهُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي