السؤال اﻷول يقول السائل: قد عرفنا في اللقاء الماضي أن غُسل من أسلم مُستّحب، وليس بواجب، ولكن أول صلاة يُصليها، ألا يجب لها الغسل لما سبق له من جنابة؟
إذا عُلم أنه جُنُب فلا تصحّ صلاته إلا بالغُسل، وهذا يتبيّن بسؤاله أو ذكر حاله، فنأمره بالغُسل نأمره بالغسل، وإن لم يكن عليه جنابة أمرناه بالوضوء لكلِّ صلاة.
ومن هنا أقول كثير من المسلمين يسلمون على أيدي دعاة متساهلين، فيكتفون منهم بالشهادتين وهذا خطأ، فأولًا يجب عليهم -أعني الدعاة- أن يعلموه معنى لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، والعمل بمقتضاها، ثم بعد ذلك يأمرونهم بالخمس الصلوات، بحديث مُعاذ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ثم الزكاة، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم-: " إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ كِتَابِ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ َلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بذلك فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لكَ بذلك فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ ... " إلى آخر الحديث.