جديد الموقع

888633

السؤال: 

من ألمانيا يسأل ما النصيحة والتوجيه هو قد أسلم ولله الحمد قبل أربع سنوات تقريبًا، والآن شقيقهُ الصغير قد أسلم، ويقول: للأسف الشديد أمهُ غضبِت وتمنعهُ من أنَّ يتواصل مع شقيقهِ، هل يجوز لهُ أن يتواصل مع أخيهِ، وهل يجوز لأخيه أن يكذِب، ولو سُئِل من أمه هل التقى بأخيهِ الكبير أم لا؟

الجواب: 

الحمد لله الذي منَّ عليكما بالإسلام ووفقكما لذلك.

لا، صِلْ أخاكَ ولا تكذِب وفي المعاريض مندوحة عن الكذب في ديننا - ولله الحمد- وأخبر الوالِدة بالصدق ولو كانَ مُرًّا، وأخبرها أيضًا بأنَّ هذا هو الذي يأمرنا به ديننا دين الإسلام، فلا يجوز المقاطعة لهذا الأخ الذي أسلم، ولا يجوز طاعة الأُم في معصية الله - جلَّ وعلا- لأنه على المرء المُسلِم السمع والطاعة للأئمة ما لم يُأمر بمعصية، وفي الوالدين ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت 8]، قالَ - جلَّ وعلا-: ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ﴾ [لقمان 15].

فالشاهِد إذا أمراكَ بمعصية الله ورسولهِ فلا تُطع، اللهُ سبحانهُ وتعالى- قد نهاكَ عن ذلك في قولهِ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد 22-23] ولا تكُن من الذين يأمرون بقطع ما أمر الله - سبحانهُ وتعالى- بهِ أن يوصَل، فأنتَ تستطيع - بإذنِ الله- أن تجد لنفسكَ المخارِج الصحيحة التي تسلَمُ بها والصدقُ هو أعظمها، الصدق هو أعظمُها، فإذا صَدَقت فاللهُ - جلَّ وعلا- يُنجيك ويُسَدِّدك ويُعينُك.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي