من المغرب
يقول السائل : شيخنا بارك الله في علمكم ونفعنا به ، إمرأةٌ لم تصم أياماً من رمضاناتٍ لسنواتٍ عديدة ، ولم تقم بقضاء تلك الأيام تهاوناً إلى يومنا هذا، الآن تريد قضاء ما عليها وتود معرفة الحكم الشرعي وماذا عساها تفعل ؟ وجزاكم الله خير الجزاء .
أقول يجب على المسلمة وكذلك المسلم إذا اضطُرا إلى الفطر في رمضان المُسارعة إلى القضاء ، فهذا ابرأ للذمة وأحوط للدين وأحفظُ لفرض الله .
وما صنعته يا بنتي هو في الحقيقة خطأ ، لأنه يُنافي أمر الله بالمسارعة في الأعمال الصالحة {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}[آل عمران : 133]{فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}[البقرة : 148] وهذا أعني المُبادرة إلى القضاء ضمن عموم هذه الآيات ، ولكن ما دمتي أنكِ عازمةٌ على القضاء الآن فهذا دليلٌ على أنكِ تائبة من التفريط ، وأسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يُمكنكِ من القضاء فاقضي ولو مُتفرقة إذا عسُرَ عليك التتابع فالأمر فيه سعة ، فالأفضل التتابع حتى لا يكون منكِ نسيان ، ولكن إذا عسُرَ عليكِ فاضبطي ما صمتي وما بقي وصومي ولو مُتفرقة ، والله أعلم ، وليس عليكِ شيءٌ غير هذا حسب علمي وحسب ما أرجحه حتى هذه الساعة . نعم .