جديد الموقع

888709

السؤال: 

يقول السائل:أحسن الله إليكم هل النَّذر محمودٌ أو مذمومٌ في هذه الحالة: ما إن وقع المؤمن في معصية ما ونذر إذا ما وقع فيها أن يصوم ثلاثة أيامٍ أو يُصلّي ركعتين أو يُخرج صدقةً ،فهل هذا نذر محمود ما إن أوفاه أو الأحسن تركه وإن أوفاه؟

الجواب: 

أقول أولاً: ذهب بعض أهل العلم إلى تحريم النذر، ودليلهم قوله - صلّى الله عليه وسلّم-  :"إن النّذر لا يأتي بخير، وإنما يُستخرجُ به من البخيل " وهذا الذَّم ذم الفعل وهو من صيغ النهي الفرعية، والأصل في النهي التحريم لكن يعارضه إقرار النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - ما لا يُحصي من النّاذرين من أصحابه، وعن عمر- رضى الله عنه - قال:نذرتُ أن اعتكف ليلةً في المسجد الحرام في الجاهلية. فقال  رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم -:"أوفِ بنذرك".وصح أن رجلاً قال: يا رسول الله إني نذرتُ أن أنحر إبلاً ببوانة_ وهي مكان شمال يُنبُع بينها وبين مدينة أُم لِج نحوًا من أربعين -كيلومتر_. ولهذا فإنّه يُحملُ ذم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - على الكراهة وليس على التحريم ،وتحقيق القول في هذه المسألة: وجوب الوفاء على النَّاذر ما لم يكن النّذر في معصية ،وذلكم أن الله سبحانه وتعالى أثنى على الموفين بالنّذر ،وجعل الوفاء به من صفات الأبرار قال تعالى:{ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ }[الإنسان : 7]الآية.  

والخلاصة: أنه على المسلم أن يتحاشى النذر قدر المُكن، فإذا غلبه الأمر ونذر كان عليه الوفاء لما نذر به ،وإن عجز عنه فعليه كفارة وهي إطعامُ عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبةٍ مؤمنة ،وهذه الأمور الثلاثة الأمر فيها على التخيير فإذا لم يقدر على واحدة من هذه الثلاث صام ثلاثة أيام متتابعة أو متفرقة نعم .

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري