يقول هذا: ما رأيكم في منظومة السُّبل السَّوية، فإني بدأت في حفظها ولكن أخاف أن أبذُل فيها جهدًا ولا أحصل كبير فائدة؟
لأنك يا ابني الكريم و يا أخي العزيز ما عرفتها، ولكن لو عرفتها ما قلت هذا، فمادمت بدأت لا تحكم في البداية, أقل شيء توّسط حتى تعرف العمق، والحكم دائمًا بالمتوسط, وبعد أن يصل إلى هذه المرحلة -إن شاء الله- سيُغيّر رأيهُ هو بنفسه.
فهَذهِ أُرْجُوزَةٌ يَسِيْرَهْ *** جَامِعَةٌ لِجُمَلٍ كَثِيْرَهْ
جَعَلْتُهَا إِشَارَةً إِلَيْهَا *** تَدُلُّ كُلَّ رَاغِبٍ عَلَيْهَا
وَاللهَ أَرْجُو المَنَّ بِالإِكْمَالِ *** وَالعَوْنَ وَالتَّسْدِيْدَ فِي المَقَالِ
وَبَعْدُ فَالأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ *** فِيْ جُمْلَةِ الفَرَائِضِ الدِّيْنِيَّةِ
يَنْبُوعُهَا هُوَ الكِتَابُ المُقْتَفَى *** وَسُنَّةُ الهَادِي الرَّسُوْلِ المُصْطَفَى
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالكتاب قائِم على سُنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كله إشارات إلى النصوص النبوية ما استطاعَ أن ينظِمَ منها طرفًا منه وأمكنهُ أن يأتي بهِ في النظم نظمهُ، وما لم يستطَع أشارَ إليهِ إشارة، وأنا ضمينٌ لك إن حفظتها، ثُمَّ بعد ذلك علِمتَ ما احتوَت عليهِ أن تكونَ فقيهًا، ضامنٌ لك لن يضيعَ جُهدُكَ بإذن الله – تباركَ وتعالى- اطمئن.