بارك الله فيكم شيخنا، والآن نبدأَ في الأسئلة الأُخرى، السؤال التاسع في هذا اللقاء؛
يقول: أنا طالِب أدرُس في كلية الطب في جامعةٍ مختلطة، وقد أكملت أربع سنوات والباقي هو ثلاث سنوات، وللهِ الحمد والمنة تحصلّتُ على قبول في الجامعة الإسلامية، وأنا أُريد الدراسة بها لكنَّ أبي مُعارِض بشدّة، وطلبَ مني أن أُكملَ الطب، والسؤال ما هي الطريقةُ المثلى لإقناع أبي وإذا رَفَض ماذا يجب عليَّ أن أفعل؟ وجزاكم الله خيرا.
أولًا: لا شكّ أنَّ قبولَك في جامعةٍ إسلاميّة شرعيّة هذا خيرٌ لكَ من دراسَتِك الأولى لأنَّها ليس فيها اختلاط، أعني الجامعة الإسلامية، وللهِ الحمد.
ثانيًا: الطب وغيرهُ من العلوم النظرية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها، هذه من فروض الكفايات، وفي البلد من يقومُ مقامك، فدراستُك العلم الشرعي أفضل لاسيما إن كنتَ في بلدٍ لم تحكمهُ السُّنة، والبلدان التي لا تحكمها السُّنة هي جميع الدول الإسلامية إلا هذه البلدة، أرض الحرمين وما جاورهما - ولله الحمد- تحكمها السُّنة، أما بلادُ المسلمين الأُخرى فالسُّنّة ليس حاكمة لها، تحكمها القوانين، نعم في كلِ بلد من بلادِ الإسلام أُناس -ولله الحمد- هم على سُنّة وعلى خير، وعلى علِم راسِخ، وكذلك يُوجَد من هو على سُنّة وفضل وتقوى، في غير البلدان الإسلامية في دول أمريكا وأوروبا والهند وغيرها، في دول أفريقيا، فبلّغ أباكَ مني السلام، وأن يتنازَل عن هذا، هذا الشرط، الطاعةُ في المعروف، (إنما الطَاعَةُ في المعْروف) فلو كان أبي حيًّا وأمرني بمثل ما أمرني بهِ أبوك وتشدد لعصيته، وانتقلت إلى العلِم لأنَّ العلِم الشرعي هو أفضل وهو أسلم للعرضِ والدين، وصاحِبُ العلم الشرعي يُسهِم في نشرِ السُنة في بلده.