جديد الموقع

888736

السؤال: 

بارك الله فيكم شيخنا، السؤال الرابع يقول: هل يجب على طالب العلم استئذان الوالدين عند الزواج؟ وهل يجب عليه طاعتمها في اختيار الزوج؟

الجواب: 

يعني لعلّ السائل امرأة، وأنا أقول إن كان السائل امرأة فأنصحك يا بنتي ومن حضرني من بنات المسلمين ومن يستمع إلينا عبر الشبكة أن لا تعرضن أنفسكن للرجال، فإذا أشارت عليك امرأة ثقة برجل توثقه هي فاطلبي منها أن توجهه إلى وليك، فمخابئ الرجال ومكامن أحوالهم لا يعرفها إلا الرجال، كم من امرأة رضَخَت وأعانها على ذلك وحرّضها مشورة امرأة مثلها قاصرة ضعيفة، ثم بعد ذلك شَكَت الأمَرَّيْن، يا بناتي إياكنّ ثم إياكنّ ثم إياكنّ أن تَتَمردن على العُرف، إذا خُطِبتِ من رَجُل وأرادت المُشيرَة عليك به فقولي لها لا أكلمه، وإن ألحّت عليه فشدّي عليها، وأغلظي لها القول بأنك لا تكلمينه عليه أن يطرق باب وليّك، فالمرأة يا بناتي أشبه بشجرة حَسنة الثَمَر في قلعة، فمادامت متحصّنة بالقلعة فلا مطمع فيها لمحتال أو مريض أو غير ذلك، فبعض الرجال يا بناتي يصدق عليه هذا المثل (تَمَسْكَنَ حتى تَمكَّن) وبعضهم يقول (أنا والله فيّ وفيّ من القصور وفلانة إن شاء الله أنها تعينني على ديني)، نقول: مالنا شغل فيك، نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرشدنا إلى خير وأنفع لنا ولمولياتنا، ماذا قال؟ (إِذا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ) (وأنت باعترافك غير مرضي الدّين، لا، لن نزوّجك مع السلامة، تجد من يروق لك، أمّا عندي فلا تصطد في رياضنا أبدًا، بعيدة محجورة عليك)، فإذا برزت المرأة وأبرزت هانت، وقديما قالوا: (المرأة إذا لانت هانت) والقلعة هو وليّك يا بنتي فلا تخرجي عن رأيه، إذا أراد أبواك أن يزوّجاك رجلًا عَلِمْتِ واشتهر عندك أنّه ليس مرضي الدّين والخلق، فقولي لهما: أنا لا أعصيكما أمرًا، لكن ابحثوا لي عن مرضي الدين والخلق واعرضوه علي، لا أعصي لكما أمرا إن شاء الله تعالى.

أما إن كان السائل رجل فأقول له أولًا: أشعِر والدِيْك، أعلمها أنك تريد الزواج، وكَلّفهما بالخطبة لك، فإذا أرادوا أن يزوّجوك امرأة لا ترغب فيها لِسوء خُلقها أو سوء تديّنها أو غير ذلك، فارفضها وقل: (ابحثا لي، أو أئذنا لي) ، هذا ما فهمته  بارك الله فيكم- من استقراء أحوال ما يُعرضُ علي من الناس، والله أعلم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري