وهذا يسأل، يقول: كيف يستطيع طالِب العلم أن يُحقق الإخلاص لله والتواضع، وعدم حُب الشُهرَة؟
بطلبهِ للعلِم، إذا طلب العلِم فإنهُ يُورِثهُ ذلك.
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى *** وجمالُ العلمِ إصلاحُ العملْ
كلما ازدادَ من هذا العلِم وطلبهُ لله -جلَّ وعلا- وازدادَ من التعلّم أورثهُ ذلك الخشية والخوف من الله، لأنهُ كلَ يومٍ يزدادُ فيهِ اطلاعًا على ما لم يَكُن قد اطلع عليه فيحملهُ ذاك على المُجاهَدة لنفسهِ (طلبنا هذا العلِم لغيرِ الله فأبى أن يكونَ إلا لله) أول ما يبدأ الطالِب في صغرهِ،وفي أول شبابه، في المراهقة قُبيل ذلك، يُريد أن يكون كذا ويكون كذا، فإذا قرأَ النصوص المُرَغِبّة، وأكثَرَ من ذلك وتقدّمَ في الإطلاع عليها، أورثهُ هذا الرغبة فيما عند الله وإذا اطلّعَ على النصوص المُرهبّة من طلب العلِمِ لغير الله- جَلَّ وَعلا- وما أعدَّ الله لمن فعل ذلك، أو أحبَّ ذلك ما أعدّهُ اللهُ من العذاب الأليم،والنكال العظيم، فإنَّ ذلك يحملهُ على الخوف من اللهِ -تبارَك وتعالى- ويورثهُ الخشية بإذن اللهِ- جَلَّ وَعلا- فهذا الذي قالهُ سُفيان -رحمهُ الله-: (طلبنا هذا العلِم للدُنيا، فأبى أن يكونَ إلا لله) فحب الشهرة من أمور الدنيا، حب الرياسة من أمور الدنيا، لكن كلما اطلّعَ على النصوص النبوية، والنصوص القُرآنية، والتفسيرات النبوية في ذلك، فإنَّ هذا يورثهُ الخوف من الله،والخشية من الله، والرجوع إلى نفسهِ وتصحيح ما كانَ قد أَخطأَ فيهِ التصوّر وفي المطالِب.
نسألُ الله – سبحانهُ وتعالى- التوفيق للجميع.