الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد، وعلى آلهِ وصحبه أجمعين، أما بعد:
السؤال الأول:
فأول سؤالٌ نبدأَ به: ما تكلّم بهِ ابننا البارِحة، وهو ما يتعلق بالكتُب التي يعتني بها المبتدىء في طلبهِ للعلِم.
الجواب:
ونحنُ قد تكلمنا على هذا، ولكن لا مانِع فمرةً نعتذر ونُحيل على ما سبَق، ومرةً نُكرر ولا بأس.
فأقول أول ما يجب على طالِب العلِم الإعتناء بهِ كتابُ الله -جلَّ وَعلا- تلاوةً وإتقانًا لإحكامِ التلاوة، نَعني بها أحكام التجويد، وفي هذا يكفي المبتدي تُحفة الأطفال.
ثُمَّ يحفظ كتابَ الله -جلَّ وَعلا- وإن لم يتيسر لهُ ذلك، حَفِظَ ما يتيسر لهُ منه، وأتّقنّه على يدِ مُقرئ، فإنَّ القُرآن إنما يُتلقى بالعَرضِ والسماع، ثُمَّ بعد ذلك يعتني بفهم هذا الكتاب العزيز، تفاسيرهِ المُختَصَرَة المُيَسَرّة، حتى يفهم معنى كلام الله -جَلَّ وَعلا- ومن الكُتب الجميلة في هذا تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمهُ اللهُ تعالى- وقد طُبِع -وللهِ الحَمد- في مُجلَد مع القُرآن الكريم، يسهُل على طالِب العلِم حملهُ وليس بثقيل -ولله الحمد-.
ثُمَّ بعد ذلك يأخُذ في الاعتقاد ما يصحّ بهِ اعتقاده، فيقرأَ القواعِد الأربع فيحفظها لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، ثُمَّ الأصول الثلاثة، ثُمَّ كتاب التوحيد، ثُمَّ كشف الشُبُهات، ثُمَّ العقيدة الواسطيّة، ثُمَّ تلخيص الحمويّة، ثمَّ الحموية الكبرى –الأصل-، ثُمَّ يقرأَ بعد ذلكَ ماشاء من شرح الطحاوية وكُتُب الإعتقاد، لكن إنما يبتدأَ بهذا الذي ذكرنا القواعِد الأربع، الأصول الثلاثة، كتاب التوحيد، كشف الشُبُهات، ثمَّ يقرأَ الواسطية في أسماء الله وصفاتهِ، وفيها ما يتعلق بأركان الإيمان، ثُمَّ لا يضيرهُ بعد ذلك أن يقراَ المُطولات.
الحديث: يأخذ الأربعين حِفظًا، فهي أربعين جامِعَة، ثُمَّ عمدة الأحكام، ثمَّ البلوغ، ثُمَّ لا يضيرهُ بعد ذلك أن يقرأَ في كُتُب الأحكام المُطوّلَة، وفي الأُمهات،لكن المبتدأ يبدأ بهذا بالأربعين نووية ثم عمدة الأحكام ثم يأتي بعد ذلك إلى البلوغ.
في الفقه: يأخذ آداب المشي إلى الصلاة، أخصر المختصرات، زاد المستقنع، ثم لا يضيره بعد ذلك أن يقرأ في الكتب الأخرى.
وهكذا أصول الفقه: يبتدأ في أصول الفقه للشيخ محمد بن عثيمين- رحمهُ اللهُ تعالى- العلم بأصول الأصول، الورقات، للجويني، وشرحها للمحلي، هذه لابُدَّ منها للمبتدي في الفن.
في النحو: يأخذ الآجروميّة، ثم المُلحة، مُلحة الإعراب، ثم الخُلاصة التي هي الألفيّة، ألفية بن مالك.
هكذا درج طلبة العلم عندنا على هذا في التلقيّ.
أصول الحديث: يأخذ نُخبة الفكر حفظًا، مع شرحها بعد ذلك، النُزهة، ثم يأخذ بعد ذلك الباعث الحديث، ثم التدريب، تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لا يضيره بعد ذلك أي شيء قرأ.
في السيرة النبوية: الفصول في سيرة الرسول للحافظ بن كثير- رحمه الله تعالى- فإنها مُختصَرة وشاملة، ثم يقرأ بعد ذلك تلخيص ابن هشام لسيرة ابنِ إسحاق، لأنهُ سيعود إليها دائمًا، وأنصحهُ مع سيرة ابنِ هشام أن يقرأ السيرة النبوية التي كتبها الحافظ ابنُ كثير في مُقدمة البداية والنهاية، فإنهُ قد حررها تحريرًا طيبًا- رحمهُ الله تعالى-يستفيد منها المبتديء ويستفيد منها المتوسِط، ويحتاج إليها المنتهي، فإن تحريراتهُ بديعة جدًا، ويحرص على أن يذكُر مع الأحداث أحاديثها سواء كانت في الصحيحين أو في الأُمهات أو في المُسنَد، وإذا وُجِد ما يظهر من التعارض فإنه يحرص على التوفيق ويعتني بالأسانيد والكلام عليها، ويبيّن مُنكرات في الجملة، وإلا فإنه قد فاتهُ شيءٌ ولكنهُ يسير بالنسبةِ إلى ما ذكرهُ رحمه الله تعالى-.
هذا ما يتعلق بسؤالِ ابننا ولعلنا جئنا على جميع الجوانب فيه، هل تركنا شيئًا؟
السؤال الثاني:
هذا سؤال عن إحضار بعض المصلين لأبنائهم الصغار غير المميزين الذين لا يفهمون ويجعلونهم بجوارِهِم؟
الجواب:
نبّهنا على ذلك عدة مرات في عددِ من الصلوات، ولا شكّ إن الصغير، إذا كانَ مميزًا ويفهم ينبغي على وليّهِ أن يكون في طرف الصف، إذا أرادَ أن يكونَ بجوارِهِ أو خلف في الصف الثاني، أما أن يقطع بهِ صفوف الناس، ويجعله على خلف الإمام أو على يمين الإمام أو عن يساره، فإنَّ هذا خِلاف السُنّة، فإنَّ هذه الأمكنة إنما لأُولي الأحلام والنُهى، ويجب أن يُبيّن لهم ذلك ولا يزعلوا، فإن موقف الصبيان ماهو في هذا المكان، موقف الصبيان خلف الرِجال، فإذا كانوا مُميزين هذا موقفهم، فكيف إذا لم يكونوا مُميزين! ويذكر السائِل هنا أنَّ بعضهم يأتي بهم ويرسلهم إلى المسجد يُشوشون على الناس! هذا لا ينبغي، إنما يُحضَر الذي يفهم ويعلم، لكن قد يقع بعض الأحيان إحضار بعض الأولياء لهؤلاء الأولاد معهم هؤلاء الأطفال الصغار يكون اضطرارًا، قد يكون مارًا عابرًا بالمسجد وحانت عليه الصلاة- فلا يستطيع تركهُ نقول إن كان كذلك فليتأخر وليكُن هو بجانبه أو يدعهُ أمامهُ إذا كان غير مُميز، إذا كان يلعب ويذهب ويأتي، ويهمس في أذنهِ يبيّن لهُ يقول لا تفعل كذا إجلِس، فإنَّ الطفل يفهم هذا، هذا الواجِب فإذا اضطُر إلى ذلك، نعم يؤدبهُ ويوجههُ إلى هذا الامر الذي ذكرنا، أما إذا كان يأتي بهِ دائمًا وهو ليس ممن يجب عليهم هذا، أو يُندب لهم هذا فإنَّ هذا الفعل خلاف السُنة، فرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما قَال: «مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ»، هذا سن التمييز يتدّرب، لا أن يأتي بهِ وهو ابن خمس يقولك يتعوّد عالمسجِد! غلَط، النبيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمّ- أمرَّ بتدريبهِ من سبعِ سنين «وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ» فهذا يتأكد فيهِ، الوضع عليهِ فيه وإن لم يكن واجبًا لكن يتأكد فيهِ الأمر بإحضارِهِ وأمرِهِ حتى يتعوّد في هذه السِنّ، أما من كان دون هذه السِنّ، أربع سنين وثلاث سنين وسنتين، هذا غير صحيح، هذا يؤذي المُصلين، وإذا جاء بهِ إضطرارًا فعليهِ أن يُراعيهُ ولا يُشوّش على إخوانهِ.
السؤال الثالِث:
وهذا يذكر، مُلخص سؤاله: أنَّ بعض الكُتّاب يُحاول ترغيب للناس في الصلاة ببيان أنها رياضة للجسم وأنَّ فيها فوائِد من هذه الناحية، في الحركات ركوع وسجود ونحو ذلك، ففيها فوائِد صحيّة.
الجواب:
غَلَط الصلاة زكاة للروح، هي زكاةٌ للروح وصلةٌ بين العبدِ وربهِ، طيب والذي لا يركع؟ ولا يسجد؟ ممن هو جالِس على الكُرسي، ما فائدتهُ منها بناءًا على هذا، أن هذه الحركات حركات رياضية، وفيها فوائِد صحيّة ونحو ذلك، الذي لا يركع ولا يسجد ولا يقف، يؤتى به في العربانه، يُدفّ على العربة حتى يُقام في الصفّ، ما فائِدتهُ بناءًا على هذا التعليل؟ لا فائدةَ له! هذا كلام فارِغ، الصلاة هي صلةٌ بين العبدِ وبينَ ربه، مادام العبدُ يعقل فهي واجبةٌ عليه لا تسقط عنهُ بحال، إذا كان في سرير المرض لا يجد من يوضئهُ، أو يُنجيه ، يُطهرهُ فين حركاتهُ أيضًا الرياضية! أين هي!جنازَة ،إلا أنهُ يعقِل، يسمع ويعي الكلام ويفهم ولكنهُ جنازة لا يتحرك، فَكُل من خَرَج عن السَمتّ الشرعيّ لابُدَّ وأن يقعَ في الإختلال، فنحنُ نقول الصلاةُ صلةٌ بين العبد وربهِ ، وهي زكاةُ الروح فبها يزكو الإنسان، والذي لا يُصلي خبيث النفس- عياذًا بالله من ذلك، إذا كان الذي لا يصلي مع الناس الصُبح يُصبح خبيث النفس كسلان، فكيف الذي لا يُصلي مُطلقًا! أشدُّ خُبثًا لأنَّ هذا كافرٌ في أصحّ قوليّ العلماء.
فالحاصِل هذا التشبيه غير صحيح والترغيب للناس بهذا غير صحيح، قد يأتي إنسان يقولك خلاص أنا عندي حركات وأستخدم النوادي الرياضية والحمدلله الحركة حاصلة والرياضة الجسميّة حاصِلة، ماذا تقول لهُ، إذا كنت ترغبهُ بالرياضة، خلاص سقطت عنهُ!
يا ناس هل هذا الكلام أصحابهُ يَعون الذي يترتب عليهِ من المحاذير؟ أظنُ أنَّ الذي يقول هذا ما درسَ المسألة من جميع جوانبها، وإلا لما قالَ مثل هذا، ونحن الآن ذكرنا له الجناحين، الذي يُصلي وهو بغيرِ حركة لا ركوع لا سجود لا قيام وهو يُصلي، فين فائدتهُ هنا الجسمية والرياضية؟ ما في شي، وذكرنا لهُ الذي لا يُصلي ويقول لك أنا عندي تمارين، وأنا مُشترِك في النوادي الرياضية وعندي كمال الأجسام، وعندي، طيب خلاص، انتهى سقطت الحكمة، ماعاد فيه لها فائدة هذه الصلاة بناءًا على هذا، هذا كلام غير صحيح وينبغي لصاحبهِ أن يُراعيَّ نفسهُ فيما يقول، وينظُر فيما يقول.
السؤال الرابع:
وهذا يسأل، يقول: كيف يستطيع طالِب العلم أن يُحقق الإخلاص لله والتواضع، وعدم حُب الشُهرَة؟
الجواب:
بطلبهِ للعلِم، إذا طلب العلِم فإنهُ يُورِثهُ ذلك.
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى *** وجمالُ العلمِ إصلاحُ العملْ
كلما ازدادَ من هذا العلِم وطلبهُ لله -جلَّ وعلا- وازدادَ من التعلّم أورثهُ ذلك الخشية والخوف من الله، لأنهُ كلَ يومٍ يزدادُ فيهِ اطلاعًا على ما لم يَكُن قد اطلع عليه فيحملهُ ذاك على المُجاهَدة لنفسهِ (طلبنا هذا العلِم لغيرِ الله فأبى أن يكونَ إلا لله) أول ما يبدأ الطالِب في صغرهِ،وفي أول شبابه، في المراهقة قُبيل ذلك، يُريد أن يكون كذا ويكون كذا، فإذا قرأَ النصوص المُرَغِبّة، وأكثَرَ من ذلك وتقدّمَ في الإطلاع عليها، أورثهُ هذا الرغبة فيما عند الله وإذا اطلّعَ على النصوص المُرهبّة من طلب العلِمِ لغير الله- جَلَّ وَعلا- وما أعدَّ الله لمن فعل ذلك، أو أحبَّ ذلك ما أعدّهُ اللهُ من العذاب الأليم،والنكال العظيم، فإنَّ ذلك يحملهُ على الخوف من اللهِ -تبارَك وتعالى- ويورثهُ الخشية بإذن اللهِ- جَلَّ وَعلا- فهذا الذي قالهُ سُفيان -رحمهُ الله- (طلبنا هذا العلِم للدُنيا، فأبى أن يكونَ إلا لله)فحب الشهرة من أمور الدنيا، حب الرياسة من أمور الدنيا، لكن كلما اطلّعَ على النصوص النبوية، والنصوص القُرآنية، والتفسيرات النبوية في ذلك، فإنَّ هذا يورثهُ الخوف من الله،والخشية من الله، والرجوع إلى نفسهِ وتصحيح ما كانَ قد أَخطأَ فيهِ التصوّر وفي المطالِب.
نسألُ الله -سبحانهُ وتعالى- التوفيق للجميع.
السؤال الخامس:
هذا يقول: إمام راتب، ويستلمُ على ذلك مُرتب، يعني موظف، ولكن في بعض الأحيان أُصلي في مسجد آخر لحاجةٍ، فهل عليَّ شيء؟
الجواب:
إذا قامت حاجة بَعُدَت بكَ، أبعدتكَ عن المسجد فعليك قبل أن تذهب أن تُنيب من يقوم عنك، فيؤدي هذا العمل، ولا تُضيّع المسلمين الذين هُم في ذمتِك.
السؤال السادس:
وهذا يقول: في قريتهم بُنيَّ مسجدٌ على أرضٍ مغصوبة، فما حُكم الصلاة فيه؟ وهل يأثم من يقصِد هذا المسجد ليُصلي فيهِ مع أنّ علمهِ أنهُ بُنيَّ على أرضٍ مغصوبة؟
الجواب:
أقول أولًا فيما مضى إن شاء الله- الصلاة صحيحة، وفي ما يُستقبَل يجب عليهم، على أهل المسجِد هذا أن يسترضوا أهلَ هذه الأرض، فإما أن يَهَبوها، وإما أن يدفعوا لهم ثمنها يُرغّبوهم في هبتِها لله - تبارك وتعالى- وأنَّ هذا في مصالِح المسلمين، واللهُ قد أعدَّ لهم الأجر العظيم في ذلك ويُشارِكون في الأجر من بنى هذا المسجِد، فإن رَغِبوا في هذا الأجر ووهبوها، فالحمدلله وإلا ارضوهم بدفع المالِ لهم، وإلا هُدِمَ المسجد، ومن علِم من الآن فصاعِ أنَّ هذا المسجِد مبني على الأرض المغصوبة فلا يُصلي فيه بعدما عَلِم.
السؤال السابع:
هذا سؤال عائِم: كيف يتعامل طالب العلِم السلفي مع ابنهِ الذي عمره ثمان سنوات تقريبًا؟
الجواب:
يتعامل معهُ في ماذا؟ يعني هل تركَ واجبات، وفعلَ أشياء مُحرّمَة، أو نحو ذلك، على كُلِ حال يُعلمهُ في هذه السنّ ويُرغبهُ، والضرب من طُرُق التربية، فإنَّ النبيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أذِنَ فيه، وأَمرَ به لقولهَ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لعَشْرٍ»، في الصلاة، فابنكَ إذا بلغ عشر ولم يأتي للصلاة، أو تكاسَلَ عنها بعض الأحيان، تضربه فالضرب تأديب، وهو من طُرُق التربية.
السؤال الثامِن:
وهذا يسأل أيضًا سؤال آخر -نفس صاحبة بخطٍ واحِد-: الضرب للابن ذي الثمان سنوات على وجهِ؟
الجواب:
لا يجوز الضرب على الوجه، لا لذي الثمان، ولا لذي الثمانين، ما يجوز الضرب على الوجه أبدًا، لأنَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ– نهى عن ذلك، وقال: «فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»، فلا يجوز الضرب على الوجه، يحرُم.
السؤال التاسِع:
الصغير أيضًا أبو الثمان سنوات نفسه، -الكلام كله على أبو ثمان سنوات اليوم-، يعني: هل يمنعهُ من السلام على الأجنبيات مثل زوجة خاله أوعمّه.
الجواب:
الله -جلَّ وعلا- قد حدّ لنا في الصغار بقولهِ ﴿أوالطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور:31] فالصغار الذين لا يعرفونَ العورات لا بأس بأن يُقابلوا النساء، كان أنس بنُ مالِك -رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُ- يدخل على زوجات النبي -صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ– وهو صغير حتى إذا كَبِر وقاربَ الإحتلام حجّبهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ– أمرهُ أن لا يدخُل، فمدام في هذه السن، إذا كانَ لا يعرف هذه الأمور، والطفل الذي لا يعرف هذه الأمور يجوز لهُ أن يدخل على النساء، وأن يرى النساء لأنهُ لم يبلُغ مبلغ الرجال الذي يُخافُ على النساءِ منهُ.
السؤال العاشر:
يقولُ: هناك رجل مُبتَعث للدراسة على حساب الدولة، ثم رجعَ ولم يُكمِل، يعني لم يُكمل الدراسة، ونزلت لهُ منحة ثلاثة أشهُر لم يدرسها، وكانَ قبلها موظفٌ في قطاعٍ آخر، وعندهُ رواتب لم تُصرَف له، فيسأل هل يأخذ هذه المنح بدل تلك الرواتِب؟
الجواب:
لا يأخُذ هذه المِنَح، ويُطالِب برواتبهِ، أما المِنَح فلا يأخذها، لأنها صُرِفت لهُ على اساس أنهُ مُبتَعَث، وقد قطعَ الإبتعاث ورجع، فلا حقَّ لهُ فيها.
السؤال الحادي عشر:
هذا يسأل سؤال آخر أيضًا، يقول: إنَّ رجلًا تُوفيَّ وترك زوجةً وأولادًا وعند هذا الرجل المتوفى منزل ومزرَعَة أخذهما من الدولة لغرض الإنتفاع من الزراعة ونحوها، يعني المزرعة ببيتها، فأحد الأولاد يُريدُ أخذَ البيت ووالدتهُ غيرُ موافقة، مع العلِم أنه يملكُ بيتًا وعقد الدولة مُستَمِر.
الجواب:
هذا البيت لا يكونُ لهم حتى ينتهي دفع الثمن للدولة، أو إن الدولة تتنازل عن ما بقيَّ مِن القيمة، أو ترد لهم ما تقدم عندها مما دفعهُ ذلك المتوفى من أقساط، فإذا كانت الصورة الأولى بمعنى أنهم أكملوا للدولة أقساطها، اقتسموهُ قسمةَ الميراث، للزوجة الثُمُن، والباقي للأولاد للذكرِ مثل حظّ الأُنثيين، وإن لم تفعل الدولة ذلك أرجَعَت لهم ما كانَ قد دفعَ من مال، وَثَمّنت لهم البيت والزراعة التي في الأرض، وإذا أخذوا الثمن أضافوه إلى ما أعادتهُ إليهم واقتسموهُ ميراثًا بينهم على نحوِ ما ذُكِر.
السؤال الثاني عشر:
هذا يقول: ما صحة قول من قال: "أنا نسمع للدعاة المجروحين ونأخذ منهم الحقّ ونترك الباطِل".
الجواب:
لستَ بحاجة إليهم ولله الحمد، المجروحين يُتَجنب الرواية عنهم، ويُتَجَنب الأخذ عنهم، لستَ بحاجة إليهم -ولله الحمد- وقد أغناكَ اللهُ بأهلِ السُنة، وفيهم الكفاية والغُنيّة -ولله الحمد- وهُم مأمونون ولم يُعدموا ولله الحمد- حتى تقول بهذا القول وتذهب إلى أهل الأهواء.
السؤال الثالث عشر:
وهذا يسأل عن تعدد الزوجات: من باب الرُخَص أم من باب السُنة؟
الجواب:
هذا رُخصة لك، إذا كانَت لك حاجة في الزواج بأكثر من واحدة لا جُناح عليك بشرط العدل، أما إذا خشيت أن لا تعدل فالواحِدة هي الأصل، حتى تسلمَ من الظُلم، لأنَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد بيّن حال من كانَ لهُ أكثر من زوجة ومالَ مع إحداهُنَّ ولم يعدل بينهُن إلا أتى يوم القيامة وأحد شقيّة مائِل.
السؤال الرابع عشر:
هذا يقول: هل يصحّ أنكم تثنون على شرح ألفية السيوطي لعلي الحلبي؟
الجواب:
وأنا أسال لهُ شرح عليها؟ صحيح، لا علمَ عندي، أسألُ، ما علمتُ بهِ إلا منك، إما وإلى ساعة السؤال ما علمتُ بهِ، فكيف يُنسبَ إليَّ ما لم أعلم بهِ!
السؤال الخامس عشر:
وهذا يسأل: هل عندما نزور قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نرفع أيدينا للسلام عليه؟
الجواب:
لا، وإنما تقولُ بالكلام السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، كما كانَ عبدالله بن عمر -رَّضِيَ اللهُ عَنْهُما- يفعل هكذا في السلام عليهِ- صلوات الله وسلامهُ عليه.
السؤال السادس عشر:
وهذا يسأل عن الحدادية.
الجواب:
ما أكثر الكلام فيهم، يحتاجون إلى يوم كامِل.
السؤال السابع عشر:
هذا يسأل عن المصحف المُشقق والممزق: هل يجوز حرقه؟
الجواب:
لا، أنا أقول لك، إذهب بهِ إلى المُجَمَع، المجمَع عندهم قسم لاستعادة التالِف، تَسلمهُ إليهم وهم يتولونهُ.
السؤال الثامن عشر:
هذا يقول: ما الأفضل أن أُصلي راتبة صلاة الفجر في بيتي، لكني حينئذٍ أتأخر عن الصف الأول، أوآتي المسجد مُبكِرًا وأُصلي في المسجد؟
الجواب:
لا، تعالى مُبكّر وصلي في المسجد.
السؤال التاسِع عشر:
وهذا يسأل: بمن تنصحونَ ببلاد شنقيط.
الجواب:
ما أدري.
السؤال العشرون:
وهذا يسأل، يقول: هو طالبٌ جديد في الجامعة الإسلامية ويُريد نصيحةً لأنهُ مُقصِّر جدًا.
الجواب:
إن شاء الله تعالى تبدأَ الدراسة وترى مقدارَ عَزمِك وقوتك لا تحكم على نفسِك من الآن، بإذن اللهِ -تبارك وتعالى- ما يكون إلا كُل خير.
وصلى اللهُ وسلّمَ وبارَك على عبدهِ ورسولهِ نبينا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.