أحسن الله إليكم شيخنا، السؤال السابع في هذا اللقاء، يقول: إذا كان الإنسان كافرًا هل يُحكم عليه بدخوله النار وتعيينه؟ مثل أن يقول الرجل فلان كافر فإن مات على ذلك دخل النار؟
هذا صحيح، هذا ليس فيه خلاف بين أئمة العلم والدين والإيمان، وإنما هذا سمعناه من المتحذلقة يقول: الكافر هو كافر عندك أنت، في علم الله لا ندري! نقول: هذا تقسيم لا أصل له، من ماتَ على كفرٍ فهو كافر، من أدلة ذلك أن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا وعد عمه أبا طالب بالإستغفار له، نهاهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ} [ التوبة 113]، وقال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:((مَنْ مَرَّ عَلى قَبرِ مُشْرِكٍ يَعْرِفُه، فَليَقل: يَا فُلان بن فُلان إني أبشِّرك أنَّك مِنْ أَهْل النَار))، نعم هذه حذلقة، من مات من أساطين الكفر على كفرٍ كفرناه ولا كرامة عين.
وكذلك من مات على بِدعة مُكَفِّرة، قُلنا مَات ضالًّا مبتدعًا على بدعة مُكفرة، ومن مات على بِدْعه مُفَسِّقة، قُلنا مَاتَ على بِدْعه مُفَسِقّة.
الحكم الأخروي ما نتدخل به ولا كُلِّفنا نقول كذا، نقطع، ومن أصول أهل السُّنة لا يقطعون لأحد مات على القِبْلَةِ، أُنظروا (لأَحَدٍ مَاتَ عَلى القِبْلَةِ) بِجَنَّةٍ وَلاَ نارٍ، ولكنهم يرجون للمحسن الثواب، ويخشون على المُسيء العِقاب، أُنظر (أَهْل القِبْلَةِ) يعني المُصَلِّين.
والإمام أحمد -رحمه الله - أتى بقيد جدًا، قال: "وَمَن مَاتَ مِن أَهل القِبلة مُوحِدًا، يُصلى عَليهِ، ويُستغفر له" إلى آخر ما قال- رحمه الله- انظروا (موحدًا)، لكن من مات على القبلة يُصلي لكنه (مُشرِك)، مات يُصَلِّي ويصوم ويحج لكنه مُشرك اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ -إذا بَلَغته الحُجَّة قُلنا: مات كافرًا وإن صَلَّى وصام.