جديد الموقع

888790

الجواب: 

الشيخ: الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى، ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أصحابه وسلم تسليمًا مزيدا. 

أما بعد..

فجلسة اليوم تتضمن شيئين:

أحدهما: قراءة حديث جابر، وهو في صحيح البخاري في كِتَاب الِاعْتِصَامِ منه، وحديث جابر أوله «جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

والآن الأمر الثاني، يُرجى حتى يحضر الشيخ عبدالله بن عبدالرحيم البخاري، وإذا لم يحضر فيرجى إلى جلسة أخرى-إن شاء الله تعالى-، وإلى الأمر الأول، تفضل يا شيخ عبدالواحد، حديث جابر.

 

القارئ: بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله  وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد..

فاللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالدينا وللسامعين.

قال الإمام البخاري-رحمه الله تعالي-في صحيحه في كِتَاب الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، (باب الاقتداء بسنن رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: حدثنا محمد بن عبادة قال أخبرنا يزيد حدثنا سليم بن حيان وأثنى عليه حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ ، حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ:«جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ نَائِمٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ فَقَالُوا : " إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ نَائِمٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ "، فَقَالُوا " مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً، وَبَعَثَ دَاعِيًا فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنْ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلْ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ الْمَأْدُبَةِ "، فَقَالُوا : " أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا "، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : " إِنَّهُ نَائِمٌ "، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : " إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ "، فَقَالُوا : " فَالدَّارُ : الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ». تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ جَابِرٍ، خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

   

الشيخ: والكلام على هذا الحديث فيما تضمنه من وجوه، الوجه الأول: خصّيصة من خصائصه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتلكم الخصّيصه أنه تنام عينه ولا ينام قلبه، وقد أحصى الحافظ-رحمه الله تعالى-بعض خائص النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -في الكلام على حديث جَابِرٍ بْن عَبْدِ اللَّهِ - رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُما-عن النَّبِي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –قال: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُن أَحَدٌ قَبْلِي»، ثم ذكرأن بعضهم ذكر ستين خصيصة،من خصائصهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -ثُمّ قال- أي الحافِظ-بعد ذلك:

(والذي يتتبع السُنة أونحوه يجد غير ذلك)، والمقصود، أن خصائصهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أكثر من أن تُحصى، وبعضُ خصائصهِ أو جُلُها هي تنبيهٌ للأمة، إلى أن يقتفوا أثره، ويتمسكوا بسنته، ويدعوا ما عداها من أراء البشر، فالكتاب والسُنة معصومان، وأما أقوال البشر، فليست بمعصومة، وهي على ضربين.

 أحدهما ما وافق الكتاب والسُنة، فهذا مقبول، والآخر ما خالف الكتاب والسُنة وهذا مردود، ويجدر التنبيه إلى مَيّزة من مَيزات أهل السُنة والجماعة، أنهم يزنون ما ورد إليهم، ووفد إليهم من أقوال الناس وأفعالهم بميزانين، أتدرون أيها الحضور والمستمعون ما ذلكم الميزانان؟ إنهما النص والإجماع، فمن وافقَ نصًّا أو إجماعًا قُبِلَ منه، ومن خالف نصًا أو إجماعًا فمردود على قائلهِ أو فاعلهِ، وإن كان إمامًا من أئمة أهل السُنة.

و هاهُنا مسألتان،المسألةُ الأولى وهي كثير ما يعرفها المتحذلقة المُتحيلة المُتلمسة أهل الشُبه، هل يُقبل الحقُ من كُلِ أحد؟

نقول جوابًا على هذه الشُبهة وأحيانًا يُعبرون عنها بقولهم (خذ الحق ممن جاء به)، أقول وسواءًا ذي أو تلك نقول :

أولًا الأصل أنهُ لا يُطلب الحقُ إلا من أهل الحق، وعلم الشريعة لا يُؤخذ إلا عن أهل الشرع الراسخين في العلم المُتمسكين، بالسُنة هذا هو الأصل.

الثاني ما وافق السُنة بعد عرضهِ عليها، يعني ما جاءنا من كافر أو مُبتدع، غير صاحبِ سُنة، فهذا له حالتان:

إحداهما: أن يوافق السُنة فنقبلهُ، والأخر ما يُخالف السُنة فنرده- وإن شئت- قُل قبول الحق له حالتان، حالة طلب و إلتماس، و جِد وبحث فهذا لا يُقبَلُ إلا عن صاحب سُنّة، فتفطنوا، أساس أهل الشرع هم أهل السُنة-ومن هنا- لك أن تقول أهل الشرع قسمان، قسمٌ صاحب سنه فهذا هو طُلبتنا، وماعنده بُغيتنا، والآخر وإن كان صاحب شرع لكنهُ مُبتَدِعٌ ضال.

الثاني من طُرق الحقّ الموافقه، يعني إن كافرًا أو مبتدعًا جاءنا بما يوافق السُنة، فنحن نقبله، هل هذا لذات ذلكم الذي جاء، أو لإصابته، أعيد السؤال ثم أطلب الإجابة، هل ذلك لذات الشخص الذي جاءنا بحق، أو لإصابته السُنة؟ لإصابته السُنة.

فمثلًا، لو قال كافرٌ قرأنا في التوارة، هذا يهودي أو قال نصراني، قرأنا في التوراة أنَّ السموات سبع وإنَّ الاراضين سبع، وأمر الله يتنزل بينهن، هذا صحيح أو ليس بصحيح؟أجيبوا؟ هذا صحيح، ويؤيده ماذا؟ قول الحق تبارك وتعالى: ﴿اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾ [الطلاق: ١٢] هذا اليهودي أو النصراني قائل المقولة لا كرامة له، عندنا كافر ملعون، كافر لكن قبِلنا هذه المقولة منه، لأنه أصاب فيها سُنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وراجعوا إن شئتم صحيح البخاري كتاب التفسير، تفسير سورة الزمر عند قوله- تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر 67] الآيه، حديث ابن مسعود، وقد يُقطِع البُخاري الآيه -رحمه الله- ويُبوّب على شطرها الأول وشطرها الثاني، تتبعوا حديث ابن مسعود له قصة- ومن أحيل على مَليء ماذا؟ فليتبع أحلناكم على مَليء- بارك الله فيكم - أملى من عُبيد وأملى من ألوف مثل عبيد، ومشائخه، سمعتم.

هذا هو الوجه الأول، الوجه الثاني أنه لا طريق يسلكه المرء كي يتوصل إلى الجنة بأقواله وأعماله إلا طريق من؟ طريق محمد – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- سمعتم، الْمَأْدُبَةِ الجنة، وَالدَّاعِي من هو ؟ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من أَجَابَه أكل من الْمَأْدُبَةِ ،وقال فَمَنْ أَطَاعَه أَطَاعَ اللَّهَ، ومن عصاه عَصَى اللَّهَ.

إذن، أهل البدع عُصاةٌ لله ولِرَسُولهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-لأنه لم يتابعوا في أقوالهم وأعمالهم السُنة، وإن قال فلان أو عِلان صاحب سُنّه لكن عنده بدعة واحدة من صغار البدع، قُلنا عندنا هو مبتدعٌ ضال، وهذا ما قرره أئمة أهل السُنة.

وأذكرُ عبارة للإمام أحمد -رحمه الله- ذكرها في أصول السنة، خُلاصَتها أنَّ من السنن اللازمة التي لم يؤمن بها كلها، لم يكن صاحب سُنة، أو قال لم يكن من أهل السنة، سمعتم؟ أيها المسلمون والمسلمات بدعة واحدة، يُحكَم بها على من اتصف بها بأنه مبتدع ضال، حتى يتوب إلى اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- ولا تنسوا ما قررناه ميراثًا عن الأئمة -رحمهم الله- أنه لا يُحكم على المرء ببدعة أو فسق أو كُفر، حتى تبلغه الحجّة الرسالية، والله يشهد والملائكة يشهدون ومن حضر مجالسي، لاسيما المُكثرون، يعلمون هذا مني أليس كذلك؟

القارئ: بلى.

الشيخ: وهذا ليس من كيسي ولا من جيبي، هذا ما ورِثناه من السُنة، وعن أئمة السُنة- رحمهم الله، بدءًا من الصحابة إلى الموجود اليوم -ولله الحمد- من علمائنا الذين هم راسخوا القدم في السنة.

الوجه الثالث قوله: «فَرقٌ بَيْنَ النَّاسِ» وفي رواية: «فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ»،قال الحافظ رحمه الله:"وكلاهما مُتَّجه" يعني صحيح وهذه الجملة وحدها كافية في صفع وجوه من يُزهّدون في الردود، ويتحاملون على أهلها، من المتحذلقة والمتحزبة والمغفلين، ممن ينتسب إلى السنة،

«فَرقٌ بَيْنَ النَّاسِ» أو «فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ»، وخذوا مثالًا واحدًا من الكتاب وآخر من السُنّة، فمن الكتاب قوله –تعالى:﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان:1]، يعني بالْفُرْقَانَ، وَ(الْفُرْقَانَ) هو القرآن، ومن كانت له عناية بالقُرآن تلاوةً وتدبرًا يعلم هذا يجد أن الله -سبحانه وتعالى- فرّق بين أوليائه وبين أعدائه فيما لا يحصى من التنزيل.

وأما السُنّة، الحديث الذي أشار إليه أخونا وصاحبنا وتلميذنا إمامنا الشيخ عبد الواحد ابن هادي ابن أحمد المدخلي: «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً»، قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «الْجَمَاعَةِ»، فسرها الأئمة بقولهم: «الجماعة ما كان على الحق وإن كنت وحدك»، فالأمة قسمان: هالك وناجي، فالهالك ثنتان وسبعون فرقة قال: «كُلُّهَا فِي النَّارِ»، والقسم الناجي هم«الْجَمَاعَةِ»: الذين هم على السنة المحضة الخالية من شوب البدعة، وإن كان فيهم ما فيهم من الفسق، نعم هذا مثال، وتذكرت الآن مثالاً آخر أقول حذّر رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الخوارج ولم يكونوا حينئذ، وحذر من الْقَدَرِيَّةُ ، في حديث حسن بمجموع طرقه، قال: «هُمْ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ» وحذّر من الدجال، وحذّر من جميع أهل الأهواء، قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهذا الحديث الذي أتلوه قاعدة فالزموها يا أهل السُنة، رجالكم ونسائكم «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي نَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ». أخرجه مسلم في مقدمة صحيحة، والبغوي وحسنة، وأخرجه غيره، والمقصود أنه يجب على صاحب السُنة إذا كانت له قدرة أن يُفاصل البدع وأهلها، وإن لم تكن له قُدرة، وكانت شوكة أهل البدع قوية، وكفتهم راجحة، فليرُد البدع، ولا يخشى في الله لومة لائم حتى يُمنع ويُقال له لا تتكلم .

وأذكر مقولة جامعة - لعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ-رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُما - أخرجها عنه الأئمة قال: (قَالَ وَاللَّهِ مَا أَظُنُّ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَى الشَّيْطَانِ هَلاكًا مِنِّي فَقِيلَ وَكَيْفَ ؟ قَال وَتَحدْثالبدعَة فِي مَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبٍ فَيَحْمِلُهَا الرَّجُلُ إِلَيَّ فَإِذَا انْتَهَتْ إِلَيَّ قَمَعْتُهَا بِالسُّنَّةِ فَتُرَدُّ عَلَيْهِ) .

معاشر السلفيين من المسلمين والمسلمات، كُلُ صاحب بدعة يجهر بنِحلته فالإخواني يقول أنا من الإخوان المسلمين، والتبليغي يقول من جماعة التبليغ، وهكذا، كُل جماعة من الجماعات الدعوية الحديثة، التي

كلها على ضلال في أصولها وقواعدها لأنها تستمد قواعدها وأصولها من مؤسسييها ومُنظريها، فلم أنت تدس رأسك ؟!

لم لا تقول أنا صاحب سُنة؟ أنا سلفي؟

وهاكَ -إن شاء الله- ما يشتد بهِ أزرك، وتقوى بهِ عزيمتك، وترفع عقيرتك، بما هداك الله إلىه من السُنة، السَلَفية مجمعٌ عليها ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه)، يعني قال سلفي، (بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق) إلى آخر المقولة راجعوها -بارك الله فيكم- في مجموع الفتاوى لابن قاسم، الجزء الرابع الصفحة التاسعة والأربعين بعد المئة،149.

وبهذا القدر نكتفي بالتعليق على هذا الحديث، ولا أدعي أني استكملت جميع عباراته شرحًا وتحليلًا، لكن هذا هو جَهدي في هذا الوقت، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هاته تعليق الإمام الألباني- رحمه الله-.

 

القارئ: بسم الله، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الإمام الألباني - رحمه الله - في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، الجزء السادس، صفحة سبع مائة وواحد وثمانين، قال: ففي الحديث دليل صريح أن التفريق ليس مذمومًا لذاته، فتنفير بعض الناس من الدعوة إلى الكتاب والسُنة، والتحذير مما يحالفهما من محدثات الأمور، أو الزعم بأنه ما جاء وقتها بعد، بدعوى أنها تنفر الناس وتفرقهم جهل عظيم بدعوة الحق، وما يقترن بها من الخلاف والتعادي حولها كما هو مُشاهد في كل زمان ومكان، سنَّةَ الله في خلقه، ولن تجد لسنَّة الله تبديلاً ولا تحويلاً، ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾. انتهى كلامهُ يا شيخ.

 

الشيخ: المقصود بالاختلاف هنا الاختلاف الشرعي، لا الاختلاف القدري، القدر العباد لا محيص لهم عما قدّره الله عليهم، ومن ذلك أنه خلق للجنة أهلًا، أهلًا لها، خلق لها أهلها، وهم في أصلاب آبائهم، و خلق للنار كذلك خلقًا هم أهلها وهم في اصلاب آبائهم، لكن المقصود الخلاف الشرعي، والذي يجب على المسلم لا سيما العلماء والأئمة أن يُبينوا للناس الحق، فالخلاف بيننا وبين المبتدعة خلاف شرعي، يعني ضمن الخلاف الشرعي وكل صائرٌ إلى ما قدره الله عليه، لكن نحن نتعامل معهم بردّ الخلاف في سُنة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وترويجهم البدع، ونشرها، والدعوة إليها، وتحسينها للناس، نرد عليهم بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.

 

القارئ: أحسن الله إليكم وبارك الله في علمكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين، وأطال عمركم على طاعة الله على عافية وخير.

 

السؤال الأول:

هل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هو أول من قال بتوحيد الألوهية ولم يسبقه بهذا أحد.

الإجابة:

أقول التوحيد جاء في الكتاب، وفي سُنة رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -ومن خصّه ببحث أو تقرير فهو مُتبّع ومُقتفٍ للكتاب والسنة وللأئمة بعدهم، فالتوحيد الذي تنازع الناس فيه مع الأنبياء هو توحيد العبادة، لا توحيد الربوبية، قال تعالى:﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [ الأنبياء : 25] انظروا قوله:﴿لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا﴾ يعني لا إله إلا الله، أقول والمشركون لم يجادلوا أنبيائهم بدًا من نوح أولهم، إلى محمد خاتمهم- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليهم أَجْمَعين- في توحيد الربوبية، في الخَلق والرِزق، والإحياء والإماتة لم يُجادِلوا فيها، وإنما جادلوا في العبادة، فكل نبي أول ما يقرعُ بهِ أسماعَ قومه يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ، فلو قالت الأنبياء -عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لأُممهم يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ لم يكُن هناك خِلاف ولا مُصارمة ولا مُقاطعَة نقول ولا حَزّ رؤوس، نقول نعم نعبد الله ، بارك الله، حياك الله، نعبد الله، لكن قاصمةُ الظهر على المُشركين ماهي؟ (مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) قالوا لا، إذن، أَتَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، هكذا قالوا، وقالت مُشرِكة قُريش﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص 5]، فالمُشرِكون يعلمون أنَّ من قالَ لا إله إلا الله، أنه لا يريد الخلق، ولا الرزق، ولا التدبير، ولا إنزال المطر ، لا، لو كان هذا لقالوها، لكن يعلمونَ أنَّ من قالها خلعَ كُل معبودٍ سوى الله، فإذن ليس شيخ الإسلام بن تيمية، ولا الصحابة، بل الذي جاء بهِ من عند الله محمد- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفي الحديث القُدُسي الذي أخرجهُ مسلمٌ في صحيحه عَنِ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ- رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُ -قال يَقُولُ اللَّهُ تعالى: «وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ فَأتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ , وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا» الحديث (رواه مسلم) (2865). فتوحيد الألوهية هو توحيد الفطرة، فبيّن آدم ونوح- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عشرة قرون لم يَكُن فيها إلا التوحيد الخالِص لله- عَزَّ وَجَلَّ- ثُمَّ بعد هذه العشرَة قرون الناس تناسوا يعني تمآلأت شياطين الجن وشياطين على الناس حتى نَسوا توحيد الألوهية، وبقيَّ معهم توحيد الربوبية.

 

السؤال الثاني :

يقول: أحد الدعاة أنَّ هناك أحد الدعاة المتخرجين من الجامعة، قالَ لا يلزَم كون الأُمة أن تفترق إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة أنَّ غالب الأُمة على ضلالة بل قد يكون أن الفرقة الناجية هُم الغالِب، فهل هذا صحيح؟

الإجابة :

هذا من الذين أطعمتهم الجامعة الطعام الطيب فرموه وراء ظهورهم، وصاروا يأكلون من الروث والجيّف ، الجامعة بريئة منه، هذا كذّاب، هذا نصُ محمد- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبرَ عن حال الأمة وافتراقها فالحديث صحيح، صريح، وتَقَبلهُ أهلُ السُنّة، وعدوه في أصولِهِم رغم أنفهِ، وأنا أعلم أو أحكي لكم ما سمعت، سمعتُ هذا عن قول الدكتور عبدالله بن محمد الجُكَني الشنقيطي، محمد الأمين- رحمهُ الله-فإنهُ علمٌ من أعلام السُنة، لكن ابنهُ هذا علمٌ من أعلام البِدع، قُطبي إخواني مُحترق، أقولها ول غضاضة.

ومن أقوالهِ الفاسِدة الفاجِرَة قولهُ (وما يُدريك لعل جاء الجهم بن صفوان حطّ رحالهُ في الجنة) عجيب! أجمعَ المُحققون على كُفر الجهم بن صفوان، وهذا يقول (وما يُدريك لعل جاء الجهم بن صفوان حطّ رحالهُ في الجنة) هو أنا بدا لي أنه يستقي من القاسمي المعروف، محمد جمال الدين القاسِمي ابن محمد سعيد الحلاّق هكذا، ثُمَّ قالَ عن نفسهِ الشافعيُّ مذهبًا -والله أن الشافعي بريء منه-، الأشعريُ عقيدةً، الخلوتي طريقةً، مخبّص، مخبط نسأل الله العافية والسلامة، تابِع.

 

السؤال الثالث:

يقول: يوجد مسجد وبه ساحة تابعة ، تابعة للمسجد، ويستغلونها كموقف للسيارات في أوقات الصلاة لضيق الشارِع، والآن أصحاب الحي يُريدون أن يبنوا في هذه الساحة محطة كهربائية لضعف الكهرباء في تلك المنطقة، مع العلم أن المسجد لن يستفيد من هذه المحطة، بل الذي يستفيد منها أصحاب المنطقة المجاورين للمسجد، أفيدونا بارك الله فيكم.

الإجابة :

هذ يُنظَر له من جهتين، الجهةُ الأولى أن يكون المسجد ضيقًا ولابُد لهُ من هذه الساحة، ولو في المواسِم في الأوقات التي يتكاثر فيها الناس، هذا لا يجوز البناء فيهِ بحال أبدًا، الثاني أن يكون المسجد واسعًا لا تؤثر عليه هذه المحطة فهذا لابُد لهُ مثل من إذن الجهة المُختَصة، فإن كانَ المسجد أهليًا يُستأذنُ من إدارة المسجد، وإن كانَ المسجد حكوميًا يُستأذن من الشؤون الدينية.

 

السؤال الرابِع:

يقول: إذا كنا مُسافرين في الغرب والسائِق غير مسلِم فلا يقف من أجل أن نُصلي، ونحن نخاف أن يفوتنا وقت الصلاة فهل يجوز لنا أن نُصلي قعودًا غير مُتجهين إلى القبلة وهذه القضية تحصل أحيانًا عندما نسافر بالحافلة أو سيارة الأجرة؟

الإجابة :

أولًا أنا استبعد صاحب الحافلة يدّور كما يقولون يدوّر العيشة، يطلب العيشة، ما يستطيع يعني يخالف جميع الركاب، لكن أحيانًا يكون مع هؤلاء الخيرين الذين يريدون الوقوف للصلاة قلّة، واحد أو إثنان والكثرة الكاثرة ما تهمهم الصلاة أصلًا، قدّموها أخّروها تركوها واحد عندهم، من هنا تجي البليّة، ومن هنا نقول هذا الأمر يُنظرُ له من جهات، الجهةُ الأُولى أن تكون هذه الصلاة التي سافروا فيها تُجمع مع ما قبلَها مثل الظهر مع العصر، المغرب مع العشاء، فيؤخرون لا بأس، وهذا نهجُ النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جمع التأخير جايز.

الحالُ الثانية، فإذا مثلًا كان المغرب فإذا قَرُب نصف الليل ولن يقف يعني عصى، هو ومن معه وإن كانوا مسلمين الوقوف، فلا مانع -إن شاء الله- أن يُصلوا قعودًا في السيارة حيثُ ما اتجهت بهم، والله أعلم، وإن بدا لي رجوع رجعت- بارك الله فيكم- وإن نبهني رجل أو امرأة إلى خطأ قولي أرجع، وأنا قد أشهدت الله ومن حضرنا من ملائكته وأشهدتُكُم أنتم أيها الحضور والسامعون أني راجِع إلى الحق، أليس كذلك يا عبدالواحِد؟

القارئ: نعم يا شيخنا، جزاك الله خير.

الشيخ: هذا أصلي، أقول يصلوا قعودًا، ويتيممون من ما يوجد من تراب أو ما توطى به الأرجل من الأرض، أقول قدر المُكنه، فإن وجد وضوء وإلا صلوا بدون وضوء، هذا وقت الضرورة، بعد نصف الليل يكون ضرورة، المختار إلى نصف الليل وما بعد نصف الليل فهو ضرورة، أما إن كانت الصلاة لا تجمع مع ما قبلها، مثل العصر لاتجمع مع المغرب فليأمروه، وليشددوا عليه، يعني هذا من دينهم، فإن أبى ووقف السائق بعد المغرب للطعام والشراب و الشاهي وغير ذلك، صلوا العصر ثم المغرب وجمعوا العشاء، والله أعلم.

القارئ: أحسن الله إليكم شيخنا، هناك في هذه المسأله وجدنا بعض الحافلات تابعه لبعض الشركات من نظام الشركة ان عدة مسافه لا ينتهي فيها البنزين يكون من نظام الشركة وقوانينها ان لايقف،تكون هذه الحافله معده بالطعام ودورات المياه فلا يقف من قوانين هذه الشركه، حتى لو حاول مع احد الركاب، هذا نظام الشركة فلايقبل.

الشيخ: لا يقف إلا في محطة البنزين؟

القارئ: لا يا شيخ، لايقف إلا في المنطقة الأخرى السيارة فيها بنزين يكفيها فيسير من هذه المنطقه إلى المنطقة الأخرى دون وقوف يقول هذا شرط؟

الشيخ: لا لا ،تحت القدمين هذا النظام.

القارئ: أقول هذا الحاصل يا شيخ

الشيخ: رغمًا عنه يقف رغمًا عنه يقف، وإن كان الشركات السعوديه تُبلغ الجهات الأمنيه و الهيئه والإماره، ترغمهم إرغامًا .

القارئ: نعم يا شيخ.

الشيخ: لكن إن كان يخشى من نفاذ البنزين ويحب أن يدرك المحطة الأخرى، لأن المحطات توقف وقت الصلاة، فلا مانع إن شاء الله تعالى، أما من نظام الشركة أنا عندي بنزين ,امشيّ أقوله لا، رغم أنفك.

 

السؤال الخامِس:

يقول السائل: هناك داعيه في سويسرا قال في أحد اللقاءات التلفزيونيه من حسن الإسلام التنوّع، يذكر أمثله على هذا التنوع ،يقول من كان يحب الغامضيات فيتجه إلى الصوفيه، ومن كان عقلانيًا فيتجه إلى المعتزلة، ومن كان سياسيًا فيتجه إلى الإخوان المسلمين، فكل واحد يجد إتجاهه في الإسلام ما رأيكم في هذه المقولة حفظكم الله؟

الإجابة :

والله لقد كذب على الله وعلى رسوله وعلى الإسلام، الإسلام هو السُنة، والسُنة هي الاسلام، كما قال البربهاري لكن هذا داعية سوء (أضل من حمار أبيه وأمه) وإني أنصح أبناءنا في سويسرا أن يهجروه ويقاطعوه وأقول لا تحلّ لكم سماع محاضراته ولا دروسه،كذاب مبتدع ضال.

 

السؤال السادس:

يقول: رجلٌ توضأ قبل صلاة الفجر فلبس الخفين، ثم مسح قبل صلاة الظهر، ثم غير الخفين وهو على الطهاره ثم مسح على الخفين الجديدين، يقول هل يصح أن نمسح على الخفين الجديدين ومن متى يُحسب الوقت، وجزاكم الله خيرا؟

الإجابة :

سؤالك يا بني يتألف من شقين، الشقّ الأول في كونه مسح على الخُف الأول الظهر، لوضوء الظهر هذا صحيح، والوقت يبدأ من هنا من حيث مسح، هذا أصح القولين، لقوله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (يَمْسَح المُقيم وَيَمْسَح المُسَافِر)، الثاني ذكرت أنه غيّر الخُف، ولبس خُفًا آخر وهو على الطهاره، نعم انتقل المسح إلى الخف الثاني، ولو نزع الخف الثاني وهو على طهاره، انتقل المسح إلى الخف الأول الذي لبسه وهوعلى طهاره بعد تغييره الثاني فمسحه صحيح، وصلاته صحيحه، ولله الحمد.

 

السؤال السابع:

يقول: إذا كان الإنسان كافرًا هل يُحكم عليه بدخوله النار و تعيينه، مثل أن يقول الرجل فلان كافر فإن مات على ذلك دخل النار؟

الإجابة :

هذا صحيح، هذا ليس فيه خلاف بين أئمة العلم والدين والإيمان، وإنما هذا سمعناه من المتحذلقه يقول (الكافر هو كافر عندك أنت، في علم الله لاندري)، نقول هذا تقسيم لا أصل له، من مات على كفرٍ فهو كافر، من مات على كفر فهو كافر، من أدلة ذلك أن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما وعد عمه أبا طالب بالإستغفار له، نهاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ - ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ [ التوبة 113]

وقال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ مَرَّ عَلى قَبرِ مُشْرِكٍ يَعْرِفُه، فَليَقل: يَا فُلان بن فُلان إني أبشِّرك أنَّك مِنْ أَهْل النَار» هذه حذلقه، من مات من أساطين الكفر على كفرٍ كفرناه ولا كرامة عين، وكذلك من مات على بِدعه مُكَفِره، قُلنا مَات ضالًا مبتدعَا على بدعة مُكفره، ومن مات على بِدْعه مُفَسِقة، قُلنا مَاتَ على بِدْعه مُفَسِقّة، الحكم الأخروي ما نتدخل به ولا كُلِفنا نقول كذا ،نقطع، ومن أصول أهل السنه لا يقطعون لأحد مات على القِبْلَةِ، أُنظروا (لأَحَدٍ مَاتَ عَلى القِبْلَةِ) بِجَنَّةٍ وَلاَ نارٍ، ولكنهم يرجون للمحسن الثواب، ويخشون على المُسيء العِقاب، أُنظر (أَهْل القِبْلَةِ) يعني المصلين.

والإمام أحمد -رحمه الله -قيد بقيد جدًا، قال: (وَمَن مَاتَ مِن أَهل القِبلة مُوحِدًا، يُصلى عَليهِ، ويُستغفر له) إلى آخر ما قال- رحمة الله عليه- انظروا (موحدًا)، لكن من مات على القبلة يُصلي لكنه (مُشرِك)، مات يصلي ويصوم ويحج لكنه مُشرك اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ -إذا بَلَغته الحُجّة، قُلنا مات كافرًا وإن صلى وصام.

 

وبهذا القدر نكتفي، وصل الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والقاعدة على ما هي ليس فيها استثناء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

 

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري