جديد الموقع

888852

الجواب: 

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعد ..

فنحمد الله على ما مَنَّ بهِ من هذا اللقاء، الذي نسأله - جلَّ وعلا- أن يجعلهُ مباركًا علينا جميعًا، وأُصَلِّي وأسلم على خير خلقهِ نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدّين.

أمَّا بعد ..

فيا معشر الأحبّة هذا فصلٌ دراسيٌّ كما تَرَوْن انطوى سريعًا، كأنَّهُ دَخَلَ بالأمس علينا، والإنسان يفرح بانطواءِ الأمر الذي يُؤمِّلُ من بعدهِ أن يصل إلى مطلوب، ومِمَّا يفرحُ بهِ طلبة العلم في هذا الباب بانتهاءِ فصلٍ، أو قربِ انتهائهِ، هو انتقالهُم منه إلى فصلٍ آخر، بعلومٍ ومقرَّراتٍ جديدة يُحصِّلونها فيه، فمن هذا الباب يفرحون، ولكنَّ الفرح الحقيقي - معشر الأحبّة- هو بحفاظِك على ما حصَّلتْ، هذا هو الفرح الحقيقي، والحفظ بما حَصَّله طالبُ العلم؛ يكون باستحضارهِ لهُ متى شاء، يختبرُ نفسهُ في حفظهِ، استحضارهِ لمحفوظهِ متى شاء، فإن كان ما حصّلهُ على هذا النحو؛ فليفرح بذلك، وإن كان على غيرهِ فعليهِ أن يجتهدِ في استكمالِ ما نقص، وإن كان في الإبتداء فعليهِ أن يجتهدِ في التأسيس وحُسنِ البِناء، فإنَّ العلم هو ما حفظته في صدرك، هذا هو العلم، والفرح الحقيقي هو بالعمل بهذا العلم الذي عَلَّمك الله - سبحانه وتعالى- إياه، والعمل بالعلم هو من أعظم الأسباب في حفظه،كما قال الإمام أحمد-رحمه الله تعالى- حينما سُئِل عن كَتْبِهِ الحديث، قال: "ما كتبتُ حديثًا إلَّا وعملت به" حتى ذكر حديث الاحتجام، فَعَمِل به، فاحتجم؛ لَمَّا روى حديث احتجام النبي - صلى الله عليه وسلم - وإعطاءه الحَجَّام أبا طيبة دينارًا، فاحتجم وأعطى الحَجَّام دينارًا، فالعمل بالعلم مما يقرر العلم ،ويثبته في القلب،فيحفظ الإنسان بذلك، فالتطبيق العملي ترسيخٌ للخبر الذي يكون في ذهن الإنسان.

فعلينا جميعًا أن نراعيَ هذا الجانب،وعلينا جميعًا أيضًا أن نهتم بالإخلاص، فالإخلاص - معشر الأحبة- هو الذي يحمل صاحبه على التعلم التعلم الحقيقي، لا يَهُمّه إلا أن يتعلم هذا العلم ليرفع به عن نفسه أولًا الجهل، ومعرفة ما يجب لله - تبارك وتعالى- عليه، ثم بعد ذلك يُبَلِّغه للناس، ومن كان حرصه على هذا النحو، بأن يعلم ما أوجب الله عليه، ازداد نهمه في الازدياد من الخير، لأنه في ازدياد العلم إرغامٌ للأعداء من شياطين الإنس والجن، فيعرف ما يريده منه الربُّ - تبارك وتعالى- وما لا يريده منه، فالأمور المحكمة واضحة، لكن يبقى عليه الدقائق والمشتبهات، فتجده يسعى دائمًا لاستجلاءِ الخَفِيِّ والدقيق، ويسعى دائمًا لرفعِ وكشف الأمور المشتبِهة، وهذا ما يكون إلَّا بالازديادِ من العلم، لأنَّ هذه المرحلة ما يوصل إليها إلَّا بالرسوخ في العلم، والرسوخ يحتاجُ إلى جهد، وإلى تعب، وإلى نصب، فيُجاهِدُ نفسهُ والنَّاسُ لا يعلمون عنه شيئًا في هذا الباب، ويأتي اليوم الذي إذا سُئِل فيه؛ ظهر علمهُ واستبان للنَّاسِ فضلهُ، فهذا الأمرُ مردُّهُ إلى الله - جلَّ وعلا-.

عليكَ أنتَ أيها الطالب بالإخلاص لله - جلَّ وعلا- في طلبهِ، لا تطلبُهُ لِتُمارِيَ بهِ، ولا لِتُجادل بهِ، ولا لِتصدَّرَ بهِ المجالس، ولا لِتصرِف بهِ وجوه النَّاس إليك، ولا لِتُحصَّل بهِ غرضًا من أغراضِ الدُّنيا وحُطامِها، وإنَّما الأصل: هذا الذي ذكرتْ، ترفع الجهل عن نفسِك، وتعرف ما يجبُ لله عليك.

فالواضِحات يسهلُ تحصيلُها ويبقى الجهد في الدقائِق والخفايا، فهذه التي يتعبُ الإنسان فيها وفي التحصيل والمرور على الشيوخ، والاستكثار من المتون والقراءة فيها، فيظهر بعد ذلك فضلهُ.

واعلموا أنَّ المرءْ لا يُحتاجُ إليه إلَّا إذا ذهب أشياخهُ في الغالب، قيل لابن عباس: "أترى النَّاس يحتاجون إليك وفيهم أبو بكر وعمر؟" فكان لا يلتفت لهذه المقالة، هو يتعلّم لنفسهِ، ليَعلم ما أوجب الله عليه، حَصَّل هذا العلم، ما ثنتهُ المقالة التي سمعتُم، ذَهَبَ أبو بكر، عمر، عثمان، علي، كبارُ الصّحابة - رضي الله عنهم-، فمن يبقى؟ وارِثُهُمُ الذي أخذ العلم عنهُم، ومن هذا نتأدّبُ نحن معاشر الأحبّة بآدابٍ عدّة:

· الأول: الإخلاص في الطلب.

· الثاني: أن لا تصدَّك العوائق والمثبِّطات من مثلِ هذه العبارة وما كان على شاكلتها.

· الثالث: أن يعرف المرءُ قدر نفسه، فما يَتَصَدَّر وفي القوم أبو بكر وعمر، يهتم بما يُصلحه هو وما يُقيم أمره هو.

· الرابع: الصبر على التحصيل والدأب والاستمرار في ذلك.

فهذا حصل لابن عباس بعد ذلك، وبواكيره بدأت من حينما أشركه عمر في المجلس – رضي الله عنه -، وكان لا يُجالس عمر إلا القُرَّاء – رضي الله عنهم -.

فالشاهد يجب على طالب العلم أن يُقبل على بناء نفسه، وأن يَهْتَمَّ بما يَعنيه، وأن يَدَعَ ما لا يَعنيه، وليعلم أنه إن كان في هذا صادقًا فسيأتيه اليوم الذي يُحتاج إليه فيه، ويكون قائمًا مقام أشياخه وشيوخه، فالله الله - معشر الأحبة- في الاجتهاد في هذا الجانب، وأعود وأُكرِّر وقد أمللت وأكثرت على كثير منكم، أعود وأقول الله الله بالحفظ، فالمحفوظ هو الذي يبقى، اجتهدوا في الحفظ في كُلِّ فَنٍّ متنًا، واجعلوه هو الأساس والبناء والزيادات على ذلك الأساس، من لم يحفظ في كل فن متنًا فقد نَقَص علمه، أبدًا لا بد أن يحفظ في كُلِّ فَنٍّ مَتْنًا، ويُتقن ويتخصص إذا أراد تخَصَّص في عِلمٍ أو عِلميْن أو ثلاثة لا بأس، لكن أن يبقى في بقية الجوانب يقول هذا ما هو تخصصي! عيبٌ هذا، فعليه بالنحو وإتقان متن في هذا الفن، الأصول – أصول الفقه - وإتقان متن، أصول الحديث المصطلَح وإتقان متن، البلاغة إتقان متن، أصول التفسير إتقان متن، الحديث حفظ متن مَتْنَيْن، الفقه كذلك، وهكذا وهذا كُلُّه بعد كتاب الله – جلَّ وعلا -.

وبعد فالأدلة الشرعية في جملة الفرائض الدينية

ينبوعها هو الكتاب المقتفى وسنة الهادي الرسول المصطفى

صلى الله عليه وسلم-، فأصل العلوم وينبوع العلوم كلها هذا الكتاب الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾أحكمه الله وفصله وبينه غاية التبيين، تَحَدَّى به أرباب الفصاحة والبلاغة فعجزوا أن يأتوا بمثله وبِعَشْرٍ ثُمَّ واحدةٍ، فعلى طالب العلم أن يعتني بذلك، ويا معشر الأحبة أيضا لا تغفلوا الحفظ في الآداب نظمًا ونثرًا، فإن طالب العلم رونقه في أدبه، وجماله في أدبه مع علمه، فإن هذا العلم ثمرة فإذا وُضِعَت في إناء طَيِّب أقبل الناس على الأكل منها والشراء منها، وإن كانت في إناءٍ ضد ذلك نَفَرَ الناس، والعالم يَسَعُ الناس بأخلاق النبوة، فالنبي - صلى الله عليه وسلم- كان من أحسن الناس خُلقا - صلوات الله وسلامه عليه- ومن أعظمهم حلمًا، ومن أوسعهم صدرًا، ومن أجودهم وأسخاهم وأكرمهم - صلى الله عليه وسلم- ومن أعظمهم تواضُعًا حتى إنه ليُرَى بين أصحابه وكأنه واحد منهم، ويدخل الغريب لا يعرفه، وهو سيد ولد آدم على الإطلاق - صلى الله عليه وسلم-.

فينبغي لطالب العلم أن يهتم بجانب الآداب، والآداب النبوية قد اعتنى بها أئمة السنة وعلماء الحديث وكتبوا فيها الكتب المستقلة والكتب المُضَمَّنة ضمن الجوامع، وضمن السُّنن، وضمن المصنفات، فيجب أيضًا على طالب العلم أن يعتني بالآداب النبوية الشرعية، وأيضًا بآدابِ كُرَماء الرجال، وكُمَّل الرِّجال، فيسعى إلى ذلك، فعليه أن يَعْتَنِيَ بالأدب لأننا كما قيل قديمًا: نحن إلى كثير من الأدب أحوج مِنَّا إلى كثيرٍ من العلم، فالأدب يَجْبُلُ به الإنسان.

وأسأل الله – سبحانه وتعالى- أنْ يوفقنا وإياكم، وأنْ يجعل النتائج مباركةً عليكم جميعًا، وأنْ يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، كما أساله -جلَّ وعلا- أنْ يمد في أعمارنا وإيَّاكم جميعًا على طاعته، ولعلنا - إن شاء الله- نبدأ الدرس معكم إنْ مَتَّعنا الله في الحياة وقوينا - إن شاء الله-، نبدأ في بداية الفصل الدِّراسي الثاني من أول الدِّراسة بإذن الله - جلَّ وعلا-.

 

السؤال:

هذا يسأل، يقول: أتممت دراسة كتاب الملخص الفقهي للشيخ صالح الفوزان –حفظه الله-، فبماذا تنصحونني؟

الجواب:

الجواب: أنصحك بأن تراجعه، راجِعْه، فإذا انتهيت منه انتقل إلى الحاشية، حاشية الشيخ عبد الرحمن بن القاسم – رحمه الله تعالى-. نعم.

 

السؤال:

هذا يقول: هل يصح أن نقول لمن كان نصرانيًّا ثمَّ دخل في الإسلام على خُطى الصوفية، وعمل على طقوسهم منْ شرك ونحوه، هل يقال له أسلم؟

الجواب:

إذا كان كما تقولُ - هكذا بلفظ السؤال- فهذا ما أسلم، والذي خرج من النصرانية ودخل إلى شرك الصوفية هذا ما أسلم، شرك الصوفية؛ هذا ما أسلم.

 

السؤال:

هذا يسأل عن أنَّه مسح على شُرَّاب أو خُفَّين ثمَّ غيره، يبطل الوضوء؟

الجواب:

نعم، يبطل المسح.

 

السؤال:

وهذا سؤال يقول: هل يجوز الأكل من مطاعم الشيعة – يعني الروافض-؟

الجواب:

إذا كان في البقوليات ونحوها؛ الأمر خفيف، لكن الكلام إذا كان في اللحم؛ ذبائحهم لا يجوز أكلها؛ لأنهم يستغيثون بحسين، ويستغيثون بعلي، وبآل البيت وبأئمتهم، هذا ما يجوز أكل ذبائحهم.

 

السؤال:

هذا يسأل، يقول: هو في فرنسا، في المسجد الذي هو فيه - في حَيِّه- كتب لبعض المخالفين، ويسأل هل يجوز إتلافها؟

الجواب:

الجواب: إذا كانت هذه الكتب على غير مذهب أهل السنة كالمعتزلة، وكالجهمية، وعموم المُعَطِّلة، والمُشَبِّهة، والممثلة، أو الروافض، والصوفية ونحو هؤلاء من الفرق القديمة، أو التَّحزبات الجديدة من إخوان وتبليغ وقطبيين وخوارج سَمِّهم بما شِئْتَ، مثل هذه لا يجوز أن تبقى في المكتبة يَطَّلِع عليها عامَّة المُطَّلعين، وإنما تؤخذ ويُقفل عليها للباحثين المختَصِّين إذا أرادوا التوثيق والرجوع إليها والنقل عن هذه الكتب.

 

السؤال:

وهذا يسأل، يقول: إذا مررت بالسيارة بجانب أهل البقيع، أسَلِّم عليهم؟

الجواب:

لا، التسليم لمن أتى لأهل القبور، إذا جاءهم قاصدًا سَلَّم.

 

السؤال:

وهذا يسأل عن أكل القنفذ والكلب للعلاج.

الجواب:

لا يجوز لأنَّ هذه خبيثة اللحم، مُحَرَّمة؛ الكلب سَبُعِي، والقنفذ ذو مخلب، هذه من المُحَرَّمات، من الخبائث.

 

السؤال:

هذا يسأل عن قول ((الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ))؟

الجواب:

يعني لا تُفْشِي سِرَّه، يعني لا تفشي هذا الحديث ولا الذي حَدَّثتك وسمعته ولا تخبر به أحدًا، بل لو لم يقل؛ والسلف يقولون: "إذا حَدَّثك أخوك بأمرٍ ورأيته يلتفت فاعلم أنَّما هو سِر"، يعني لا يريد أحد أن يَطَّلِع عليه، هذا معنى قوله.

 

هذا لا فائدة منه؛ والمرء إنما يُجاب على ما فيه الفائدة له ولعموم النَّاس، والأصل فيه حديث أبي هريرة: ((حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وِعَاءَيْنِ؛ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ)) فذكر العلماء وشُرَّاح الحديث أنَّ هذا ما ينفع النَّاس في دينهم ودنياهم ويحتاجون إليه يُحدَّث به، وأمَّا الذي لم يبثّه فلا يُضَرّهم جهله لا في دينهم ولا دنياهم، كأحاديث الفتن، وأسماء أمراء السوء ونحو ذلك، ماذا يستفيدون من هذا؟ يستفيدون الفتن؛ الناس ما هم كلهم على عقلٍ واحد، على قلب رجلٍ واحد في الفهم، ولا يضرهم شيء إذا لم يسمعوا بمثل هذا الحديث، فمثل هذا السؤال لا يُجاب عنه لأنَّه من هذا القبيل، سؤالٌ يؤدي إلى الفتن ولا فائدة فيه، ولو تأمل صاحبه، تأمله حقَّ التأمل لاعتذر منه.

 

السؤال:

هذا يقول: من ظهر ظهره في السجود.

الجواب:

الظهر لا يضير، إذا خرج شيء من الظهر لا يضير، لكن إن كان هذا مع المُؤَخِّرة كما نراه في بعض المصلين في البنطلونات السيئة، فإذا حصل انكشافٌ من العورة بطلت صلاته. 

 

السؤال:
يقول: هل يجوز أن يهدى للأطفال هدايا لأنهم حفظوا سورة كذا أو آيات؟ 

الجواب:

نعم، يُهدى لذلك، يُشَجَّع على هذا، هذا تشجيع وتحفيز.

 

السؤال:

وهذا يقول: هل الطواف المطلق له أشواط؟

الجواب:
كم تبغى تطوف؟! هو طواف مطلق، يعني سُنَّة مطلقة، نفل مطلق، ما هو نسك، ما جاء به لا في عمرة وليس هو ركن حجٍّ، طيب أنت كم تبغى تطوف؟ أنا أسأله، تدخل بعد العشاء وتطوف حتى الفجر، هذا غير صحيح، لابد لكل طواف من عدد، سبعة ثم تسنن سنة الطواف، فاقرأ فيهما بسورتي الاخلاص، التي هي قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون، الثانية في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون ولا قل هو الله أحد في الركعة الثانية، ثم بعد ذلك إذا ارتحت وأردت أن تطوف ثانية طف، أمَّا هل له عدد؟ ما أدري هذا السؤال! ولعله يعني يبغى يكرر، يقصد التكرار له أن يكرر في ذلك، لكن السؤال بهذه الصيغة يقول: هل الطواف المطلق له أشواط محددة؟! لابد من هذا أن تطوف سبعة أشواط.

 

السؤال:

وهذا يسأل عن الدعاء في الأمور الدنيوية، والإلحاح على الله فيها هل يدخل في العبادة؟

الجواب:
نعم، هو دعاء مسألة، ودعاء عبادة؛ لأنه لا يقدر على هذه الأمور إلا الله - جلَّ وعلا- فيُيَسِّرها لك سبحانه. نعم.

 

السؤال:

وهذا يسأل عن الكتب البخاري ومسلم؛ بأي التحقيقات تنصحون؟

الجواب:
الصحيح البخاري أنا أنصح فيه باليونينية، المطبوعة الآن خرجت مؤخرا بالترقيم الجديد الدكتور زهير الناصر، صَوَّر اليونينية القديمة السلطانية وأخرجها كذلك، وهكذا مسلم الطبعة القديمة كذلك التي أُعيدت على نفس الطراز هذا، والترمذي نسخة عصام هادي الأخيرة هذه طيبة، وابن ماجة كذلك نسخة عصام هذه طيبة، وأمَّا النسائي فما أعلم نسخة جيدة فيها.

 

السؤال:

وهذا يسأل عن حجز المكان في المسجد قبل أن يجلس فيه؟

الجواب:
يعني يُرسل مع من يحجز له هذا لا يجوز، من سبق إلى مباح فهو له، لا يجوز أن تحجز هذا المكان.

 

السؤال:

وهذا يقول: يوجد لدينا مُصَلَّى ولا تقام فيه الجمعة؟

الجواب:
المُصَلَّى غير المسجد معشر الأحبة، المُصَلَّى مثل مُصَلَّى الكلية، مُصَلَّى العمل، يُصَلَّى فيه أحيانا الظهر، والعصر والمغرب والعشاء، خصوصًا إذا كان في شركات، أو مؤسسات عندها دوم صباحي ومسائي، فيُصَلُّون في مُصَلَّاه الظهر والعصر والمغرب والعشاء لكن هل له حكم المسجد، الصحيح ﻻ، فيجوز أن يجلس فيه الجنب، وأن تدخل فيه الحائض، وأن تجلس فيه بدون ركعتين تحية المسجد، فهذا مِمَّا يفارق المُصَلَّى فيه المسجدَ.

 

السؤال:

ما حكم صلاة الجنازة في الليل؟

الجواب:
لا بأس، تُصَلَّى في الليل ويدفن في الليل، كله لا بأس.

 

السؤال:

هذا سؤال يقول صاحبه: عندي عقد خفيف من ذهب وأريد أن أشتري عقدًا ثقيلًا، فأُبْدِلَ العقد الخفيف مع النقد بالثقيل؛ هل يجوز؟

الجواب:
ﻻ، بِعْ الخفيف واستوفِ ثمنه، يعطيك في يدك، بِعْهُ بتسعمائة ريال، فإذا بعته بذلك اشتري الثقيل بألف وستمائة فتزيده نقدًا ستمائة ريال، وهذا حديث بلال في التمر.

 

السؤال:

يقول: هذا شخص أتاه مال فقيل له أنه ﻻ يجوز لك أخذه هو يريد أرجعه بعد ما يستقر وضع الدولة، وقال له أحد الأخوة أخذ المال منك وأرده لك بعد شهور قليلة، لأنه يريد الزوج وإتمام شقته، أنه سيأتيه مال بعد شهور فهل يجوز له؟

الجواب:

أقول إذا كان ﻻ يجوز للأول أخذه وتَمَوُّله فلا يجوز له أن يتصرف فيه، إذا كنت أنا الذي جاءني المال ﻻ يجوز لي أخذه، فلا يجوز لي أن أتصرف فيه، وعليه أن يعيده.

 

وهذا كذلك من السؤالات التي ﻻ فائدة فيها، قد يقول بعضكم ليش يا شيخ؟ أقول - إن شاء الله- يُمَتِّعكم بالصحة والعافية ويزيدكم من العلم وتقعدون في مجلسي هذا، ويأتيكم ما يضطركم إلى أن تفعلوا فيه كما فعلت، فتذكرونني وتدعون لي إن شاء الله.

 

هذا الكلام، ما أدري كيف هذا الإنسان أو هذا الأخ الكاتب كَتَبَهُ، أصلا هذا معنى حديث لكن ليس بهذا اللفظ، اللفظ هذا مختلف تمامًا، والحديث مشهور ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لِمَنْ أَحَبَّ))، فهذا يقول: الله تعالى يُعطي الأمن من يستحق ولا يُعطيه من لا يستحق، هذا الكلام ما هو حديث ولا هو بصحيح، أقول: لله - جلَّ وعلا- في هذا حكمة، فالله يبتلي عبادهُ بالسَّراءِ وبالضّراء، ويبتليهم بالخير والشرِّ فتنةً ليرى - سبحانه وتعالى-الصَّابر على الضَّراء، والسَّاعي لِشكرهِ - سبحانه وتعالى- في السَّراء، فلا تُطغيهِ السَّراء ولا تفتنهُ الضَّراء، وهذا من أعظم ما يترتَّب على الابتلاء، يبتلي الله - جلَّ وعلا- عبادهُ، فهذا الكلام غير صحيح.

 

السؤال:

يقول: ما المذهب الفقهِي الذي كان يسير عليهِ أصحاب الكتبِ السِّتة؟

الجواب:

مذهب الفقه الذي يسير أصحاب الكتب السِّتة حدَّثنا وأخبرنا، هذا هو، يسيرون على السُّنة الصحيحة عندهُم عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ويغضبُ بعضهُم إذا قيل له: تعملُ بهذا الحديث يرتعِد، يقول: "متى رأيتني خارج من كنيسة ولاّ شاد وسطي ولا عندي زنّار! حتى أُروي لك حديثًا ولا أعملُ به؟!" فهؤلاءِ ليس لهم مذهب إلا الحديث.

 

هذا سؤال عن أئمّةِ الدعوة ولعلّهُ إن شاء الله أُلقي فيهِ كلمةً مُستقلة - رحمهم الله-.

 

السؤال:

هذا يسأل عن صيام شهرِ الله المُحَرَّم من أولهِ إلى آخره؟

الجواب:

لا، ولكن يصومُ أكثره، فإنّ أفضل الصيام بعد صيامِ شهر رمضان صوم شهرِ الله المُحرّم، وأفضلُ القيام بعد صلاة الفريضة صلاة الليل، فشهر الله المُحَرَّم الذي فيه عاشوراء يُكثر من الصيامِ فيه، أمَّا أن تصومه فهذا فيه حديث عائشة وحديث أبي هريرة أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- ((مَا اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ))، وأخبرت عائشة أنّه كان يصوم شعبان كُلّهُ، كان يصوم شعبان إلَّا قليلا، وحديث أبي هريرة كلّه محمولٌ على جُلِّهِ - على أكثرهِ-. نعم.

 

السؤال:

هذا السؤال أنا استبعدهُ، في داعية أنَّه يُحاربُ الحزبيّة وما يُحارب الشرك!

الجواب:

أستبعدُ ذلك، وإذا كان صاحبهُ موجودًا أو يسمعُني فليُبَيِّن لي الذي يُحارب التحزّبات البدعيّة ما يدعَ الشرك! أبدًا، هذا المظنون والمعلوم بمن قاموا بهذا الواجبِ العظيم. نعم.

 

وهاتان خطبتان لَعَلَّنا نبدأ بهما - إن شاء الله تعالى- في اللقاء القادم، والله أعلم.

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبدهِ ورسولهِ نبيّنا محمد.

ولعلَّ هذا آخر لقاء في هذا الفصل.

 

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي